تحية وتقدير لمن يخلص لرسالته التربوية والتعليمية
لا يختلف اثنان على قدسية مهنة التعليم والرسالة التربوية الملقاة على عاتق المعلم الحامل الحقيقي لأركان العملية التعليمية بكافة مفاصلها كونه حمل الراية جيلاً بعد جيل وتحمل في سبييل ذلك الجهد والتعب ومصاعب الحياة القاسية وخاصة في الظروف الراهنة، إذ أثبت المدرس أنه جندي حقيقي يدافع عن العلم ليكون رديفاً حقيقياً للجندي العربي السوري في أرض الميدان.
ويأتي اليوم لنكرم في المعلم حبه للعلم ونشره بين طلابه، نكرم فيه التضحية والبذل والإخلاص ونكران الذات، نكرّم فيه حب الوطن والانتماء إليه، ونعرف جميعاً أن المعلم وعلى مدى تاريخ الوطن لم يقف بنضاله عند حدود المدرسة وبين التلاميذ فحسب، فلقد كان المعلم رسول المعرفة ورائد التغيير المجتمعي، حمل مسؤولية الحرف في رأسه وحبّ الوطن في قلبه. ليشق في علمه الليالي الحالكة وينير قنديل العلم .
في هذه المناسبة لا بد من تقديم التحية والاحترام لكل مدرس حقيقي في مدارسنا – ونؤكد على كلمة حقيقي – لأن هناك من يحاول تشويش صورة المعلم الحقيقي وذلك من خلال سلوكيات بعيدة كل البعد عن أخلاقيات المدرس التربوي .
ورغم كل القرارات الصادرة مؤخراً من ناحية تحسين مستوى المعيشي للمعلم لم تستطع وزارة التربية إعطاء المعلم حقه إلا أن هذا لا يعني خروج بعض المدرسين عن السكة التربوية الصحيحة بتصرفات تسيء للعملية التعليمية ولهم في آن معاً.
والِأمر ليس متوقفاً على خلل هؤلاء المدرسين بل يقع على وزارة التربية ومديرياتها مسؤولية ضبط العمل التربوي والحزم بالقرارات والعقوبات والابتعاد عن المحاباة والتعامل بازدواجية بين المدرسين.
وختاماً لايمكن أن ننسى المعلمين الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ليبقى الوطن حياً، مضيفين بذلك مفهوماً آخر للشهادة، ودرساً استثنائياً من دروس الدفاع عن الوطن، يبدأ من الخندق الأول في مقعد الدراسة ليصل إلى حدود البلاد.
علي حسون