روسيا تلغي الدولار واليورو من حياتها الاقتصادية
هيفاء علي
في إطار الردّ الروسي على العقوبات الاقتصادية الغربية ومواجهتها، قرّرت السلطات الروسية إلغاء الدولار واليورو من حياتها الاقتصادية، والاعتماد على العملة الصينية، اليوان، لتحلّ محلهما، حيث يقدم المقرض الحكومي الصيني أقصى معدلات الفائدة على الودائع بالعملة الصينية لجذب العملاء. ونظراً لانقطاع روسيا رسمياً عن الدولار الأمريكي واليورو، عرض بنك “في تي بي” المملوك للدولة على عملائه فتح حسابات توفير باليوان الصيني، مع معدل فائدة أقصى يبلغ 8٪ بعدما تعرض ثاني أكبر بنك في روسيا لعقوبات غربية تهدف إلى عزل روسيا بالكامل مالياً، بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وقال مدير البنك في بيان له: “في ضوء ارتفاع أسعار صرف الدولار واليورو، يبدي العديد من العملاء اهتماماً بالاستثمار في العملات الأخرى، واليوان هو أحد أكثر الخيارات الواعدة والميسورة التكلفة لاستثمار الأموال، وسوف يتمكّن العملاء الحاليون من فتح ودائع عن بُعد عن طريق “في تي بي” أونلاين بالحدّ الأدنى ويبلغ 100 يوان، أي ما يعادل 16 دولاراً، بينما يمكنهم إيداع 500 يوان كحدّ أدنى في فروع البنك”.
وعقب إقدام واشنطن على حظر توريد الدولارات إلى روسيا، سيكون العرض الأخير، وفقاً للبنك، هو البديل الأكثر ربحية للودائع بالعملات الأجنبية الأخرى، إذ يبلغ العائد السنوي على وديعة لمدة ثلاثة أشهر 8٪ بالدولار و7٪ باليورو. في المقابل، توفر الوديعة لمدة ستة أشهر بالروبل حالياً عائداً سنوياً يبلغ 21٪. وبحسب البنك الصيني، خلال الأسبوع الماضي، استثمر العملاء أكثر من تريليون روبل (15 مليار دولار) في منتجات التوفير التقليدية. ونتيجة تعرّض المؤسّسات المالية الروسية لضغوط متزايدة بعد فرض العقوبات المتعلقة بأوكرانيا، كان على البنوك أن تتطلع إلى الصين لبدء استخدام النظام الخاص بها لبطاقات الائتمان “يونيون بي”، بعد أن أعلنت “فيزا وماستركارد” عن تعليق العمليات في البلاد.
وبحسب رئيس أبحاث آسيا في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية، في حديث له لوكالة “بلومبرغ”، فإن بعض البنوك الروسية لا تستطيع الوصول إلى العملات الأخرى، لذا من المحتمل أن يكون اليوان هو البديل الأفضل، ومع ذلك، فإن أسهل طريقة لروسيا للحصول على اليوان هي من خلال التعاملات، إذ يمكن لعملاء البنوك الروسية المصدّرين البيع إلى الصين والحصول على اليوان في السداد.