تحقيقاتصحيفة البعث

رغم قساوته.. الشتاء بدد مخاوف المزارعين وعدل مزاج المنتجين في طرطوس!

لم يخف مزارعو طرطوس أول الموسم الشتائي مخاوفهم الزراعية جراء تأخر وشح الأمطار وتراجع معدلات الهطل وجفاف الكثير من الينابيع والأنهار الموسمية كنهر الغمقة  والحصين والدائمة التي تراجع منسوبها لحدود غير مسبوقة كنهر السن في بانياس والعويجان في المشتى والأبرش في صافيتا والعديد من الأنهار الأخرى – رغم أن محافظة طرطوس تشتهر بمعدلات الأمطار العالية التي تتجاوز ألف مم في الكثير من المناطق مثل القدموس وبرمانة المشايخ والدريكيش والشيخ بدر – لكن ومع تقدم قطبية الثلج السيبيري القطبي الأولى مطلع العام الجاري التي شهدتها منطقة بلاد الشام وبينها سورية وتتالي الأمطار الغزيرة وتكرار القطبية الثلجية الثانية التي أتت في غير أوانها لا تزال تنثر صقيعها وبردها وثلوجها وأمطارها في طول البلاد وعرضها ما بدد مخاوف المزارعين والمنتجين في الحقول وعدل مزاجهم رغم قساوة الطقس والبرد الشديد الذي يرزح تحته أغلب السوريين لافتقادهم لأبسط وسائل الدفء بسبب النقص الحاد في مخصصات المازوت والغاز وغلاء أسعارها الفاحش في السوق السوداء غياب الكهرباء…!؟

التركيز على الأشجار المثمرة…

معلوم أن محافظة طرطوس من المحافظات الرئيسية التي تعتمد على الزيتون الذي تنتج منه بحسب تصريحات سابقة لمدير زراعة طرطوس علي يونس بحدود خمسين إلى مئة ألف طن زيتون بحسب سنة المعاومة وزيت الزيتون والحمضيات التي تنتج منها حوالى النصف مليون طن تقريباً كل عام والتفاحيات التي تنتج منها حوالي الخمس وعشرون ألف طن تفاح بالدرجة الأولى وهذا ما يخفف إلى حد ما الحاجة الكبيرة للأمطار بقدر الحاجة لدرجات الحرارة المنخفضة التي تحتاج لها أشجار الزيتون والتفاح على وجه التحديد ما يبشر بموسم زراعي جيد كما يقول المهندس الزراعي ياسر عيسى والمنتج لأصناف مميزة من التفاح في قرية بجنة الجرد بمنطقة الدريكيش، فيما أكد المحامي سلمان حسن من قرية شباط في منطقة طرطوس الذي يملك كرما من أشجار الزيتون المعمرة أن أمطار العام التي شهدها الموسم تبشر بموسم واعد سيما بعد موسم معاوم بامتياز أدى إلى تراجع كبير في إنتاج المحافظة من الزيتون وزيت الزيتون  معا ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعارهما إلى جانب ارتفاع تكاليف الخدمة الزراعية بكل أشكالها بما فيها أجور النقل

الزراعات المحمية

هي من الزراعات التي تميز المنطقة الساحلية وخصوصا محافظة طرطوس التي تمتلك أكثر من مئة ألف بيت بلاستيكي تنتج مختلف أنواع الخضار مثل البندورة والخيار والكوسا والفليفلة وغيرها وتوفرها على مدار العام للمستهلكين أينما كانوا خارج  أوقات مواسمها لكن قسما  كبيرا منها تعرض في سهول ضهر صفرا ووطى الحصين وبانياس شمال طرطوس وسهل عكار جنوب طرطوس للأنواء والعواصف الهوجاء التي اقتلعت البيوت المحمية بما فيها من زراعات وتخريب الشرائح البلاستيكية والعوارض المعدنية التي تحملها إلى جانب الصقيع رغم محاولات السلطات المحلية التي عملت على تأمين الكهرباء على حساب باقي المدن والمناطق عل مدار الساعة لمدة خمسة أيام متتالية لحماية ما تبقى لدى المنتجين الذين أتت الرياح على بيوتهم المحمية والتسبب بخسائر كبيرة لن تعوضها تقارير صندوق الكوارث بأكثر من 10% في أحسن الأحوال ووفق شروط الصندوق!.

بالمجمل..

فإن شتاء العام الحالي كما كان غنيا بأمطاره وثلجه وصقيعه ورياحه التي تبشر بموسم زراعي وفير لكنه كان غنيا بكوارثه الطبيعية التي تسببت بتخريب المئات من البيوت المحمية وسقوط واقتلاع الكثير من الأشجار المعمرة وغير المعمرة والتسبب بخسائر مادية كبيرة للمزارعين لا شك أنها انعكست وستنعكس على الإنتاج ووفرته وسعره…

لا تزال محافظة طرطوس تخسر سنويا بحدود ملياري متر مكعب من المياه العذبة التي تصب وتغذي مياه المتوسط فيما نحن بأمس الحاجة لها وسنظل ندور في تلك الدائرة طالما لم نتمكن حتى الآن من تخزين أكثر من مئة وستة عشر مليون متر مكعب في بحيرات أربعة سدود هي الباسل وخليفة والصوراني والدريكيش وهذا سينعكس بشكل أو بآخر على استقرار العمل الزراعي ومنتجه الذي ينتظره ويعلق عليه الكثير منتجين ومستهلكين وأسواق الكثير من  الآمال.

 وائل علي