رياضةصحيفة البعث

رغم الصحوة الأخيرة.. التحديات الصعبة تطغى على طموحات اتحاد الجمباز

 

مع كونها رياضة المتعة والاستعراض، والأكثر انتشاراً بين الصغار، إلا أن لعبة الجمباز تواجه مجموعة من المشاكل والمعوقات، وتحديداً خلال سنوات الأزمة، فمردود اللعبة كان كارثياً، سواء من حيث المشاركات في البطولات الخارجية والداخلية، أو من حيث نتائج هذه المشاركات، رغم عودة المشاركات على قلتها عام 2016، والاعتماد على لاعبين مغتربين.
كل ذلك حتى بداية الربع الثاني من هذا العام، حيث شهدنا عودة الروح مع إعادة تشكيل اتحاد اللعبة، ومحاولة إعادة الشباب إلى اتحاد تطغى عليه الكهولة في الأعمار والأداء، صراحة كانت انطلاقة الاتحاد بطيئة جداً نحو تحقيق ذلك، ولأسباب كثيرة منها المحق ومنها غير المقنع، ولا ننكر ما حققه خلال الأشهر القليلة الماضية، وخاصة في آخر مشاركة له في البطولة العربية في تونس عندما استطاعت منتخباتنا إحراز 12 ميدالية، 7 منها ذهبية، وفضية، و4 برونزيات.
حقيقة تعيش رياضة الجمباز إعادة بناء بعد ما تعرّضت له خلال الفترة الماضية من هزات وتراجع واضح كانت أسبابه المباشرة غياب دورات الصقل والتأهيل لكوادر اللعبة من المدربين والحكام الذين تقاعسوا وهمدوا فلم يكونوا بقدر الحمل الملقى عليهم لتدريب وتأهيل جيل جديد يرفد منتخباتنا الوطنية بعدما تحججوا بهجرة اللاعبين من جهة، وكثرة الأعطال بالأجهزة والمعدات الرياضية، وبهذه النقطة يقع اللوم الأكبر على اتحاد اللعبة السابق الذي تساهل مع هذا الترهل، وسمح بتوسعه حتى باتت البطولات المركزية شبه موجودة، واقتصرت البطولات الداخلية على اجتهادات اللجان الفرعية.
حالة الاستفاقة التي يعيشها الاتحاد الآن يجب أن تكون مقرونة بعمل أكثر جدية وصرامة ينطلق من الفئات العمرية لاستقطاب المواهب وتنميتها، وفي الوقت نفسه زيادة عدد دورات الصقل للحكام، وإعداد المدربين لتعويض النقص الحاصل، وطبعاً عودة المعسكرات الخارجية، وخاصة في الدول الصديقة والرائدة تاريخياً في هذه الرياضة، والعمل على زيادة المنح المقدمة منها، سواء لناحية التدريب، أو لناحية تقديم التجهيزات الخاصة باللعبة.
وحول واقعه، والدور الذي يلعبه الاتحاد لعودة الجمباز إلى سابق عهده، تحدث رئيس الاتحاد محمد حبوباتي “للبعث” قائلاً: حاولنا منذ بدء مهامنا وضع أجندة موضوعية وإسعافية تتناسب والإمكانيات المتاحة لدينا لتنشيط رياضة الجمباز، فعملنا على إعادة تفعيل دور اللجان في المحافظات، وشهدنا عودة ميمونة لأكثر من محافظة، وفي مقدمتها حلب، إضافة إلى دراسة مشاركاتنا الخارجية لنعود بنتائج مرضية، وكان لنا ذلك، حيث خضع منتخبنا بعد تجارب انتقاء حازمة لمعسكر داخلي كان له الأثر الواضح في نتائج لاعبينا في البطولة العربية للجمباز.
وحول المشاركة في البطولة العربية قال الحبوباتي: شهدت البطولة منافسات قوية بين اللاعبين المشاركين، وخاصة من الجانبين المصري والتونسي، لكن لاعبينا استطاعوا إثبات جدارتهم رغم صغر عدد بعثتنا (9 لاعبين) مقارنة بباقي المنتخبات، ولأن الإنجاز تحقق بلاعبين صغار نحن مطمئنون بأننا على الطريق الصحيح نحو عودة الألق لرياضتنا، وأضاف: الإقبال الكبير على ممارسة اللعبة يجب أن يكافأ بجاهزية كبيرة من الاتحاد واللجان الفرعية لاستيعابه، وتوفير العناية والرعاية اللازمتين لاكتشاف خامات جديدة تكون نواة منتخباتنا في المستقبل القريب، ولا يتحقق النجاح إلا بتكافل الجهود والعمل الجاد نحو تحقيق الطموحات بالعودة إلى كبرى منصات التتويج الدولية، لذا أطلب الصبر من الجميع، فالعمل الجاد جار، والرغبة موجودة لدى الجميع في الاتحاد سواء من إداريين، وفنيين، أو لاعبين، ومدربين.
سامر الخيّر