قرار تأجيل الدوري يؤكد العقلية الهاوية في كرتنا
ناصر النجار
أوقفت اللجنة المؤقتة الدوري الكروي الممتاز حتى الثامن من نيسان القادم كرمى مشاركة منتخبنا الوطني في النافذة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال قطر 2022.
النافذة ستقام فيها مباراتان (مع لبنان والعراق) في خمسة أيام، والدوري تأجل 21 يوماً، ولا نجد أي مبرر لتأجيل الدوري، والمنتخب يرافقه سبعة لاعبين محليين، أربعة منهم حراس للمرمى، وسبق للجنة المؤقتة أن قررت عدم تأجيل أية مباراة لأي فريق لديه لاعبان اثنان وما دون في المنتخب، لكنها لم تستطع تنفيذ قرارها أمام ضغط بعض الأندية لتثبت لنا من جديد أن من يقود كرة القدم أضعف من فيها.
لم يجد المراقبون العذر للجنة المؤقتة أو الأندية التي طلبت التأجيل، لأن غياب حارسي مرمى الوثبة وتشرين عن لقاء القمة، (على سبيل المثال)، هو بالتساوي بين الفريقين، ولأن الإصابات والبطاقات جزء من عالم كرة القدم، ربما غاب لاعب أو اثنان عن أي فريق، فهل سيؤجل الاتحاد الدوري لهذا الفريق، مع العلم أن فريق كرة القدم منظومة عمل جماعي، وكل فريق يضم في كشوفه خمسة وعشرين لاعباً عدا الشباب، فهل غياب لاعب أو اثنين عن الفريق أمر يكسر الظهر؟.
ولو افترضنا أن الغياب قد يكون مؤثراً، خاصة على الفرق التي تتنافس على القمة، أو تهرب من دائرة الخطر، فيمكن تأجيل مباريات الفرق التي لها لاعبان بالمنتخب وعددها خمسة: تشرين (أحمد مدنية)، الوثبة (حسين رحال)، جبلة (إبراهيم عالمة)، حطين (حسين جويد ومصطفى جنيد)، الأهلي (خالد حاج عثمان ومحمد ريحانية)، وتقام مباريات فرق: الوحدة والجيش والكرامة وحرجلة والفتوة والشرطة والطليعة والنواعير وعفرين دون أي تأجيل كما يحدث في كل الدوريات.
الفكرة في الموضوع أن كرتنا تعاني من سوء الإدارة، ولا يقودها محترفون بالعمل، لأن هذا التأجيل ستدفع ثمنه الأندية التي لا ذنب لها من خلال مصاريف ونفقات إضافية، ومن خلال ضغط المباريات تعويضاً للفاقد من هذه الأيام.
كان من الممكن تمرير مباريات الكأس، لكن الأمر كذلك جوبه بالرفض من الأندية المتأهلة لدور الثمانية وعددها ثلاثة فقط، وهذا أيضاً سيزيد من الضغط على الفرق المتأهلة التي ستعاني من ضغط في الدوري، وضغط في الكأس!.
ومن الأمور التي يمكن تسليط الضوء عليها عدم صدور القرارات الخاصة بمباراة تشرين وحطين التي توقفت، ومن حق الجمهور السؤال عن سبب التأخير، مع العلم أن مباراة العربي والمجد التي توقفت قبل أسبوعين لسبب مماثل أصدرت اللجنة المؤقتة عقوباتها مباشرة في اليوم التالي، فهل دوري الممتاز يختلف عن دوري الأولى، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟.
أيضاً زحمة المواعيد، وضغط المباريات سيجعلان من إقامة مباراة السوبر بين تشرين وجبلة شبه مستحيلة، لكن الغريب الذي لم نسمع عنه في أي اتحاد وطني أو قاري أو دولي أن يُطلب من الفريقين الاتفاق على موعد المباراة، ومن الممكن أن يطلب منهما تحديد مكان الملعب، وتكليف الحكام والمراقبين، وغير ذلك؟!.