سوء التغذية يودي بحياة 13000 طفل حديث الولادة في أفغانستان
سمر سامي السمارة
يطالب المدافعون عن حقوق الإنسان الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن مليارات الدولارات التي صادرتها من البنك المركزي الأفغاني، بعد إنهاء احتلالها العسكري للبلاد الذي دام 20 عاماً، وتسبّب في أزمة غذاء مدمرة أودت بالفعل بحياة الآلاف من الأطفال حديثي الولادة في أفغانستان في العام 2022.
ومع عدم قدرة 95٪ من الأفغان الحصول على الغذاء الكافي بسبب الأزمة النقدية، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش الأسبوع الماضي أن 13000 طفل حديث الولادة ماتوا بسبب سوء التغذية والأمراض المتعلقة بالجوع منذ كانون الثاني الماضي، محذرة من أن “الوقت ينفد” للتصدي للجوع في البلد الذي يعاني الفقر المدقع.
ورداً على تقارير تفيد بأن ما يصل إلى 3.5 ملايين طفل أفغاني يحتاجون إلى دعم تغذوي عاجل، قالت مجموعة “كود بينك” المناهضة للحرب: “تتحمّل الإدارة الأمريكية هذه المعاناة”.
أعلنت إدارة بايدن التي استولت على أكثر من 9 مليارات دولار من البنك المركزي الصيف الماضي -بعد سيطرة طالبان على أفغانستان- الشهر الماضي أنها ستخصّص 3.5 مليارات دولار لجهود إنسانية غير محدّدة. لكن بحسب ما ذكرته هيومن رايتس ووتش، فإن العقوبات الأمريكية على طالبان جعلت البنوك الدولية تشعر بالقلق من السماح لمجموعات الإغاثة بتحويل الأموال إلى البلاد، في حين أن نقص العملة يجبر البنوك الأفغانية على الحدّ من عمليات السحب.
كتب رايان كوبر في صحيفة “ذا امريكان بروسبكت” الشهر الماضي: تسبّب الاستيلاء على الأموال الأفغانية بكل المشكلات التي قد يتوقعها المرء، حيث توقف النظام المصرفي عن العمل، ولم تتمكن الشركات من الحصول على قروض فاضطرت لإعلان الإفلاس والتسريح الجماعي للعمال، ولم يعد بإمكان الناس الحصول على نقود كافية، والبلد لا قدرة لها على استيراد المواد الضرورية، وقيمة العملة تنهار.
وأشارت مجموعة “كود بينك” إلى أن قرار إدارة بايدن بتقسيم الأموال التي صادرتها العام الماضي، مع تخصيص 3.5 مليارات دولار للعائلات التي فقدت أقاربها في 11 أيلول -على الرغم من اعتراضات العديد من أفراد الأسرة- “أدى بلا شك إلى تفاقم هذه الأزمة المروعة”.
وبحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية الأسبوع الماضي، فإن المشافي التي تديرها جمعيات خيرية مثل منظمة أطباء بلا حدود، أصبحت “عاجزة تماماً”. إذ “يموت طفل من بين كل خمسة أطفال يتمّ إدخالهم إلى الرعاية المركزة، وقد أصبح الوضع أكثر سوءاً في المستشفى في الأسابيع الأخيرة، بسبب انتشار مرض الحصبة شديد العدوى الذي يضرّ بجهاز المناعة في الجسم، وهو مرض مميت للأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية”.
بينما قال مدير إحدى المنظمات الإنسانية لـ هيومن رايتس ووتش الأسبوع الماضي: أصبح الأطفال في جميع أنحاء البلاد “جلداً على عظم الآن”. وأشار كوبر إلى أن “من المحتمل أن يكون هناك ما يكفي من الغذاء في أفغانستان لجميع الأفغان للبقاء على قيد الحياة، وعلى أي حال يمكن استيراد المزيد حسب الحاجة”.
المشكلة الرئيسية هي الركود الاقتصادي وأزمة العملة التي دمّرت الاقتصاد الأفغاني منذ انسحاب القوات الأمريكية، والإنفاق على الاحتلال الذي يمثل نحو 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وثلاثة أرباع ميزانيتها الحكومية. لذا فإن معظم الأفغان لا يستطيعون تحمّل تكاليف الطعام الذي كان سيصبح متاحاً لولا ذلك.