محطات هامة لمنتخبنا الوطني بكرة القدم بعد الفوز على لبنان
ناصر النجار
حفلت مباراة منتخبنا الوطني بكرة القدم مع المنتخب اللبناني، ضمن مباريات الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، بالعديد من المحطات والملاحظات المهمة.
الشغب الجماهيري العام كان نتيجة طبيعية لكون المباراة حساسة، فاللبنانيون فوجئوا بمنتخبهم وهو يتلقى الصفعات، وحسبوا أن طريقهم نحو المركز الثالث سالك فصدموا فاستشاطوا غضباً، وانهالوا على الحكم غيظاً وحجارة، وكان ما كان.
المحطة الثانية أن الاتحاد الآسيوي لم يقبل بإنهاء المباراة، وأمر بإخراج الجمهور واستئنافها، وهذا يؤكد على حرمة إنهاء المباريات دون استكمالها بشكل كامل حرصاً على قدسية كرة القدم بكل تفاصيلها، وهذا ما يجب لحظه من القائمين على كرتنا عند توقف المباريات وعدم استكمالها، والحالة العكسية التي يمكن التطرق إليها أن الفريق الذي ينسحب أثناء المباراة يجب أن يعاقب بأقسى العقوبات لأنه انتهك قدسية كرة القدم، وعندما تجد الأندية التي تفكر بهذا التصرف أنه تنتظرها عقوبات كبيرة ترتدع عن الانسحاب أو التلويح بالانسحاب، مع الإشارة إلى أن هناك بعض البنود التي يجوز فيها إيقاف المباراة.
المحطة الثالثة تخص المكافأة التي منحت لكل أفراد البعثة، لاعبين وكوادر ومتنفذين ومتطفلين، حيث كان من الواجب التمييز بالمكافأة بين من حققها فعلاً على أرض الملعب، ومن كان مساعداً لها ومؤازراً، ومن الطبيعي إبعاد الدخلاء عن أية مكافأة لأن وجودهم بالأصل مع المنتخب خطأ وباطل، وما بني على باطل فهو باطل، من جهة أخرى كان من المفترض انتظار نتيجة مباراتنا مع العراق لتكون للمكافأة الأثر الإيجابي، فما حصل بلقاء تونس ليس ببعيد عنا عندما نال المنتخب مكافأة الفوز على تونس فخسر أمام موريتانيا!.
المحطة الرابعة تتعلق بنظرتنا إلى الفوز الكبير على لبنان، فهو فوز من المفترض ألا نقلل من حجمه، وهو يحمل الكثير من المعاني الإيجابية معنوياً وفنياً، لكن ذلك يجب ألا يجعلنا عاطفيين (زيادة عن اللزوم)، فالمنتخب اللبناني ليس من أسياد آسيا، ولعب أمامنا ناقص الصفوف بغياب أفضل لاعبيه.
الفوز عليه يجب أن يكون دافعاً لمنتخبنا في المواجهة المقبلة مع العراق لتقديم مباراة أكبر وأجمل، وتحقيق نتيجة جيدة، خاصة أن العراقيين ليسوا أفضل من منتخبنا، ونأمل أن تكون مباراتنا الأخيرة مسك الختام.
المحطة الأخيرة تتجه إلى القناعة التامة بأن كرتنا مملوءة باللاعبين والمواهب والكوادر الجيدة، ولكن ينقصها التنظيم والعمل الاحترافي، وتنتظر خروج الفاسدين الذين فضّلوا مصالحهم الشخصية لتستعيد ألقها ومكانتها، وتسير على النهج الصحيح.
من الممكن أن نبني الكثير للمستقبل على المنتخب الذي فاز على لبنان، وهذا لا يعني الاستغناء عن لاعبينا النجوم، لأن المشكلة ليست باللاعبين بقدر ما هي بالفاسدين.