زاخاروفا: المؤسسات الدولية متواطئة حول المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا وجورجيا
البعث – وكالات:
لا تزال مسألة المختبرات البيولوجية التي تموّلها المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” في دول العالم تحظى بتعتيم واضح من الحكومة الأمريكية، وهي تضغط بكل الوسائل الممكنة لمنع ظهور الحقائق حولها، وربما تكون هذه المختبرات هي العلّة الكبرى التي تقف خلف الموقف الأمريكي العدواني تجاه روسيا بعد سيطرة الجيش الروسي على هذه المختبرات، حيث يجهد الرئيس الأمريكي جو بايدن للحيلولة دون كشف المزيد من خفايا هذا الملف.
وآخر ما حرّر في هذا السياق، ما كشفته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من قيام المؤسسات الدولية بمنع الخبراء الروس من الوصول إلى المختبرات البيولوجية في أوكرانيا وجورجيا.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها: “لقد سعينا للوصول إلى هذه المختبرات من خلال المؤسسات القانونية الدولية، ولكن قالت لنا تلك المؤسسات إنه لا يمكنكم دخول المختبرات، لا أنتم ولا المراقبون المتخصصون، هذا يعني أن هناك تجارب جرت مخالفة للقانون”.
وأكدت زاخاروفا أن البنتاغون استخدم هذه المختبرات البيولوجية لأغراض عسكرية لأنه لا ينفق سنتاً واحداً على شيء لا يستهدف المصالح العسكرية.
وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية نشرت أمس وثائق تؤكد جزئياً صحّة الاتهامات الروسية الموجّهة لهانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن بضلوعه في تمويل المختبرات البيولوجية في أوكرانيا.
من جهة أخرى وصفت زاخاروفا المفاوضات الجارية مع الجانب الأوكراني بأنها “ليست جيدة أو سيئة” لأن سلطات كييف تستخدم المفاوضات لتشتيت الانتباه وبناء قدراتها العسكرية ومواصلة التدمير بكل الوسائل.
وفي وقت سابق قال رئيس الوفد الروسي مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي: إن موسكو في مفاوضاتها مع كييف تصرّ على معاهدة شاملة مع مراعاة النقاط الحيوية لروسيا.
وردّاً على العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا من جانب واحد، أكد ديمتري روغوزين المدير العام لوكالة روسكوسموس الفضائية الروسية أنه بعد رفض الأوروبيين المشاركة في برنامج (اكسو مارس 2022) للوصول إلى المريخ يمكن لروسيا العمل مع شركاء من الصين أو دول أخرى.
ونقلت سبوتنيك عن روغوزين قوله في حفل تذكاري مخصّص للذكرى الـ54 لوفاة يوري غاغارين أول رائد فضاء روسي: “بأنفسنا أو مع شريك آخر سنتابع هذا المشروع وهو ما تتم مناقشته أيضاً”، موضحاً أن روسيا لديها كل التقنيات اللازمة للتنظيم المستقل لإرسال بعثة إلى المريخ، ولكن السؤال هو ما إذا كان يكفي تمويلنا لهذا المشروع أم أننا بحاجة إلى مستثمر.
وأشار روغوزين الى أن الأوروبيين ربما لا يعيدون وحدة الإنزال الروسية “كازاتشوك” من مهمة “اكسو مارس” وبالتالي يناقش المتخصصون التقنيون هذه المسألة.
وكانت الدول الاوروبية أعلنت فرض عقوبات على وكالة روسكوسموس من ضمن حزم العقوبات التي فرضت على روسيا على خلفية العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس.
وفي سياق متصل بالعقوبات، أكد وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف أنه في حالة رفض الدول الغربية توريد الأدوية إلى روسيا فإنها ستقوم بإنتاجها بمفردها.
ونقلت سبوتنيك عن مانتوروف قوله في تصريح اليوم: “إذا توقفوا عن إمدادنا فسوف ننتج ما نحتاج إليه وبالطرق الصناعية السليمة”.
وفيما يتعلق بقطع غيار الطائرات الروسية قال مانتوروف: إن قطع الغيار المستوردة لخدمة الطائرات الروسية (اس اس جي 100 سوبر جيت) مؤمّنة لفترة طويلة، مبيّناً أن روسيا واجهت هذه المشكلة من قبل وأنتجت 40 طائرة في العام الثاني من خلال وتيرة إنتاج عالية وقامت بتكوين مخزون مقدماً.
من جانبه، قال وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو: إن “هناك ما يكفي من مرافق الإنتاج لتصنيع الأجهزة الطبية في روسيا، والنقاش فقط حول توسيع نطاق الإنتاج”.
وأضاف موراشكو في مقابلة مع قناة (روسيا 1): “يوجد لدى روسيا عدد كافٍ من منشآت الإنتاج الخاصة بها التي تصنع المنتجات الطبية من التيتانيوم وعدد من المواد الأخرى التي يتم استخراجها.. النقاش فقط حول توسيع سياسات الإنتاج”.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري تشيرنيشينكو أكد أمس أن مستوى الاستعاضة عن الاستيراد في الصناعات الحيوية بالبلاد بلغ نسبة تقارب المئة بالمئة، مشدّداً على أن العقوبات الغربية لا تمثل خطراً يهدّد القطاعات الاقتصادية في روسيا.
دولياً، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من “تصعيد” كلامي مع موسكو، بعد أن وصف نظيره الأمريكي بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “جزار لا يجوز أن يبقى في الحكم”.
وقال ماكرون اليوم الأحد، في حديث إلى قناة “فرنسا 3”: إنه يرى مهمّته، فيما يخص العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في “بلوغ وقف لإطلاق النار أولاً ثم تحقيق الانسحاب الكامل للقوات الروسية من أوكرانيا بأساليب دبلوماسية”، مضيفاً: “إذا كنا راغبين في فعل ذلك، فيتعيّن علينا الامتناع عن التصعيد بالأقوال أو الأفعال”.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه يعتزم إجراء اتصال جديد مع بوتين في غضون اليومين القادمين، بغية مناقشة الجهود الرامية إلى إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول الساحلية التي تشهد في الفترة الأخيرة مواجهات ضارية ترافقها عمليات قصف مكثفة.
وأكد ماكرون أنه يناقش مع الإدارة الأوكرانية في ماريوبول كيفية تنظيم عملية إجلاء جميع الراغبين في مغادرة المدينة، وشدّد على ضرورة فعل ذلك على وجه السرعة خلال الأيام القليلة القادمة، نظراً لضراوة الاشتباكات وكثافة القصف.
واتهم الرئيس الفرنسي روسيا بـ”إبداء الكثير من الوقاحة” إزاء هذه المسألة، محمّلا بوتين المسؤولية عن السعي إلى “إعادة أوروبا إلى عهد الإمبراطوريات والهيمنة، دون احترام سيادة الحدود وحق الشعوب في تقرير مصيرها”.
من جهة ثانية، أعلن الرئيس البولندي إندجي دودا أنه لا يتفهّم قناعات رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان حول أوكرانيا، ونأيه ببلاده عن مواقف “ناتو” ورفضه تمرير السلاح لأوكرانيا.
وقال الرئيس البولندي: “من الصعب بالنسبة لي أن أفهم هذا، لأن الصراع في أوكرانيا مصحوب بخسائر بشرية، بما في ذلك بين السكان المدنيين. وهذه السياسة ستكلف هنغاريا غالياً جداً”. ولفت إلى أن موقف بودابست مرتبط باعتمادها على إمدادات الطاقة من روسيا.
وشدّد رئيس الوزراء الهنغاري في وقت سابق على أن بلاده لا تريد التورّط في الصراع في أوكرانيا، لأنه يتعارض مع مصالحها الوطنية.
وجاءت تصريحات أوربان ردّاً على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الذي اتهم أوربان بالتردّد في فرض عقوبات على روسيا، ورفض نقل الأسلحة إلى أوكرانيا عبر هنغاريا.