“لا”.. لحضور الإعلام..!!
قسيم دحدل
أربعة اجتماعات عقدتها الحكومة مع القطاع التجاري الخاص، بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وما أعقبها من تداعيات ملفتة في سرعتها على أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية وأجور الشحن والخلل في سلاسل الإمداد..
اجتماعان في رئاسة الوزراء ومثلهما في كل من وزارتي التجارة الداخلية وحماية المستهلك والصناعة. هذه الأربعة “في عين العدو” تمت من دون تسجيل أي حضور للإعلام الوطني، سواء الرسمي أم الخاص..!!
ومع أننا لا ندري – كإعلاميين – حقيقةً، الحكمة من عدم تواجد الصحافة لتكون شاهداً وناقلا ومحللا، لما جرى أثناء تلك الاجتماعات، وما خلص إليه المجتمعون في جلساتها المغلقة، حيث الخبر أو التقرير الصادر رسميا عن تلك الجهات، كانا كافيين برأي أصحاب قرار عدم حضور الإعلام، وكأن الأخير ليس شريكا فيما يجب مواجهته من تحديات وأثار اقتصادية واجتماعية وحتى نفسية ومعنوية، وكذلك دوره في أن يكون مساهماً فيما تقتضيه المرحلة من تعاون الكل في وضع الحلول وتحديد المعالجات..، للمزمن والمستجد من مشكلات وتحديات..!
قبلنا بـ “اللهم بلغنا” الحكومية، والتي نعتقد أنها كانت من باب رفع العتب، لأننا مواطنون قبل أن نكون صحفيين، “نريد العنب لا قتل الناطور”.
لكن وفي كل مرة، ما أن نتفاءل بما ينتج عن كل اجتماع يتم، حتى نتفاجئ من السرعة الصاروخية للمنعكسات السلبية للقرارات الإيجابية التي تُعلن..!!
لن نعدد نتائج ما خلصت إليه تلك الاجتماعات، ولن نذكر محاور “الخطة المتكاملة” للحكومة و”برنامجها التنفيذي” الذي تضمن تحديد أولويات مواجهة التداعيات للأزمة الأوكرانية؛ فقد علمنا التكرار، فيما سبق من أزمات، ألا نؤمن حتى نلمس ونرى. وللأسف كان ما كان من جنون في الأسعار وفوقه احتكار، مقابل كل ما قدمته الحكومة للتجار من سماح، ومن أعذار، وفوقه تفهم للطارئ من متغير، أملا في أن يغير الله ما بنفس أهل الكار، الذين كثيرا ما تم اختبارهم، لكنهم لم يراعوا أي اعتبار..!!
رغم هذا، ها هي غرفة تجارة ريف دمشق تهدي تجار ومنتجي المواد الغذائية أطيب تحياتها، وتدعوهم إلى حضور اللقاء الذي ستعقده شقيقتها غرفة تجارة دمشق مع وزير التجارة وحماية المستهلك، لمناقشة موضوع تسعير المواد الغذائية حصراً، وذلك في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الخميس – أي بعد غد – في قاعة محاضرات الغرفة الدمشقية.
تلقفنا الخبر، وحاولنا الاتصال بالمعنيين في الغرفة، نسألهم إن كان الإعلام حاضراً ؟ لكن وبعد يومين من الاتصال: لا جواب أو رد..!!.
الموضوع الذي سيناقش مهم جدا، وخاصة بعد أن بلغت الأسعار مبلغا يعجز عنه الكثير من جيوب المواطنين السوريين. ومع ذلك، على ما يبدو، سيكون الإعلام مرة أخرى مُحيداً عن حيثيات ما سيطرح ويناقش من قضايا تسعير لقمة المواطن التي أصبحت هما يوميا على مدار الساعة..!!
ومع ذلك، لا يسعنا سوى التفاؤل، علَّ وعسى أن يتغير الحال من العسر إلى اليسر، مع أننا من أصحاب المقولة القائلة: “ولا يغير الله ما بالتجار حتى يغيروا ما بأنفسهم”..!!.
Qassim1965@gmail.com