يوم الأرض الفلسطيني
يحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض في 30 آذار من كل عام، حيث صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية في هذا اليوم من عام 1976، وأعلن الإضراب العام من النقب إلى الجليل، واستشهد عدد من الفلسطينيين في كفر كنا وسخنين والطيبة أثار موجة غضب عمت المناطق الفلسطينية، كان الحدث الأول والأبرز في انتفاضة “أهالي 48” المتشبثين بأرضهم رغم قمع وبطش الآلة العدوانية، وقد تكرّس هذا الحدث يوم غضب فلسطينياً في مختلف بقاع الشتات الفلسطيني وأماكن اللجوء، حيث تقام الفعاليات الثقافية والوطنية الفلسطينية التي تؤكد على إصرار الفلسطيني على المقاومة بشتى السبل، وتصليب عزيمة الفلسطينيين ونضالهم حتى استعادة حقهم في العودة وتقرير المصير، وبناء الدولة الوطنية الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، ودحر الاحتلال.
وبهذه المناسبة، افتُتح أمس الاثنين معرض للفن التشكيلي الفلسطيني في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق بالتعاون بين اتحاد الفنانين الفلسطينيين واتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، ضم عدداً من اللوحات والأعمال الفنية التي تناولت القضية، الموضوع الفلسطيني بمستويات الهوية والتراث ورسم المعالم المكانية والعمرانية، وبعض اللوحات التوثيقية لمراحل تطور أدوات النضال الفلسطيني، خاصة المسلّح منه، واستحضار فن البوستر، والخطاب البصري التعبوي والإعلاني.
يعتبر هذا المعرض “المعرض الأم” الذي يجمع الفنانين الفلسطينيين بشكل سنوي، وأضحى تقليداً احتفالياً تجتمع فيه الفنون البصرية بكل اتجاهاتها وأساليبها على تحقيق تيمة فلسطينية واحدة هي الأرض بقدسيتها، وعذابات الهجرة واللجوء تدويناً للسيرة الفلسطينية وكفاح أهلها.
ويشترك الأدب وبقية الفنون الأخرى مع الفن التشكيلي في تعزيز وتعميق الرواية الفلسطينية وجعلها حاضرة ويومية، تنتقل من جيل إلى جيل في مواجهة رواية العدو وزيف ادعاءاته ودحضها، وقد تكون هذه الأدوات أكثر فعلاً من الرصاصة وأوسع تأثيراً، وقد كتب الشاعر الفلسطيني محمود درويش في يوم الأرض خلّد فيها الشهيدة خديجة شواهنة:
أنا الأرض
والأرض أنت
خديجة! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
أكسم طلاع