غياب المسرح واقتصاره على عروض متواضعة
البعث الأسبوعية- دعاء الرفاعي
تكاد خشبة المسرح في محافظة درعا لا تهتز كثيراً تحت أقدام رواده وهواته رغم كثرتهم، وستارته تبدو بالية من كثرة الوقوف ومكبلة بحبائل الهجر فهو يصمت طويلاً ثم ينطق بتمتمات لا تكاد تسمع فكيف يكون ضميراً متكلماً عن مجتمع أو وطن؟ هذا حال المسرح اليوم.
“البعث” التقت المخرج المسرحي محمود عوض الذي حدثنا عن 28 عاماً وقفها على خشبة المسرح، التي تكاد تغيب اليوم بشكل شبه كامل، وتساءل العوض أين مسرحنا من كلام القدماء الذين أطلقوا عليه لقب “أبو الفنون” وقالوا عنه ماقالوا من المقولات التي خلدها التاريخ ومن أهمها “أعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً”، لأنه جزء لا يتجزأ من ضمير الأمة، وكياناً ماثلاً ينبض بحياة المجتمع وثقافته.
وأكد العوض أن حال المسرح في درعا يرثى لها ويندى لها الجبين لعدة أسباب منها ضعف التمويل، وندرة الممثل الجاهز على الرغم من كثرة الموهوبين، وغياب الاستراتيجيات وعدم وجود مسارح في المحافظة للتدريب وتقديم العروض.
أما الممثل المسرحي الوتين عوض فأوعز ضعف خشبة المسرح إلى غياب الجهة الراعية مما أنتج قلة الدعم وتضاؤل النشاط المسرحي إلا أنه ذكر سبباً مهماً وجوهرياً وهو عدم قدرة أبناء المحافظة على تشكيل جماعة مسرحية، تعمل على تنشيط الحركة المسرحية والنشاط المسرحي مجدداً الذي دخل أصلاً في نوم عميق.
غياب المسرح الجامعي أيضاً عن المهرجانات المسرحية المحلية التي تقدم بين الحين والآخر، وعدم تقديمه أي نشاط منذ سنوات على الساحة يطرح أكثر من سؤال، خاصة أن هذا المسرح ينشط في بعض الأوقات ثم يغيب لسنوات من دون سبب واضح، على خلاف المسرح المدرسي القائم والمتواجد في كل مناسبة.
فنانون موهوبون شباب بينوا في تصريح مماثل أن شغفهم بالمسرح كبير، ولديهم طاقات كبيرة وإمكانات لم تلاقي إلى الآن أي صدى أو فرصة للنجاة، مؤكدين أهمية دور المسرح بكل فنونه، خاصة للموهوب، فهو يدفعه نحو تقديم موهبته في التمثيل والأداء المسرحي، ويأخذ بيده للاستمرار، ما يسهم في نجاحه ونجاح الحركة المسرحية بشكل عام.
إذاً بات من المهم والمهم جداً أن تسعى الجهات المسؤولة في هذه المحافظة، إلى تفعيل دور المسرح لأن وجوده يشكل حالة حضارية، ولنا أسوة بباقي المسارح في عدد من المحافظات الأخرى، وأن لا تتوقف الحركة المسرحية في أعقاب يوم المسرح العالمي، بل أن تبقى العروض المسرحية تقدم على مدار العام.