نشطاء البيئة يحذرون من سياحة الفضاء
من كان يتوقع أنه بالإمكان التوجه في رحلة سياحية إلى الفضاء؟ لقد جاء اليوم الذي أصبح بمقدورك الآن أن تحجز فيه لرحلة تقودك إلى محطة الفضاء الدولية، وربما تتمكن خلالها من السير في الفضاء، ليس عليك سوى الإفراج عن الكثير من الملايين!
وتبلغ تكلفة الرحلة إلى محطة الفضاء الدولة، بالاشتراك مع وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس”، ما يصل إلى 56 مليون دولار، ومن المرجح أن يبلغ سعر الرحلة التي يتم خلالها السير في الفضاء، والتي من المقرر تنفيذها في عامي 2023 أو 2024 أكثر من ذلك.
وساهمت الرحلتان اللتان قام بهما اثنان من المليارديرات في عام 2021: الأولى لرجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون صيف العام الماضي، والثانية بعدها بوقت قصير لـ جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون، عملاقة التجارة الإلكترونية العالمية، في أن تتصدر الرحلات الفضائية الخاصة عناوين الأخبار.
ونظم بيزوس رحلتين أخريين إلى الفضاء على متنهما عشرة ركاب، ورغم كل هذه الرحلات الفضائية لا يوجد ما يشير إلى أنها تشهد إقبالاً.
ولا يتعلق الأمر بارتفاع أسعارها فقط ، ولكن أيضا لضيق مساحة سفن الفضاء وكذلك محطة الفضاء الدولية، بحيث لا تستطيع استيعاب أعداد كبيرة من السياح، ويذكر في هذا الصدد أن تسعة أفراد فقط هم الذين تمكنوا من زيارة المحطة الدولية منذ عام 2011.
غير أن سياحة الفضاء قوبلت بكثير من الانتقادات لآثارها على البيئة على الأخص، وتم وصفها بأنها عمل تجاري موجه للأثرياء ويستمتع به أصحاب المال الوفير، كما يقول المنتقدون إنه يتم الترويج للرحلات الفضائية دون إجراء أية أبحاث علمية، يمكنها أن تفيد البشرية الأوسع نطاقاً، كما لا تتم مراعاة أي اهتمام يذكر بتأثيرها على المناخ.
ويشير النشطاء إلى الكميات الهائلة من الوقود، التي تحتاجها عملية إطلاق الصواريخ الحاملة لسفن الفضاء، وكميات المواد والإمدادات المطلوبة للرحلات، ووفقاً لتقديرات النشطاء، فإن تأثير كل فرد يشارك في الرحلات على المناخ كارثي.