هموم الهبوط ومشاكل الهابطين تزداد في الدوري الكروي الممتاز
ناصر النجار
بعد مباريات الأسبوع الخامس من إياب الدوري الكروي الممتاز، تعرّض المهددون بالهبوط إلى الدرجة الأولى لخسائر قياسية كبيرة، وباتت الأمور شبه محسومة في ثلاثة أندية على الأقل، بينما سيكون المقعد الرابع معلّقاً بين عدة فرق، وقد لا يحسم إلا في المراحل الأخيرة من الدوري.
المهددون الأربعة هم حرجلة، والشرطة، والنواعير، وعفرين، وقد تصدروا المشهد على سلم الترتيب فتذيّلوه، وإذا كان حرجلة يملك الكثير من الآمال، فإن عفرين لا يملك أي أمل، والشرطة والنواعير يقفان على أعتاب الهبوط.
عفرين استسلم لواقع الأمر وأعلن بشكل غير مباشر أنه سيكون أول الهابطين لأنه لم يعد هناك متسع من الوقت والنقاط لتفادي المصير الأسود، وقدم رئيس النادي استقالته في آخر فصول النادي، ما ينذر بالأسوأ، خاصة إذا علمنا أن رئيس النادي اختصر كل شيء بالنادي بشخصه، وكانت هذه إحدى مشاكل عفرين، وتبيّن لنا من ذلك أن العمل الفردي لا يمكنه أن ينجح، فغاص النادي بهموم ليس لها أول من آخر، أما اللاعبون فصاروا مخيّرين بين البقاء والرحيل، فالنادي ليس لديه ما ينفقه على اللاعبين، وبالتالي فأمر مغادرتهم بات مطروحاً.
هذا الأمر بشكله القاتم يضع فريق عفرين أمام مساءلة قانونية تجاه عقود المدربين واللاعبين الذين لن يتنازلوا عن حقوقهم، وسيبادرون لتقديم شكوى لاتحاد كرة القدم ليحصلوا على حقوقهم المالية على أقل تقدير إن لم تصفّ إدارة النادي مسألة كل العقود.
عفرين سيبدأ موسمه الجديد بدوري الهواة، وبديون المحترفين، وهذا الأمر سيصعب الكثير على إدارة النادي التي ستبقى رهن الديون والإفلاس، وما شابه ذلك.
وإذا عدنا إلى الأسباب فإننا نجد أن أصل الفشل جاء لأن إدارة النادي لم تدرس الخيارات المفترضة، ولم تؤمن المستلزمات الضرورية، فوجدت نفسها بدوري ليس دوريها، وبمكان ليس مكانها، فلم يكن التأهل إلى الدرجة الممتازة إنجازاً، بل كان بمنزلة الكارثة على النادي، فلم يحقق في وجوده أي إنجاز، ولم يمنح أنصاره أية بسمة، ولم يحقق أية بصمة في الدوري، فلم يفز بأية مباراة، وها هو يعود أدراجه من حيث أتى بعد أقل من موسم محمّلاً بالخيبة والهزيمة والديون الثقيلة.
النواعير من الفرق المهددة بالهبوط، وسيرافق عفرين بنسبة كبيرة جداً، فكما صعدا هذا الموسم من الأولى سيعودان إليها سريعاً، وعلى ما يبدو أن فريق النواعير لم يعالج أسباب هبوطه إلى الدرجة الأولى من جذورها فعاد إليها مرة أخرى بشكل سريع، المشكلة الأهم التي تعترض النواعير وغيره من الفرق هي مشكلة مالية بالدرجة الأولى، وهناك مشاكل أخرى تتعلق بأهلية الكوادر، ومن يقود كرة القدم في بعض الفرق والأندية.
الكلام هنا لا يخص النواعير وحده، بل يخص العديد من الأندية التي سلّمت مهامها للعديد من الكوادر الفنية غير المؤهلة، وسلّمت قيادة الفرق لكوادر تنقصها الخبرة والعمل الجيد، لذلك دفعت الكثير من الأندية فاتورة الضعف الفني والعوز المالي بثمن باهظ، أقله الهبوط إلى الدرجة الأولى.