مجلة البعث الأسبوعية

قرعة متوازنة وفرص متساوية أمام الكبار في المونديال…والمنتخبات العربية بعيدة عن المنافسة!

البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر

حملت قرعة كأس العالم 2022 الذي سيقام في قطر الخريف المقبل مواجهات متوازنة على غير العادة، دون وجود مجموعة موت، فلا يوجد مجموعة تضمّ أكثر من منتخبين كبيرين، رغم وجود مواجهة هي الأقوى في دور المجموعات، لحساب المجموعة الخامسة، والتي تجمع بطلين فائزين باللقب هما ألمانيا وإسبانيا، ولكن وفقاً لمتوسط التصنيف العالمي، فإن المجموعة الثانية هي الأصعب نظرياً، فهي تضمّ إنكلترا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وواحد من منتخبات ويلز أو اسكتلندا أو أوكرانيا، الذين سيخوضون التصفيات الأوروبية.

وتنطلق هذه النسخة من البطولة في 21 تشرين الثاني من العام الجاري، وستقام مباراة الافتتاح في ستاد البيت، بينما موعد المباراة النهائية فهو 18 كانون الأول في ستاد لوسيل.

وسيشهد يوم الافتتاح على غير العادة أربع مباريات، حيث تفتتح قطر المونديال بلقاء الإكوادور، وبعد مرور 20 عاماً، ستحظى السنغال بفرصة الإطاحة بإحدى الفرق الأوروبية الرائدة مرة أخرى، في مباراتها الأولى أمام هولندا، وفي المباراة الثالثة ستواجه إنكلترا إيران وستكون هذه هي المرة الأولى التي تلعب فيها إنكلترا في اليوم الافتتاحي لكأس العالم منذ عام 1966، وفي رابع المباريات تواجه أمريكا الفائز من الملحق الأوروبي.

أما أبرز المواجهات التي فرضتها هذه القرعة، ستكون بين الماتادور والماكينات، وكانت إسبانيا قد فازت على ألمانيا بستة أهداف نظيفة في آخر لقاء جمع بينهما في تشرين الثاني 2020 في دوري الأمم الأوروبية، لكن أعيد بناء الفريق الألماني بعدها تحت قيادة المدير الفني هانسي فليك، لذلك يتطلع الفائزان باللقب في 2010 و 2014 إلى تقديم أداء أفضل من كأس العالم الأخيرة، بعد أن خرجت إسبانيا في دور الـ16 ولم تنجح ألمانيا في التأهل من مجموعتها.

وفي مواجهة قوية تصطدم الدنمارك بحامل اللقب فرنسا لحساب المجموعة الرابعة، وكانت فرنسا قد لعبت ضد الدانمارك في دور المجموعات أيضاً، خلال البطولتين التي توجت فيهما باللقب، أما انكلترا التي تفتتح مواجهاتها مع إيران التي لم ي

تواجهها من قبل، لكنهم سيدخلون البطولة بمعنويات وآمال عالية جداً، فهم اقتربوا من تحقيق اول لقب كبير لهم منذ عام 1966 عندما خسروا أمام إيطاليا في نهائي بطولة أوروبا 2020 الصيف الماضي، ويأملون في تحقيق نتيجة أفضل هذه المرة.

وستلتقي غانا والأوروغواي ضمن المجموعة الثامنة، في مباراة تحمل أكبر ضغينة في البطولة، فكلنا نذكر نسخة 2010، عندما كان المنتخب الأفريقي على بعد ثواني قليلة من بلوغ نصف نهائي البطولة لكن لويس سواريز أبعد بيده الكرة عن خط المرمى في نهاية الوقت الإضافي ونال بطاقة حمراء وطُرد، لكن أساموا جيان أضاع ركلة الجزاء وفازت أوروغواي في النهاية بركلات الترجيح.

البرازيل التي حلّت مكان بلجيكا في قمة تصنيف الفيفا لمنتخبات كرة القدم، قبل يوم على سحب القرعة، تعرف الكثير عن خصومها في المجموعة، فهي لعبت ضد صربيا وسويسرا والكاميرون في دور المجموعات، خلال النسختين السابقتين من بطولة كأس العالم، وكانت قد هزمت الكاميرون عام 2014 بنتيجة 1-4، وتعادلت مع سويسرا 1 -1 وفازت على صربيا 0-2، ولم تختبر البرازيل نفسها ضد فريق أوروبي منذ ما يقارب ثلاث سنوات بسبب كورونا ودوري الأمم الأوروبية، فكان للفرق الأوروبية عدد أقل من المواعيد لإقامة المباريات الودّية.

وقد تكون هذه آخر مشاركة في بطولة كأس العالم بالنسبة للأرجنتيني ليونيل ميسي (34 عاماً) والبولندي روبرت ليفادونسكي (33 عاماً)، ولحسن حظنا سيتواجه اللاعبان الفائزان بجائزة الفيفا لأفضل لاعب، في السنوات الثلاث الماضية، وجهاً لوجه في ختام مباريات المجموعة، وسجّل ميسي ستة أهداف في 19 مباراة ضمن مشاركته في مباريات كأس العالم، بينما لم يسجّل ليفاندونسكي بعد، وكان قد بدأ مشواره مع مباريات كأس العالم عام 2018.

وتأهلت كندا إلى هذه النهائيات للمرة الأولى منذ 36 عاماً، تحت قادة المدرب الإنكليزي جون هيردمان، لكنها وجدت نفسها في مجموعة صعبة، مع فرق أنهت بطولة كأس العالم في روسيا في المركزين الثالث والرابع (كرواتيا وبلجيكا) إلى جانب المغرب المصنفة في المركز الثاني في إفريقيا، وكانت كندا قد خرجت من بطولة كأس العالم في المكسيك عام 1986، وجاءت في المركز الأخير ضمن مجموعتها دون أن تسجل أهدافاً، والتحدي الآن سيكون تحقيق نتائج أفضل من تلك.

عربياً، تبدو فرص المنتخب المضيف قليلة بالنظر إلى المنتخبات التي سيواجهها، فهولندا مرشح قوي للوصول للمراحل النهائية، والإكوادور منتخب منظم وقوي، والسنغال حاصل على بطولة أمم أفريقيا، وفي المجموعة الثالثة يمكن أن نقول الأمر نفسه فالسعودية ستواجه منتخبين عنيدين هما المنتخب المكسيكي والمنتخب البولندي فيما تبقى أقوى مواجهاتها أمام الأرجنتين وبالتالي من الصعب أن نراها في الدور الثاني، وأخيراً المغرب التي تبدو حظوظها الأوفر رغم وجود منافسين قويين معها هما بلجيكا وكرواتيا.

أما أبرز ردود الأفعال فجاءت كالتالي: كتب هاري كين قائد منتخب إنكلترا على حسابه بموقع تويتر، “من المثير دائماً معرفة المنافسين في المجموعة، واللعب في يوم الافتتاح سيكون أمراً لا يصدق”.

وقال آلان شيرر مهاجم إنكلترا السابق “الشيء المميز الوحيد أنه لا توجد مجموعة موت، وستكون المنافسة مفتوحة إلى حد كبير، أنا سعيد بوجود اسكتلندا أو ويلز أو أوكرانيا، سيضيف هذا المزيد من الإثارة.

وكتب سيزاري كوليسا رئيس الاتحاد البولندي لكرة القدم على تويتر “إنها مجموعة مثيرة للغاية، نتحلى بالتواضع لكننا لا نخشى أحداً، سنذهب إلى قطر بدون أي مخاوف مسبقة ومستعدون للقتال”.

وأوضح كاسبر يولماند مدرب الدنمارك في تصريحات تلفزيونية: “القرعة لم تكن رحيمة، كنا نرغب في تجنب فرنسا لأنها من أفضل الفرق في العالم مع المواهب المذهلة التي تمتلكها، وبعد ذلك أعتقد أيضا أن الفريق الأخير، ربما بيرو، هو منافس قوي بشكل لا يصدق وأعتقد أنه سيتخطى التصفيات”.

بقي أخيرا أن نورد تفاصيل القرعة الكاملة:

المجموعة الأولى: قطر والإكوادور والسنغال وهولندا.

المجموعة الثانية: إنكلترا وإيران والولايات المتحدة والمتأهل من الملحق الأوروبي بين أوكرانيا واسكوتلندا وويلز.

المجموعة الثالثة: السعودية والأرجنتين والمكسيك وبولندا.

المجموعة الرابعة: فرنسا والدنمارك وتونس والفائز من ملحق الإمارات وأستراليا ضد بيرو.

المجموعة الخامسة: إسبانيا وألمانيا واليابان والفائز من الملحق بين كوستاريكا ونيوزيلندا.

المجموعة السادسة: بلجيكا وكندا والمغرب وكرواتيا.

المجموعة السابعة: البرازيل وصربيا وسويسرا والكاميرون.

المجموعة الثامنة: البرتغال وغانا وأوروغواي وكوريا الجنوبية.