الجامعة الافتراضية.. من 100 طالب عام 2003 وصولاً إلى 40 ألفاً في 2022
دمشق – لينا عدره
كانت البداية مع نحو مئة طالب، ليصل العدد اليوم، وبعد مرور عشرين عاماً، إلى أكثر من أربعين ألف، أي ما يفوق بمجموعه أعداد طلاب الجامعات الخاصة مجتمعة.. لتنفرد بذلك الجامعة الافتراضية السورية بتجربةٍ ونمطٍ تعليميٍّ مختلف ونموذج يحاكي التعليم التقليدي، ولكن بأدوات إلكترونية، باستثناء الامتحان الذي يتوجّه فيه الطالب لمراكز نفاذ لتقديم مادته الامتحانية.
الدكتور خليل العجمي، رئيس الجامعة الافتراضية السورية، وفي تصريحٍ خاص لـ “البعث”، أوضح دور الجامعة الحيوي في ترسيخ ثقافة التعليم الافتراضي، مشيراً إلى طبيعة الجمهور المستهدف، واعتماد الجامعة على بنية تحتية إلكترونية وتكنولوجية طُوِّرت في كلّ جوانبها لجهة البرامج والأنظمة، وعبر عشرين عاماً، بأيادٍ سورية ساهمت في تطوير وإدارة النظم، وتلافي وتجاوز كل العوائق، لافتاً إلى صعوباتٍ من نمطٍ آخر لا تشبه في شكلها ولا في مضمونها ما تعانيه الجامعات التقليدية عادةً، بدءاً من صعوباتٍ لوجستية تقنية، يشكل فيها موضوع الكهرباء العائق الأكبر للطلاب والأساتذة، وحتى للجامعة التي غالباً ما تعاني من تشغيل الكثير من مراكز نفاذها، ما تسبّب في انقطاعاتٍ ومشكلات أثناء الامتحانات، وصولاً إلى مشكلات في الانترنت، مؤكداً استمرار المحاولات للبحث عن حلول لتلك المشكلات، وخاصةً مع ازدياد أعداد الطلاب فيها، آملاً بحل مشكلة الكهرباء، ولو بشكلٍ تدريجيٍّ.
وأشار العجمي إلى اختلاف طبيعة ونوعية طلاب “الافتراضية”، الموزعين وبالتساوي على قسمين: الأول مخصص لفئة شابة تتراوح أعمار الطلاب فيها ما بين الـ 18 والـ 22، والثاني مخصص لأشخاص فاعلين وموجودين في سوق العمل كمدراء إدارات ومصارف وضباط، وأشخاص مسؤولين في الدولة والمجتمع.
ولفت العجمي إلى ظرفين مرَّا على الجامعة وأثَّرا فيها إيجاباً رغم سوئهما، وهما الحرب وكورونا، حيث تسببا بانقطاع شريحة كبيرة من الطلاب عن الدراسة، بسبب توقف التعليم في الجامعات، باستثناء الجامعة الافتراضية التي بقيت مستمرة وحدها، وقد ساهمت بترسيخ ثقافة تعليم الافتراضي في المجتمع، لافتاً إلى أن سورية كانت سباقة في هذا النمط من التعليم، وكانت الجامعة الافتراضية السورية من بين أربع جامعات افتراضية في العالم، لتصبح بعد ذلك الجامعة الحكومية الوحيدة المستمرة منذ ذلك الوقت، بسبب توقف معظم الجامعات الافتراضية التي تزامن تأسيسها مع جامعتنا.
وبين العجمي أن الجامعة تجاوزت الكثير من الصعوبات والعثرات وخاصة تلك المتعلقة بحوامل الطاقة، لافتاً إلى أنهم ليسوا بوارد منافسة باقي الجامعات، وإنما هدفهم التوجّه لزيادة جمهور وقطاع سوق العمل، لأنه الشريحة التي تهمّ الجامعة، وخاصة أولئك الذين اضطروا وتحت ظرفٍ ما، لترك تعليمهم، مؤكداً حرص الجامعة على تقديم منح وامتيازات خاصة لجرحى الحرب وذوي الشهداء والمتفوقين.
ونوّه العجمي بالخبرات المتراكمة عبر تاريخ الجامعة، والتي حرص القيمون عليها خلاله على بناء منظومة تعليم والاستمرار فيها، وعدم الاكتفاء فقط بوضع برمجيات، مشيراً إلى تهيئة كل الظروف المناسبة لمن هم في سوق العمل ليتمكنوا من متابعة تحصيلهم الدراسي، وخاصةً مع شروط انتساب ملائمة لتلك الشريحة، تتمثل بقبول أي شهادة ثانوية من دون الالتفات لتاريخ صدورها، مبيناً تعدّد الاختصاصات فيها، من ماجستيرات في الحقوق وإدارة الأعمال والتعليم الطبي.. وغيرها.
وشدّد العجمي في نهاية حديثه على ضرورة تقبل الثقافة الرقمية، مبيناً دور الجامعة في تكريس ثقافة استفاد منها حتى الكادر التدريسي، والذي تجاوز عدد أعضائه 540 عضو هيئة تعليمية من مختلف الجامعات السورية، وقدرة هؤلاء الأعضاء، عبر تاريخ الجامعة، على نقل ثقافتها وتجربتها لأماكن عملهم في الجامعات الأخرى، مؤكداً على تشبيكها مع كل الجامعات، ما ساهم بدخول ثقافة التعليم الافتراضي إلى 40 ألف عائلة في المجتمع عبر طلابها الذين تجاوزت أعدادهم الـ40 ألفاً، لافتاً إلى اعتماد الجامعة على مواردها الذاتية، لا بل دورها في دعم الخزينة العامة.