مواهب ثقافية وأدبية وفنية وعلمية في مسابقة رواد طلائع البعث
حلب – غالية خوجة
الحضور مع الطلاب في مدارسهم يبعث على المزيد من الأمل، وهم متلهفون لخوض مسابقات متنوعة ليعبّروا من خلالها عن مكامنهم المتفتحة نصوصاً أدبية، ومقطوعات موسيقية، وأعمالاً فنية، ومعادلات ذهنية علمية ومعلوماتية، وهذه الحيوية تساهم في اكتشاف ذواتهم والعالم، مثلما تساعدنا على اكتشافهم، فنكون سعداء بهم ومعهم.
وهذا ما عكسته مسابقات الرواد التي تقيمها منظمة طلائع البعث على مستوى فرع حلب لطلائع البعث، في مجالات عدة، منها الشعر، القصة، الحكاية، الخطابة والفصاحة، الفنون، اللغة الإنكليزية، الرياضيات، الفيزياء والكهرباء والإلكترون، العلوم، المعلوماتية.
وضمن اختصاص الشعر اكتشفتُ كاتبة صغيرة سعيدة بمشاركتها، وهي تعرفني بنفسها: آية صاطور، طالبة في الصف السادس، أكتب الخواطر والشعر.. كتبت عن المدرسة والأم والطبيعة، هل أسمعك ما كتبته عن الحرب؟
ثم أسمعتني ما تحفظه من كتاباتها: تدمع العيون، يغادر السلام، يهاجر الأمان، ويختفي الحنان.
وحول مسابقة هذا العام، خصّ وضاح سواس – عضو قيادة منظمة الطلائع، رئيس مكتب المسرح والموسيقا، “البعث” قائلاً: اكتشاف العقول والمواهب وتنميتها من أهداف منظمة طلائع البعث، وتمرّ هذه المسابقة بعدة مراحل، منها التحضير، الإعدادات، التنظيم، التوجيه باتجاه اختصاصيين، لدينا 49 اختصاصاً، مكان التحضير، واكتشاف المواهب والإشراف عليها، ثم إطلاقها في مداراتها اللاحقة للشبيبة والجامعة والحياة.
وأثناء جولته، أوضح سواس أن اللغة الثانية حياة وعالم آخر، لأنها مفيدة في القراءة والعالم التكنولوجي، والسفر والاطلاع على طريقة تفكير الآخر، وتوظيفها في حياتنا كتجربة ميدانية واقعية وفضائية، سواء في البحث العلمي والمواد الفيلمية.
ولفت إلى دور الحكاية في الموروث الشعبي وأهميتها في حياتنا المعاصرة وضرورة تطويرها، وأكد أن الشعر عالم من الوجدان والهوية واللغة العربية وموسيقاها وعالم من الذائقة والأدب.
وأخبرنا موسى الأحمد أمين فرع حلب لطلائع البعث: المسابقات ترسّخ شفافية الحوار، وتطور الشخصية، وتساهم في صقل ذهنية وسلوك الطالب من خلال حضوره مع رفاقه، والتنافس عبْر المهارات، مما يجعله طموحاً وفعالاً.
وبدوره، قال حسام داود – عضو قيادة فرع حلب: من خلال هذه المسابقات، التي يقيمها فرع طلائع البعث ومديرية التربية، تنطلق مواهب الطلاب، وتصقل، وتنمو، ويشارك الفائزون على مستوى المناطق بمسابقة الفرع، ثم بالمسابقة المركزية على مستوى سورية.
وأكد عبد الرزاق حاج مصطفى رئيس لجنة منطقة الاشتراكية الطليعية على اهتمام منظمة الطلائع بتوسيع نطاق الأنشطة، واقترح المزيد من التفعيل على مستوى الطلاب والكفاءات التعليمية، مضيفاً: من الممكن إقامة دورات تأهيل وتنشيط صيفية، ولجنة مصغرة عن لجنة مسابقة رواد الطلائع في كل مدرسة، ومن الضرورة الاهتمام بمخطط منهجي مستقبلي متكامل، وهذا يحتاج لإعادة هيكلة نحو الأفضل مع خطة وطنية ممنهجة تشمل الجميع بدءاً من المناهج، واختتم متسائلاً: لماذا لا يوجد مدرسة للمتفوقين للمرحلة الابتدائية على غرار المتفوقين في الإعدادية والثانوية؟
كما رأى محمد حجازي، اختصاص الشعر، أهمية هذه المسابقات لاكتشافها الطاقة المخبوءة لدى الأطفال في كافة المجالات، ومنها الشعر الذي يبني الإنسان بتجدّد ويجذر فيه الانتماء والهوية.
وأخبرنا عصام مارديني، مجاز لغة عربية وشريعة إسلامية، عن ضرورة تنشيط الفصاحة والخطابة من خلال هذه الفعاليات المهمة، ومنها هذه المسابقة التي تشجع الطالب على التحدث بالعربية الفصحى، والتي هجرها الكثيرون من القائمين عليها، متابعاً: أعتبر التشجيع على الدخول في اللهجات المحلية نوعاً من حملات التضليل، خصوصاً، في مجال الإعلام ووسائله المسموعة والمرئية والمقروءة والافتراضية، وكذلك في مجال التعليم.
وبدوره، قال أحمد عبدو، مدرس لغة إنكليزية: الفعاليات والأنشطة المختلفة، تبعث الحيوية والروح الإيجابية في نفوس الجميع، وعلى الأخص الطلاب الذين يظهرون مهاراتهم في مسابقة رواد الطلائع من خلال سبر المعلومات والقراءة والاستماع والمحادثة.
وأكدت كل من المدرستين فيدانة علي ومريمان عموري على البحث عن المتفوقين المتميزين في مجال اختصاصهما في الرياضيات، ليكونوا مؤهلين للأولمبياد.
وحدثتنا شام ماردنلي، مكتب إعلام منطقة عصام النادري، عن فاعلية هذه المسابقات وضرورتها، ولاسيما بعد الحرب الإرهابية، من أجل بثّ المزيد من الطاقة الإيجابية.
وتمنى هيثم ديب، موجه تربوي، أن نكون أفضل في مرحلة تحتاج إلى مزيد من التنظيم والاهتمام لاكتشاف القدرات والتميّز لدى الطلاب.