بكين وموسكو: واشنطن تستخدم “حقوق الإنسان” للضغط والتهديد
البعث – وكالات:
أكدت الصين أن الولايات المتحدة تواصل استخدام حقوق الإنسان ومسألة العقوبات، كذريعة ووسيلة للضغط على الدول الأخرى وتهديدها، لافتة إلى أن ذلك يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ويهدد الانتعاش الاقتصادي العالمي لهذه الدول.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، في مؤتمر صحفي اليوم، رداً على تقرير للخارجية الأمريكية يتهم الصين بانتهاكات حقوق الإنسان وقمع الحريات، “إن الصين تعارض بشدة الاتهامات والتصريحات الكاذبة إضافة إلى محتوى التقرير المتعلق بالصين”، مؤكداً أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومحتوى التقرير تتجاهل الحقائق وتخلط بين الصواب والخطأ ومليئة بالأكاذيب السياسية والتحيز الأيديولوجي”.
ودعا لي جيان الولايات المتحدة إلى التوقف فوراً عن توجيه أصابع الاتهام والافتراء على حقوق الإنسان في البلدان الأخرى، وإجراء الفحص الذاتي الجاد والإصلاح والقيام بما يلزم لتحسين حالة حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.
وأوضح المتحدث، أن الحكومة الأمريكية تستخدم ما يسمى “تقارير حقوق الإنسان”، لتشويه سمعة الصين ومهاجمة العديد من البلدان والأماكن في العالم، في محاولة لتصوير نفسها على أنها قاضي حقوق الإنسان ومعيار حقوقه، وهذا يفضح فقط النفاق وازدواجية المعايير من الجانب الأمريكي.
وشدد لي جيان، على أن الولايات المتحدة مليئة بالديون والجرائم في الداخل والخارج، وتعد حقوق الإنسان وعداً فارغاً لم تف به الحكومة الأمريكية إطلاقا، ولم تخطط لمحاربة فيروس كورونا بل شاركت في التلاعب السياسي وطالبت بتسريب الوباء في المختبرات، وسمحت لـ “فيروس العنصرية” في الولايات المتحدة بالانتشار مع الفيروس التاجي الجديد، ما أدى إلى تكرار حدوث جرائم الكراهية ضد الآسيويين.
ولفت لي جيان، إلى أن الولايات المتحدة اتبعت على الدوام سياسات هجرة تمييزية، وانتهجت سياسة المعاملة اللا إنسانية، مثل الاحتجاز الطويل والتعذيب والعمل القسري، التي تهدد بشكل خطير حياة وكرامة وحرية المهاجرين، مشيراً إلى العديد من مشاكل عنف السلاح في الولايات المتحدة، وإنفاذ القانون غير العادل، وإساءة استخدام السجون وظواهر أخرى متكررة.
في واشنطن، اعتبر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن واشنطن تستغل قضية حقوق الإنسان لـ”تشويه سمعة النظم السياسية للدول التي لا تعجبها”.
جاء ذلك في تعليق لأنطونوف على التقرير الذي نشرته الخارجية الأمريكية حول وضع حقوق الإنسان في العالم لعام 2021، والذي وجّهت فيه اتهامات روتينية للسلطات الروسية بارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات، من القتل خارج نطاق القضاء إلى عدم تمكين السكان من تغيير الحكومة بطرق سلمية، وهي ادعاءات لم تختلف كثيراً عما ورد في تقرير عام 2020 وسبق أن رفضتها موسكو بشكل قاطع.
وكتب انطونوف عبر “تليغرام” مساء الثلاثاء أنه من الأجدى بواشنطن، قبل إدانة الدول الأخرى بانتهاك حقوق الإنسان والحريات، أن تحرص على حل مشكلاتها الخاصة، مشيراً إلى أن العنصرية ومعاداة السامية والإسلاموفوبيا وغيرها من مظاهر التعصّب آخذة في النمو في الولايات المتحدة، كما أن مظاهر كراهية الروس لا تزال موجودة على نطاق غير مسبوق.
وتابع أنطونوف: “من الواضح أن المنشورات الدعائية للخارجية الأمريكية تهدف إلى تشويه سمعة النظام السياسي للدول التي لا تعجبها والحصول على ذريعة للتدخل في شؤونها الداخلية”.
وأضاف السفير: أستغرب حقيقة أن الولايات المتحدة لا تدعم القرار السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة ضد تمجيد النازية، مشيراً أيضاً إلى السياسات اللاإنسانية للسلطات الأمريكية بحق المهاجرين، وتكتّم واشنطن على حالات التعذيب والمعاملة اللاإنسانية للسجناء في معتقل غوانتانامو.