أخبارصحيفة البعث

موسكو: سنتصدى بحزم لأي محاولات لإعاقة عمليتنا العسكرية في أوكرانيا

البعث – وكالات:

توعدت موسكو دول الغرب بأنها “ستتصدى بحزم” لأي محاولات لإعاقة عمليتها العسكرية في أوكرانيا، منذرة مرة أخرى باستهداف شحنات أسلحة تصل هذا البلد من خارج حدودها.

وأقر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في مقابلة نشرتها وكالة “تاس” اليوم الأربعاء بأن موسكو تعتبر أي اتصالات كاملة النطاق مع الولايات المتحدة بخصوص أوكرانيا في الوقت الحالي “عديمة الجدوى”، محملا واشنطن المسؤولية عن “دعم الأطماع العدائية لنظام كييف بشكل متهور” ومواصلة ضخ أسلحة حديثة إلى أوكرانيا.

وقال: “مع ذلك، ندفع الأمريكيين وغيرهم من دول الغرب إلى إدراك أننا سنتصدى بشدة لأي محاولات لإعاقة عمليتنا العسكرية الخاصة وإلحاق أكبر ضرر ممكن بالقوات الروسية والتشكيلات التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين”.

وتابع: “نحذر من أننا نرى في قوافل الأسلحة التابعة لأمريكا وحلف الناتو خلال تحركاتها في الأراضي الأوكرانية أهدافا عسكرية مشروعة”.

في الأثناء أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، أن واشنطن زودت كييف خلال الشهر والنصف الماضي بأسلحة بقيمة 1,65 مليار دولار.

وقال سيرومولوتوف في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية: “إن هؤلاء الناس كلهم مسلحون بشكل جيد لأن الدول الأعضاء في حلف الناتو كانت تقوم خلال السنوات الثماني الماضية بتسليم الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا”.

وأضاف: “ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة ازدادت أحجام المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا. وخلال الشهر والنصف الماضي سلمت واشنطن وحدها إلى كييف أسلحة بقيمة إجمالية 1,65 مليار دولار، بما فيها مئات من منظومات “ستينغر” المحمولة للدفاع الجوي وآلاف من صواريخ “جافلين” الموجهة المضادة للدبابات وقاذفات قنابل يدوية وأنواع أخرى من الأسلحة”.

وتابع الدبلوماسي: “من الواضح أن السلطات الأوكرانية التي لا تسيطر على أعمال المقاتلين، لا يمكنها ضمان التخزين الآمن وعدم انتشار هذه الأسلحة التي قد تقع لاحقا في الأسواق السوداء في الدول الأخرى”.

في سياق متصل، أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الكرملين يعتبر تصريح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حول “إبادة جماعية” للأوكرانيين محاولة غير مقبولة لتشويه الوضع.

وفي تعليقه على تصريح بايدن بهذا الخصوص قال بيسكوف للصحفيين، اليوم الأربعاء: “نحن نرفض هذا الكلام قطعيا ونعتبر مثل هذا المحاولات لتشويه الوضع القائم غير مقبلولة بتاتا، كما أنه من غير المقبول سماع هذه اللغة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الدولة التي اقترفت أفعالا يعرفها التاريخ الحديث جيدا”.

واستخدم الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس للمرة الأولى مصطلح “الإبادة الجماعية” لتوصيف ما يحصل في أوكرانيا، وضمّن حديثه اتهاما للجيش الروسي.

في سياق متصل،  أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن قرار السياسيين الأوروبيين والأمريكيين بفرض قيود جديدة ضد روسيا أدى إلى أزمة غير مسبوقة في الغرب.

وقال الرئيس الروسي، خلال اجتماع حكومي حول تطوير منطقة القطب الشمالي اليوم الأربعاء، إن رفض الدول الغربية التعاون الطبيعي مع روسيا أثر على ملايين الأوروبيين وانعكس على الولايات المتحدة، والأسعار آخذة في الارتفاع والتضخم يتجاوز الحدود وهو أمر غير مسبوق.

ويواصل التضخم في الولايات المتحدة وأوروبا الارتفاع، ويسجل تقريبا كل شهر مستوى قياسيا جديدا، ووفقا لبيانات رسمية فقد بلغ التضخم السنوي في الولايات المتحدة في شهر مارس الماضي أعلى مستوى له منذ ديسمبر 1981، وسجل الشهر الماضي مستوى 8.5% مقابل 7.9% في فبراير الماضي.

واليوم أظهرت بيانات من المملكة المتحدة، أن التضخم السنوي صعد الشهر الماضي إلى 7% من 6.2% في الشهر الذي قبله (فبراير 2022)، وبذلك يكون مؤشر التضخم قد سجل مستويات تاريخية جديدة، هي الأعلى منذ العام 1992.

ويأتي ارتفاع معدلات التضخم بشكل خاص في ظل زيادة أسعار المواد الغذائية والمحروقات، والتي تفاقمت مع فرض الغرب عقوبات على روسيا بعد إطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

يذكر أن أسعار الغذاء العالمية بدأت في الارتفاع منذ مطلع العام 2021، وذلك نتيجة السياسة غير المسؤولة التي اتبعتها البنوك المركزية الغربية خلال السنوات الماضية، حيث عمدت لضخ عشرات التريليونات من عملات الدولار واليورو والجنيه الإسترليني غير المدعومة في الاقتصادات الغربية الأمر الذي أجج التضخم.

وتفاقم التضخم مؤخرا مع فرض الدول الغربية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، عقوبات غير مسبوقة على روسيا، التي تعد من أبرز منتجي موارد الطاقة ومصدري المواد الغذائية في العالم.