“عندما تسبى الشطآن”
حمص – سمر محفوض
احتضن المركز الثقافي بحمص حفل توقيع رواية “عندما تسبى الشطآن”، للدكتور أحمد يزبك، وهي رواية تكتب عن الحرب والسلم باعتبارهما أحد أصعب اختبارات الحياة، وتؤكد على الهوية الإبداعية في مخزونها السردي والجمالي والثقافي.
وأشار نزيه بدور الدكتور الجامعي والصحفي، عضو اتحاد الكتاب العرب، إلى أنّ الرواية بمجملها سوناتا حنين وحب، وأسماها الرواية القصة التي تسعى لتفوز في سياقات الحياة بالحب، وتأخذنا بمعابر ولحظات السعادة والحزن إلى النهاية.
وأضاف كنت أظنها نصاً أدبياً مفتوحاً لكن الكاتب عبر بوضوح عن مكنونات النفس السورية التي ارتبطت بتراب الوطن كشتلة حبق، معتبراً إن الحوار يكشف شحنات عاطفية متفردة على مسرح الرواية يحضر أبطالها فيضعون بين أيدينا باقة من مشاعر وإحداث هامة حيث أن “النصر” هو هدف الرواية ومحورها، وأنه هاجس الكاتب وبطل القصة أيضاً، وأنّ النصر يفوز به الوطن ويروح ضحيته عشّاق الوطن، موضحاً أنّ الرواية جميلة ومختصرة وحزينة، فيها رثاء للوطن ورثاء للذات، وتطغى اللغة الشعرية على السردية في إطار من اللغة العالية والمسبوكة.
أما الكاتب والناقد محمد رستم فتحدث عن مضمون الرواية وما تحمله من هموم الوطن، وأشار إن الرواية تلفت الانتباه بموهبة متأصلة وعميقة الثقافة، فقد استطاع الأديب أن يصوغ من الأحداث جمالية ساحرة، لافتاً أن الكتاب ليس رواية بل هو أقرب للقصة لأن الرواية لها مقومات وسمات مختلفة، وأضاف بأن العنوان يشمل عتبة تشد القارئ وتطرح سيلاً من أسئلة في أعماق المتلقي نزوحاً للروح الحيرة، موضحاً – حسب رأيه – أن مفردة “عندما” ظرف زمان مركب، وما عن الظرفية بمعنى الوقت، ومفردة “السبي” الأسر المفردة التي وردت بالعنوان، وجاءت من معجم الغزو والحروب، أما الشطآن فهي حواف البحار وحدودها في إسقاط لأن البحر هو الوطن فالشطآن حرّاسه ليبقى السؤال المؤلم: ماذا يحدث للوطن حين تسبى شطآنه، وهكذا تأخذ العنونة مكانة الإطلالة الشرطية وتسترخي على وسادة المجاز، تحيلنا إلى الواقع أكثر ما تحيلنا إلى القص، حيث المنجز توثيق مؤلم لبعض لحظات الحرب العبثية التي داهمت البلاد فأكلت الأخضر واليابس.
ويضيف رستم: يسحرك السرد ببريق الجملة الشعرية وكأنه الكاتب قد ربط حبل السرد بجزرة الغواية، عبر خصوبة لغته وصهيل حروفه الجامحة ويمكن أن نلاحظ ولع الكاتب بالشعر والذي جعله يقطع الخيط السردي بعنوان شاعرية “محورية البحر تعزيه عند أفول الليل، أوراق السنين تقفز كغزلان جريدة إلى بيدر الطفولة”، لافتاً أن الشاعرية تحسب للكاتب كما هي تحسب عليه، منوهاً: لعلها تجربة جديدة مغايرة تطرح الكثير من أسئلة الدهشة من مزج خيال الصورة مع خيط السرد!
وتدور أحداث الرواية حول عمار الذي تخرج من كلية الهندسة البحرية، ويطمح كغيره من الشباب لتكوين أسرة، فكانت رانيا حبه الأول المستحيل الزواج لينتهي المطاف به إلى حب حنين ولينتهي شهيداً.
وحاول الأديب إظهار اللحمة الوطنية والوجه الحقيقي للوطن، فعمار عشق رانيا وحضر أبو حنا في الحدث وهي شخصيات تمثل أطياف سورية ومن قلب الحرب المفرقة بالهم، وفتح الكاتب كوة للضوء باعتبار أن الأنثى هي وحدها جواز سفر نحو الفرح والخلق والعشق الإنساني، لافتاً أن الكاتب أغرق في تسليط الضوء على الطبيعة وجعلها تشارك الشخصيات مشاعرها، ليبقى السؤال: هل هذا المنجز بقالبه وشكله هو استجابة لطبيعة العصر من حيث السرعة والاختصاص؟ وهل جاءت الشعرية كنوع من تداخل الأجناس الأدبية؟
وأوضح د.أحمد يزبك أنّ مضمون روايته الحزينة تمهد للفرح والتي تتحدث عن طيف من أطياف المجتمع وما تركته الحرب الإرهابية الغاشمة من معاناة وآلام وأحزان تلامس هموم الوطن وأحلام البسطاء، وتؤكد أن أبناء الوطن هم حراسه وبواسله وسياجه المتين بمواجهة الغدر والأطماع.