القيادة المركزية في ذكرى الجلاء: السوريون كانوا دائماً في طليعة الكفاح من أجل التحرير والاستقلال
دمشق- البعث:
أصدرت القيادة المركزية للحزب بياناً بمناسبة الذكى السادسة والسبعين للجلاء أكدت فيه أن السوريين كانوا دائماً في موقع الطليعة فيما يتعلق بمواجهة الاستعمار من أجل التحرير والاستقلال الناجزين، مبينة على الرغم من أن سورية ليست دولة كبيرة بمعايير الحجم الاقتصادي والبشري والجغرافي، إلا أنها وطن عظيم في أدائه ودوره وفيه شعب وجيش وقائد عظيم.
وفيما يلي نص البيان:
لعل ذكرى الجلاء مناسبة للتأكيد على ظاهرة يعرفها الحاضر كما يعرفها التاريخ, وهي أن السوريين كانوا دائماً في موقع الطليعة عندما يتعلق الأمر بمواجهة قوى الاستعمار بشكليه القديم والجديد, ومن أجل التحرير والاستقلال الناجزيْن..
لم تقتصر المسألة يوماً على تحرير سورية وحماية استقلالها, وإنما كان هذا الدور الطليعي يترك آثاراً إيجابية واسعة على عملية تحرر وطنه العربي الكبير والمنطقة, إضافة إلى أثر مهم على حركة التحرر العالمية. أي أن دور سورية كان دائماً مبادراً وطليعياً بكل مافي المصطلح من معنى..
وعلى الرغم من أن سورية ليست دولة كبيرة بمعايير الحجم الاقتصادي والبشري والجغرافي, إلا أنها وطن عظيم في أدائه ودوره, وفيه شعب عظيم, وجيش عظيم, وقائد عظيم..
ومادام الحديث عن الأحلاف فلابد من التذكير اليوم بأن سورية كانت في الطليعة وفي موقع المبادرة عندما واجهت – وحيدة في البداية- , سياسات حلف الناتو الاستعماري وخطط القطب الواحد في المنطقة منذ الأيام الأولى لانهيار النظام ثنائي القطب.
هذا الرفض الطليعي الذي أكدت عليه سورية, ملتزمة بتقاليد الجلاء وتقاليد الكفاح من أجل حماية الاستقلال, أدى إلى أن يحشد الناتو بقيادة الولايات المتحدة كل طاقاته وجميع أتباعه من إرهابيين وصهاينة وتكفيريين, وتم دعم هذا الحشد بكل أنواع الحروب الدبلوماسية والإعلامية والنفسية والاقتصادية (وهذا السيناريو نفسه نراه اليوم ضد روسيا). لكن سورية, البلد الصغير – الكبير كانت أول من تجرأ على قول (لا) مدوية في وجه أعتى قوى الهيمنة.
وكان لشجاعة شعب سورية وقائدها الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد, ما حفز الحلفاء والأصدقاء المؤمنين بمبدأ الاستقلال كي يقدموا الدعم لسورية في مواجهتها, والوقوف معها في معركة أكدت التطورات أنها معركة جميع قوى التحرر والاستقلال في العالم كافة..
واليوم يبدو أن القطب الأوحد يلفظ أنفاسه إثر العملية الروسية التي تهدف إلى منع الناتو العدواني من التوسع. وإذا كان دفن القطب الأوحد سيكون في أوراسيا فإن أول اسفين في نعشه كان هنا في سورية. في دمشق بدأت حشرجة احتضار القطب الأوحد, وفي اوراسيا سيشهد العالم ولادة نظام عالمي جديد أكثر توازناً. وما يعيشه العالم اليوم هو آلام ولادة هذا النظام, وهي آلام ضرورية وحتمية بإنتظار عصر جديد..
إن حزب البعث العربي الاشتراكي الملتزم بكفاح شعبه وأمته, والمتمسك دائماً بوطنيته وعروبته, يوجه في هذه المناسبة التحية لشهداء الجلاء ولجميع الشهداء في مواجهتنا المستمرة لقوى الهيمنة والصهيونية والإرهاب. وتحية لشعبنا العظيم ولجيشنا البطل ولقائدنا, رمز عنفوان هذا الشعب وعنوان كرامته, الرفيق الأمين العام السيد الرئيس بشار الأسد…