اقتصادصحيفة البعث

عدد كبير ألغوا تراخيصهم دون ذكر الأسباب.. عدم وجود مدينة صناعية في درعا يربك الصناعيين

درعا- دعاء الرفاعي

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة ومنذ إعلان محافظة درعا خالية من الإرهاب، عن ضرورة عودة الصناعيين لمزاولة مهنهم ضمن المنطقة الصناعية، وهو الأمر الذي لا يزال يسبّب القلق والإزعاج لهم، فمطالبتهم بالعودة للعمل فيها من قبل الجهات المعنية يعدّ أمراً غير مقبول في ظلّ هذه الظروف، وغياب مظاهر الأمان عن تلك المنطقة حتى هذه اللحظة، ناهيك عن غياب الخدمات الأساسية فيها من مياه وكهرباء وشبكة صرف صحي، على الرغم من كلّ الجهود التي تُبذل اليوم لإعادة هذه الخدمات إليها، ما يسهّل على هؤلاء الصناعيين مزاولة أعمالهم فيها دون أي معوقات.

مدير صناعة درعا المهندس عماد الرفاعي بيّن في تصريح لـ”البعث” أن هناك عدداً كبيراً من الحرفيين والصناعيين تقدموا بطلبات إلغاء تراخيصهم دون ذكر الأسباب، إضافة إلى أن توجيهات وزارتي الصناعة والزراعة حول عدم منح تراخيص حالياً وحصرها ضمن منطقة أو مدينة صناعية، أدّت إلى عزوف العديد منهم عن التقدم بطلبات جديدة لعدم توفر شروط مناسبة لهم ولأعمالهم ضمن المنطقة الصناعية الوحيدة الموجودة في مدينة درعا، ولعدم وجود مدينة صناعية في المحافظة، على الرغم من أن هناك مشروع دراسة لإمكانية إنشاء المدينة في منطقة اللجاة، ولكن معوقات كثيرة تواجه هذه الدراسة، أهمها أن منطقة اللجاة تعتبر في كثير من أجزائها منطقة أثرية بامتياز، كما أن أغلب أراضي المحافظة تعدّ زراعية وتدخل ضمن تصنيف الأراضي الزراعية التي لا يمكن استغلالها لأغراض المنشآت الصناعية.

الرفاعي بيَّن أنه وخلال الربع الأول من العام الحالي، تنوّعت المنشآت الحرفية المنفذة ما بين هندسية وكيميائية وغذائية ونسيجية، حيث بلغ عددها 15 منشأة برأس مال بلغ 340 مليون ليرة أمنت جميعها 39 فرصة عمل. في حين وصل عدد المنشآت الصناعية المنفذة إلى 12 منشأة، برأس مال بلغ 1.450 مليار ليرة وفرت 44 فرصة عمل، بينما وصل عدد المشاريع المرخصة منذ بداية العام وفق القانون 21 إلى 8 مشاريع، برأس مال قدره 1.50 مليار ليرة وفرت 32 فرصة عمل.

تجدرُ الإشارة إلى أن هذه المنطقة الصناعية والتي تعدّ وحيدة في مدينة درعا، هي حاضنة لأكثر من 1500 صناعي وحرفي يعملون في صناعة الطحينة والمحارم والدهانات والبلور، إضافة إلى عمل ورشات ألمنيوم وحدادة ونجارة عربية وتصويج وجلخ وبخ وإصلاح كهرباء وميكانيك سيارات وخراطة معادن وغير ذلك الكثير.