اجتماع كروي لتنقية الأجواء والجميع مطالب بتحمّل مسؤولياته
ناصر النجار
لم يفض الاجتماع الذي عقد في الاتحاد الرياضي العام، وحضره المعنيون بكرة القدم، سواء اللجنة المؤقتة، أو رؤساء الأندية الممتازة، واللجان العليا المسؤولة عن الحكام والمسابقات والانضباط (العقوبات)، إلى أي قرار، لكنه انتهى إلى بيان صادر عن اللجنة الأولمبية السورية تحدث عن ضرورة تحمّل الجميع لمسؤولياتهم، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بالرياضة، وتحقيق أهدافها بعيداً عن التعصب وحرف بوصلة العمل عن المسار، وأن الأحداث التي جرت مؤخراً أوصلت اللعبة إلى حالة غير مقبولة تستدعي الإجراءات التي تعيد الرياضة إلى سكتها الصحيحة.
وركز الاجتماع على ضرورة استكمال المسابقات بشكل حضاري، وتشكيل لجان، وتفعيل عمل الروابط، واتخاذ القرارات، وتفعيل العمل في الصفحات الرسمية للأندية على منصات التواصل الاجتماعي.
المراقبون وجدوا أن البيان غير ملب لأن هذه الإجراءات تتخذها الأندية، وهو شأن داخلي بكل ناد، ولا علاقة لأحد به، فتشكيل روابط المشجعين، وتعيين الكوادر الإعلامية، أمر يخص الأندية، وبقية الأمور من اختصاص اللجنة المؤقتة لتشكيل لجان عليا تخص الأمور التنظيمية والفنية والتحكيمية.
لذلك، وضمن ما صدر، فإن الكثير من المراقبين فوجئوا بفحوى الاجتماع وما آل إليه من قرارات، فالبعض حلل هذا الاجتماع من ناحيتين اثنتين: الأولى محاولة رئيس الاتحاد الرياضي العام امتصاص المشاكل والخلافات بين الأندية الكروية عبر اجتماع يمكن أن نطلق عنه اجتماع تهدئة الأمور وتنقية الأجواء، والثانية: تدخل غير مشروع بقضايا كرة القدم، والقيادة الرياضية غير مخوّلة باتخاذ إجراءات عن مؤسساتها الرياضية.
ما حصل لا يحتاج إلى “تبويس شوارب”، ولا يحتاج إلى أن يتبرع أحدهم ليتحمّل مسؤولية ما حدث، ففي كل أسبوع هناك مشكلة، ومباراة متوقفة، وحالات شغب غير مقبولة، واتهامات متبادلة، فمثل هذه الأمور لا يمكن السكوت عنها، والتغاضي عن أفعالها وتصريحاتها غير المسؤولة.
الجمهور اليوم يسأل عن مصير التصريحات التي أدلى بها رئيس نادي الوحدة، ويتهم فيها تشرين بأنه طلب مباراة الدوري، ولأن الموضوع لم تتم معالجته، فهل تم تنفيذ طلب تشرين بعملية الانسحاب من المباراة التي لا يوجد فيها أي مبرر؟ والمخالفة التي وقعت بها إدارة نادي الوحدة، هل ستمر مرور الكرام، أم أن هناك إجراءات أخرى ستتخذ يوماً ما، مع العلم أن رئيساً سابقاً لنادي الوحدة انسحب من مباراة كرة سلة في ختامها حتى لا يحدث مكروه في صالة حلب، لكن الحكمة وقتها اقتضت أن يُقال من عمله، كما اقتضت الحكمة اليوم أن تستمر إدارة نادي الوحدة بعملها.
الرياضة اليوم بكل تفاصيلها بحاجة إلى حزم وتعامل جدي ومسؤول مع كل تفاصيل كرة القدم، ومع كل التفاصيل الرياضية، ولأن ذلك لم يحدث، وما زلنا نتعامل مع الرياضة بلين، ها هو جمهور الفتوة يكسر مدرجات ومرافق ملعب الفيحاء بعد خسارة فريقه أمس أمام جبلة، ولو أن هذا الجمهور، والقائمين على الأندية أدركوا أن العقوبات حديدية وتقصم الظهر لما تكررت الحوادث والشغب، وهذه هي المرة الثانية التي يقوم بها جمهور الفتوة بمثل هذا الشغب!!