الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

انطلاق أعمال مؤتمر عودة اللاجئين بمشاركة عربية ودولية

انطلقت في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق اليوم الأربعاء أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين بمشاركة عربية ودولية.

وأكد معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان في كلمة خلال الافتتاح أن السوريين خارج حدود الوطن ليسوا بحاجة لدعوة للعودة إلى بلدهم وسيجدون القلوب قبل الأبواب مشرعة لاحتضانهم، مشيراً إلى أن مواقف الدول التي قاطعت المؤتمر وشنّت الحملات ضده عرّت نفسها بنفسها، وكشفت النفاق وكذب ادعاءاتها عندما تتشدّق بالحديث عن حقوق الإنسان وذرف دموع التماسيح، في الوقت الذي تستغل فيه معاناة اللاجئين خدمة لأجنداتها السياسية على حساب القضايا الإنسانية النبيلة، وأضاف: دمشق منارة العالم وشامة الدنيا التي ضمر لها أصحاب القرون الوسطى المعاصرة أبشع أشكال الحقد والغدر لإطفاء نورها بالنار ونير الفكر الظلامي، إلا أن العناية الإلهية وعشق السوريين لوطنهم أخمدت نار الحقد، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، وها أنتم اليوم في سورية وقد عاد إليها الأمن والأمان.. ثلاثة أحرف من لغتنا العربية الغراء تعبّر أبلغ تعبير عن مؤتمرنا هذا.. الألف واللام والميم.. أنها تشكل مفردة ألم التي تشير إلى معاناة أهلنا وأخوتنا الذين اضطرتهم ظروف الحرب الظالمة على سورية إلى مغادرة بيوتهم ومدنهم وقراهم طلباً للأمان أو للحصول على لقمة العيش، أما المفردة الثانية فهي أمل والتي تشير إلى شوق هؤلاء السوريين للعودة إلى بيوتهم وتطلع الوطن إلى احتضان أبنائه، ومؤتمرنا هذا مكرس أولاً وأخيراً لهم، يهدف إلى استكشاف السبل لتهيئة الظروف المناسبة وتسهيل عودة السوريين إلى وطنهم.

وأوضح سوسان أن مثل هذا الهدف الإنساني النبيل يستوجب تضافر كل الجهود، ومن هذا المنطلق كان الحرص على توجيه الدعوة إلى جميع دول العالم، وترفعاً عن الخلافات السياسية مع بعضها وتجاوز الشرور التي ساهمت بها بشكل مباشر أو غير مباشر وطالت كل السوريين على امتداد الوطن، وفي نفس الوقت لم يكن لدى سورية أوهام إزاء استجابتها لهذه الدعوة، فهذه الدول لا تزال أسيرة سياساتها، التي فشلت في سورية، ولا تزال تعيش في ظل أوهام ترددت وأصبحت كوابيس تقض مضاجعها، وكان يمكن لمثل هذا المؤتمر أن يشكل فرصة لها للخروج من مستنقع سياساتها الخاطئة.

وتم عرض فيلم وثائقي عن معاناة أهلنا الذين هجروا بفعل الإرهاب تضمن قصصاً من الآلام وأخرى للآمال التي تلد من رحم المعاناة.

قضية اللاجئين القضية رقم واحد

وفي تصريحات على هامش المؤتمر، أكد  سوسان أن المؤتمر  هو رسالة واضحة للمهجرين السوريين بأن أبواب بلدهم وقلوب أبنائها مفتوحة لهم، مبيناً أن الدولة ستتخذ المزيد من الإجراءات لتسهيل عودتهم وضمان عيشهم الكريم رغم الصعوبات وظروف الحرب وآثارها والحصار والإرهاب، وأشار  إلى أن سورية قطعت شوطاً كبيراً في مكافحة الإرهاب وإعادة بناء البنى التحتية وبدأت العملية الإنتاجية تنطلق فيها ولو ببطء/ لافتاً إلى أن ما يعيق انطلاقتها المأمولة هو الإجراءات القسرية أحادية الجانب والحصار الاقتصادي المفروض على البلاد.

وأعرب سوسان عن ثقته بأن تلاحم السوريين وتكاتفهم سيمكنهم من تجاوز آثار الحصار وإعادة بناء البلاد، مبيناً أن قضية اللاجئين هي القضية رقم واحد بالنسبة للحكومة السورية، التي ستبذل المزيد من الجهود لإنهاء معاناتهم، ودعا الدول التي امتنعت عن تلبية الدعوة للمشاركة في المؤتمر إلى التوقف عن النفاق بالحديث عن حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني فسياساتها تناقض كل حرف بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

وقف الحرب الإرهابية ضد سورية لتسهيل عودة اللاجئين

إلى ذلك، أعرب عضو مجلس الدوما رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للتعاون الإنساني الدولي يفغيني بريماكوف عن تفاؤله بالمؤتمر الدولي لعودة اللاجئين لكونه سيناقش مختلف المسائل السياسية والدبلوماسية إضافة للاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مشيراً إلى أن عودة اللاجئين عبارة عن مجموعة من المسائل التي تتعلق أولاً بأمان السوريين، الذي قام الجيش العربي السوري وأصدقاؤه بتأمينه، وثانياً إعادة البنى التحتية، وأوضح أن عدداً من المؤسسات الإنسانية الروسية تقوم بنشاطات على هامش المؤتمر من بينها تقديم 76 طناً من المساعدات الطارئة وتلك المتعلقة بالمفاصل والأطراف الصناعية وما يهمنا هو عودة الحياة لطبيعتها في سورية وأن يستعيد السوريون حالة الإنتاج لا أن يعتمدوا على المساعدات.

السفير الكوبي بدمشق ميغيل بورتو بارغا أشار إلى ضرورة وقف الحرب الإرهابية ضد سورية لتسهيل عودة اللاجئين إلى بلادهم مؤكدا ضرورة عودة اللاجئين للمساعدة في بناء بلدهم لتعود إلى سابق عهدها، وجدد  دعم بلاده لسورية مشددا على أن صمود الشعبين السوري والكوبي في وجه التهديدات والعقوبات القسرية أحادية الجانب وضد محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لبلدانهم يعد انتصاراً للقضايا العادلة والإنسانية.

وفي السياق أكد سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بدمشق خوسيه غريغوريو بيومورجي موساتيس دعم بلاده للمؤتمر وللشعب السوري الذي يحب وطنه وثقته بعودة سورية أفضل مما كانت مستنكرا ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأوروبية من إعاقة لحل قضية اللاجئين.

نايف القانص سفير الجمهورية اليمنية بدمشق أشار إلى أن المؤتمر رسالة للدول التي تآمرت على سورية وأججت الأزمة الإنسانية بأن العالم الحي سيقف إلى جانب سورية، مؤكداً أن السوريين الذين انتصروا على الإرهاب سينتصرون في المعركة القادمة وسيعيدون بناء وطنهم ويعود كل اللاجئين تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي لم يأل جهدا في الدفاع عن وطنه.