دراساتصحيفة البعث

ســماء بــلا قمــر ولا نجــوم .. كتاب يروي ظاهرة الإرهاب في إفريقيا؟

ما يزال كتاب” سماء بلا نجوم ولا قمر” /Moonless, Starless Sky/ لمؤلفته الكاتبة الأمريكية “ألكسيس أوكيوو” /Alexis Okeowo/ الذي يتناول ظاهرة الإرهاب في إفريقيا، يثير الكثير من التساؤلات حول سر هذه الظاهرة في أفريقيا ومن يقف وراء استمرارها، وذلك بعد أسابيع على إصداره نهاية العام /2017/.

تقول ألكسيس التي تعيش في الولايات المتحدة: إن موضوع الإرهاب شغل بالها، وقد قررت أن تقوم بمغامرة شخصية تستكشف فيها هذه الظاهرة في إفريقيا، حيث زارت المناطق التي تشهد تمدد نفوذ المنظمات الإرهابية والمتطرفة، وهناك استمتعت إلى قصص عن حياة الناس وآلامهم، وهي تستحق أن تُقال، وخاصة تلك التي تتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة للكشف عنها.

يعد الكتاب حسب ما كتبت عنه وسائل الإعلام العالمية، ثمرة مجموعة من  التقارير عن زيارات الكاتبة إلى عدة دول إفريقية، وعلى الرغم من أن مكان عملها كان في نيجيريا وأوغندا، فإنها زارت العديد من دول القارة، والتقت خلال زياراتها ناساً عاديين واجهوا التطرف بطرق غير عادية.

ولقد اختارت المؤلفة عدة قصص فريدة من نوعها لإثبات الشجاعة غير المألوفة عند  غالبية الناس الذين واجهوا ضرر الإرهاب وتعرضوا لخطر خطير، ففي أوغندا، التقت الكاتبة مع “يونيس” وهي امرأة اختطفها “جيش الرب” بزعامة جوزيف كوني، وسرعان ما أجبرت على الزواج من بوسكو، أحد الجنود الأطفال المشهورين في الميليشيات المتطرفة، ثم استطاعت أن تقنع زوجها الطفل بالهرب، في مخاطرة شخصية وكبيرة، وقررا أن يواصلا حياتهما معاً إلا أن زواجهما واجه سخط المجتمع المحلي، وتواصلت معاناتها من الإرهاب أولاً والمجتمع ثانياً.

وفي الصومال، تروي المؤلفة قصة عائشة، وهي شابة شجاعة تحملت التهديدات والعنف البدني من أجل ممارسة لعبة كرة السلة، وهو نشاط محظور من جانب المنظمة الإرهابية حركة الشباب، وهي جماعة مسلحة تسيطر على مساحات شاسعة من البلاد.

وفي نيجيريا، تروي الكاتبة قصة أبا كالي، وهو موظف مدني يقود ميليشيا محلية لمكافحة جماعة بوكو حرام، المنظمة الإرهابية التي تقوم بأعمال إرهابية مروعة في نيجيريا والدول المجاورة لها.

إن كل قصة في الكتاب، تقدم لحظات من المأساة والانتصار، وتعرض الحياة العامة والتقاليد الثقافية وسلوك المجموعات الإرهابية وسلوك الأنظمة السياسية، ومراكز السلطة، والجهات الفاعلة الأجنبية.

وبالرغم من أن عنوان الكتاب يدعو إلى الإحباط، إلا أنه في مثل هذه الظروف الصعبة، من المهم والمشجّع أن يقرأ الناس قصص بطولة ونضال خاضها الأفارقة بوجه الإرهاب، وكي نكتشف اللعبة الدولية في إدارة سلوك وعمل المجموعات الإرهابية.

وبالرغم من أن الحكومات اﻹفريقية تواجه إرهاب جماعات متطرفة مثل “بوكو حرام” في غرب إفريقيا، وحركة “الشباب” في شرق إفريقيا، فضلاً عن تنظيم داعش والقاعدة في منطقة الساحل، إلا أن كثيراً من القضايا يجب تحليلها في إطار فهم حقيقة دور الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية في مواجهة الإرهاب.

ولقد أدى الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا إلى مقتل أكثر من 33 ألف شخص خلال السنوات الست الماضية، وتسبب بهجرة ونزوح واسع للسكان في العديد من المناطق، وترافق مع تفاقم الأزمات الإنسانية التي أثرت على الملايين من الناس وضربت الآفاق الاقتصادية الواعدة في قارة إفريقيا.

إعداد: قسم الدراسات