طوفان الأزمات!
غسان فطوم
يتطلع السوريون رغم آلامهم بآمال كبيرة إلى تغيير إيجابي ملموس في آلية التعاطي مع قضاياهم المعيشية، وأزماتهم الحياتية التي لم تعد تطاق، ويأتي ذلك على خلفية التعثر أو الفشل في تطويق الأزمات المتلاحقة، والعجز التام عن إيجاد الحلول المناسبة وفق الإمكانيات المتوفرة التي تحتاج لعقل مبدع، وإدارة رشيقة تعرف كيف تتعامل مع الظروف وتتكيف معها، لا أن تهرب منها وتحمّل الفشل لشماعة الظروف والعقوبات نتيجة الافتقاد للخبرة في معالجة المواقف أو الأزمات الطارئة، وبالتحديد الخاصة بلقمة عيش المواطن التي أصبحت بكل أسف جزءاً من حياته اليومية!.
هذه الديباجة من الأعذار التي حفظها المواطن عن ظهر قلب لم تعد تستر أو تغطي أخطاء القرارات السريعة التي أفقرت المواطن بدلاً من دعمه، وهو الذي كان يمنّي النفس بإجراءات جادة تقيه من برد الشتاء وعتمة الليل، وتُخمد حريق الأسعار، وتحقق بالنتيجة مصالح البلاد والعباد.
بالمختصر، هناك قاعدة في علم إدارة الأزمات ومواجهتها تقول: “عليك أن تكون مستعداً لما قد لا يحدث والتعامل مع ما حدث”، وما يأمله السوريون أن تكون الأيام القادمة مبشّرة بالخير، فطوفان الأزمات بات يستلزم بأقصى سرعة فريقاً يتقن بمهارة فن الإدارة، ويبدع بإيجاد الحلول تحت أي ظرف، فالمواطن أُرهق وتعب وملّ من غياب المعالجات الصحيحة والإجراءات المناسبة التي كانت سبباً في تفشي الفساد بشقيه الإداري والمالي الذي لم يعد البلد قادراً على تحمّله وتجاهل وجوده مع هكذا أداء كلاسيكي آن الأوان لتغييره، والشفاء من أمراضه وآثاره الكارثية!
gassanazf@gmail.com