ملاعبنا تعاني سوء الإدارة وتدهور الأخلاق وضعف القرار
ناصر النجار
تشهد ملاعبنا في الفترة الأخيرة الكثير من الأحداث التي تنم عن سوء الخلق والتعامل المرفوض بين أنديتنا وجماهيرها، حيث كثرت هذه المناوشات في العديد من المباريات، والمشكلة الأبرز أن القائمين على كرة القدم لم يستطيعوا تكريس الأمور الجيدة في ملاعبنا، وبالوقت ذاته بدا أنهم غير قادرين على ضبط الأمور، وتكريس العدالة بين الفرق والكوادر واللاعبين، والمشكلة أن اللجنة المؤقتة تتعامل مع الأحداث بميزان غير عادل وكأنها تملك أكثر من مكيال في معالجة الأمور.
العقوبة التي فرضت على مدير فريق الطليعة بالتوقيف لمدة عام عن النشاط الكروي، واقتراح فصله من الاتحاد الرياضي كانت قاسية للغاية، ومن الظلم أن نخسر كوادر كرة القدم من أجل رد فعل عصبي، فقد كان تصريحه بعد خسارة فريقه أمام تشرين بثلاثة أهداف نظيفة قاسياً بعض الشيء، لكنه لا يستحق عقوبة الفصل من المنظمة، وهي تعادل عقوبة (الإعدام) الرياضي، وإذا قارنا التصريح الذي من أجله عوقب مدير فريق الطليعة بالتصريحات التي أدلى بها رئيس نادي الوحدة لعلمنا تماماً أن الأمور في رياضتنا تقاس بالمصالح، فقد كانت تصريحات رئيس نادي الوحدة أقسى وأقوى تأثيراً، ومع ذلك تم (التطنيش) عن كل ذلك، ولا نعرف لمصلحة من؟.
من جهة أخرى، فإن رئيس نادي الكرامة سامر الشعار قدم استقالته بعد أن أعياه العمل في النادي، وبتصريح استقالته أوضح الصعوبات المالية التي يتكبدها الفريق، وأن كلفة كرة القدم والسلة تجاوزت المليار وستمئة مليون ليرة سورية، وهذه مبالغ كبيرة جداً وباهظة، لكن السؤال الأهم: ماذا استفاد النادي من كل هذه الصرفيات إذا كان فريقه الكروي عاشر الترتيب؟ وما المقياس في الصرف والإنفاق؟ وبكل الأحوال فإن الموضوع بات يحتاج إلى ضوابط عديدة لكي لا تسرح الأندية كثيراً في أحلامها وأفكارها دون أن تنتهج العلم والمعرفة في إدارة الأندية، وكرة القدم على وجه الخصوص.
ومن باب المقارنة التي قد تبدو جائزة في إطار التشجيع، فإن محبي كرة القدم لمسوا خلال مباراة قمة الدوري الانكليزي بين ليفربول ومانشستر يونايتد مدى التفاعل الإنساني والأخلاقي الذي تزرعه الرياضة بنفوس مرتاديها ومشجعيها ومحبيها، حيث وقف جمهور الليفر أول أمس ليواسي نجم اليونايتد رونالدو بوفاة ابنه الرضيع، وتم تحديد الدقيقة السابعة لتوقيف المباراة على رقم قميص رونالدو، وقام الجمهور كله بهذا العمل الإنساني لإبراز مفهوم التنافس الشريف، والروح الرياضية.