عمران خان ضحية السياسة الأميركية
د. رحيم هادي الشمخي
كاتب عراقي
في سياق الصراع العالمي المكشوف بين روسيا وأمريكا وحلف الناتو، وعشية بداية الجولة الثانية من الحرب الروسية في أوكرانيا، اصطفت إدارة الرئيس جو بايدن الأمريكية في مخاطبة المجتمع الدولي على الأرضية السياسية والإيديولوجية نفسها لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن عندما قال في 20 أيلول 2001 عشية حرب أفغانستان: “على الدول أن تقرّر الآن إما أن تكون معنا وإما ضدنا”.
هذا الخطاب السياسي والإيديولوجي تكرره إدارة بايدن في الوقت الحاضر مع الصين والهند، بضغط من الكونغرس لعزل روسيا دولياً، وخنقها مالياً واقتصادياً حتى لا تموّل آلتها العسكرية، إضافة إلى المؤامرة التي حاكتها واشنطن من أجل إسقاط رئيس الحكومة عمران خان، الذي رفض الانصياع للأوامر الأمريكية.
ولفهم ما يجري داخل باكستان، من المفيد ربطه بما يُسمّى “التغريب”، لأن هذه الدولة مازالت تعاني من آثار ولادتها الصعبة التي أتت من رحم التقسيم، ولا تزال تعاني “تغريبات” داخلية كثيرة ودرجات مختلفة من الانفصالية وضعتها في حالات من التناقض العنيف مع جيرانها ومع ذاتها.
ومن هذا الباب استطاعت الولايات المتحدة أن تحيك المؤامرة ضد عمران خان بالتحالف مع الجيش، وتستخدم أدواتها في الداخل الباكستاني من نواب المعارضة داخل البرلمان ليتمّ إقصاء رئيس الوزراء عمران خان من منصبه ويتمّ انتخاب شهباز شريف البالغ من العمر 70 عاماً زعيم حزب “الرابطة الإسلامية” وهو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف ليكون رئيساً للوزراء، وبذلك تكون مسرحية إقصاء عمران خان قد انتهت لكونه قد زار روسيا خلال الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.