صحيفة البعثمحليات

منغصات..!!

لا أحد ينكر حجم المسؤوليات والأعباء والتحديات التي تواجه السوريين على كلّ المستويات الفردية والمجتمعية والرسمية على اختلاف مستوياتها، ولاسيما بعدما تعرضت له البلاد والعباد من حرب مدمرة قاسية ظالمة، لكننا لم ولن نتوقف لنندب ظروفنا ونقف على أطلال “كنتم وكنا” أبداً، لأننا -كما قال الراحل سعد الله ونوس- “محكومون بالأمل”.. لكن من المؤكد أن هذا الأمل لا يأتي من فراغ، بل له مقوماته ومعطياته ومبادراته التي تحول النقمة إلى نعمة واليأس والإحباط إلى تفاؤل وعمل لا يعرف الكلل ولا الملل، وإلا فإننا نزيد الطين بلة ونفاقم المعاناة، فهل نحن كذلك فعلاً؟ وهل ارتقى أداؤنا للمستوى المنشود؟.

المشكلة أن الناس –وألسنة الناس غالباً ما تكون أقلام حق- يشعرون عامة بأن من الممكن أن نكون أفضل بكثير، وأن ما نعانيه يعود بشكل مباشر للآليات التي تدار بها أزماتنا، كما أنه من الممكن التغلّب على الأزمات والمشكلات التي تزداد حدّة وتنامياً وقسوة باختيار الشخصيات والكفاءات القادرة التي تعمل بالشأن العام ومنحها الصلاحيات الكاملة للاستفادة من خبراتها وإبداء المزيد من المرونة وإشراك المجتمع الأهلي إلى أبعد وأقصى الحدود، والعودة لأصحاب الخبرة والتجربة المشهود لهم لنتمكّن من صياغة رؤية ووصفة للحل والمعالجة قابلة للتنفيذ، وقادرة بآن معاً على الالتفاف على العقوبات وفق أجندة معلنة تتضمن أفكاراً وحلولاً إبداعية تنقذنا مما وصلنا إليه، فتوقف تدهور القيمة الشرائية وارتفاع سعر الصرف وتضبط وتلجم جنون الأسعار والأسواق، وتوفر المشتقات النفطية وتنظم تواتر وصولها وتوريدها، وتعيد النظر بسياساتنا الزراعية والحيوانية والصناعية، وتوفر مستلزماتها، وتقدم التسهيلات الائتمانية والقروض المصرفية وتيسر ظروف عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتقدّم لها الإعفاءات والمحفزات والمزايا، وتسعى لبناء وتوطيد علاقاتنا مع الخارج والدول الصديقة والحليفة القادرة على تقديم الحلول وتأمين وتلبية احتياجاتنا. وبغير ذلك سنظل ندور في حلقة أوجاعنا ومعاناتنا إلى أجل غير مسمى!.

وائل علي 

Alfenek1961@yahoo.com