ثقافةصحيفة البعث

الكتاب السوري “يجمعنا” .. في مكتبة الأسد بدمشق

احتفت مكتبة الأسد بيوم الكتاب السوري الذي يصادف 23 من شهر نيسان من كل عام من خلال الندوة التي عقدتها مؤخراً تحت عنوان “الكتاب يجمعنا”، وشارك فيها إياد مرشد مدير مكتبة الأسد الوطنية وقاسم التراس مدير الوكالة السورية للترقيم المعياري وهيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين الذي نوّه بأن الاتحاد كان أول من طرح فكرة أن يكون هذا اليوم هو يوم للكتاب السوري في احتفالية أُقيمَت في مكتبة الأسد عام 2015، وقد لاقت استجابة من قبل صانعي القرار تأكيداً على أهمية الكتاب، واعتبار صناعته من الصناعات التي تساهم في إعادة الإعمار.

حافظة للتراث والثقافة

وتحدث مرشد، مدير الندوة، عن أهمية الكتاب كونه حافظة للتراث والثقافة، مبيناً أن الكتاب كان وما يزال الزاد الفكري الذي يحتاجه كل إنسان، وهو الذي يرشدنا إلى المعرفة وهو من أهم المؤشرات التي تبيّن مدى ثقافة الأمة وسعة اطّلاع أبنائها، وهو يمدّ الإنسان بالتجارب والمعلومات التي تفيده في الحاضر أو المستقبل، وهو سجل للتاريخ قديماً وحديثاً ووسيلة لنقل العلوم، ويؤثر في الإنسان، وقد يغيّر مواقفه تجاه الحياة لازدياد حصيلته المعرفية، منوهاً كذلك بالأهمية التعليمية والاقتصادية للكتب، فهي تساعد في النهوض بالأحوال الاقتصادية والاجتماعية لحاجتها إلى كتّاب وناشرين وموزّعين وطابعين وبائعين، وغيرها. ومن هنا رأى أنه ينبغي أن نختار الكتب التي نقرأها بعناية كبيرة، داعياً إلى إعلاء شأن الكتب والاهتمام باقتنائها لأن حضارة الأمة تقاسُ بكثرة ما تطبعه من كتبٍ مفيدة، موضحاً كمدير لمكتبة الأسد الوطنية أن المكتبة هي الوعاء الثقافي والوجه الحضاري لسورية والحاضن للتراث والنافذة المثلى نحو المعرفة، وهي حاضر يحتضن الماضي ويحمل مفاتيح المستقبل، ويقوم العاملون فيها على إعداد بطاقات فهرسة وتصنيف للكتب لتنظيم واسترجاع المعلومات وتسهيل وصول الباحثين إليها بأسرع وقتٍ وجهد، لأنها ليست مكاناً لاقتناء الكتب فحسب بل تقوم بنشر العلم والحضارة وتتفاعل مع الباحثين والعلماء والناشرين.

الحاجة أمّ الاختراع

واعترف الحافظ أن ظروفاً صعبة ومعقدة تمرّ بها صناعة النشر في سورية، مثلها مثل بقية الصناعات، لكن الخروج منها ليس مستحيلاً عندما يكون لدينا إرادة حقيقة، مبيناً أن أزمة كورونا كان لها تأثيرها على واقع النشر في سورية من حيث التباطؤ في مبيعات وتأخر إصدارات الكتب وصعوبة تأمين المستحقات المالية من قبل الناشرين، وإلغاء فعاليات كبرى في قطاع النشر والتي تُعدّ شرياناً حيوياً لصناعة الكتاب، مؤكداً أن اتحاد الناشرين لم يقف مكتوف الأيدي، بل كانت له محاولات لإعادة الحياة لصناعة النشر من خلال حرصه على التواصل عن بعد مع الناشرين والقراء للخروج من هذه الأزمة ومواجهة كل التحديات من خلال فتح أسواق جديدة لتسويق الكتاب، ووضع مشاريع لها آليات محدّدة لتشجيع وتحفيز الأطفال والناشئة على القراءة، حيث تمّ التواصل مع وزارة التربية للاهتمام بحصة المطالعة في المدارس وإجراء المسابقات في القراءة بين التلاميذ، وتوجيه وتوعية الأسر بتشجيع أبنائهم على القراءة، مع قيام اتّحاد الناشرين في حث أعضائه على توفير الكتب الجذابة والهادفة وابتكار وسائل جديدة في جذب الأطفال للقراءة عبر المنصات الإلكترونية، وتقديم بعض البرامج في التلفزيون والقنوات التي لها علاقة بالقراءة والاحتفال باليوم العالمي للكتاب ويوم الكتاب السوري، مذكراً وتحت عنوان “الحاجة أم الاختراع والضرورة تحفّز الإبداع والابتكار” ببعض الصور الإيجابية التي ظهرتْ في بعض الدول من رحم أزمة كورونا، وأتت أكلها في دعم اقتصاد تلك الدول، وتجنّبوا من خلالها انهيار هذه الصناعة لما لها من أهمية مثل تنظيم معارض الكتاب الافتراضية وإطلاق أسواق الكتاب عبر الانترنت والتواصل المستمر بين اتّحادات النشر مع الجهات الحكومية عن طريق وسائل التواصل والتعاون لزيادة عمليات شراء الكتب للمؤسسات الحكومية من أجل المدارس والمكتبات وإطلاق برامج التحفيز الخاصة بالنشر، والعمل على تصنيف صناعة النشر من الصناعات الاستراتيجية الأساسية.

وختم الحافظ بالتأكيد على أن مسؤولية الكتاب مسؤولية مجتمعية، وليست فقط من مسؤوليات وزارة الثقافة والإعلام والتربية، حيث يجب أن تُساهم فيها جميع الوزارات في دعمه.

الترقيم الدولي الموحد للكتبisbn

وبيّن التراس أن النشر والتوزيع وبيع الكتب دخل عالم الكمبيوتر ونظام الأتمتة منتصف الستينيات حين اعتمد رقم sbn  محلياً في بريطانيا عام 1967 والذي تطور فيما بعد ليصبح isbn  رقماً دولياً وأصبح أحد معايير الجودة العالمية ويستخدم اليوم في أكثر من 175 دولة  كرقم تعريفي معياري دولي للكتاب، موضحاً أن الحاجة للرقم المعياري الدولي للكتاب سببه أن المعاملات المؤتمتة تحتاج إلى بيانات واضحة ومفهومة، وأن عناوين الكتب وأسماء المؤلفين ليست فريدة وقد تتكرر أو تتشابه كما يسهل غزارة المبيعات إلكترونياً وعملية البحث عن كتاب على الانترنيت حيث يوجد ملايين الكتب. وأوضح التراس أن آلية نظام الترقيم الدولي تقوم على تعيين الوكالة رقم التعريف الخاص بالدولة للوكالة المحلية ثم تعين الوكالة المحلية رقم التسجيل الخاص بالناشر بالاعتماد على حجم إنتاجه، ثم يعين الناشر الذي يستخدم أرقام الإصدارات الخاصة به والممنوحة له من الوكالة المحلية، منوهاً بأن الترقيم الدولي يعرف الإصدارات من الكتب المطبوعة والخرائط والأفلام والفيديوهات والإصدارات الإلكترونية والمتعددة الوسائط والبرمجيات، وأن اتحاد الناشرين السوريين حصل على وكالة الترقيم الدولي للكتاب عام 2008 وهي تغطي حالياً جميع الناشرين السوريين والمؤلفين، وقد قامت بتغطية أكثر من 70% من المطبوعات السورية، وأن الوكالة حالياً تعمل على الأرشيف الوطني للكتاب السوري من خلال موقع اتحاد الناشرين، حيث تتمّ أرشفة وتسجيل بيانات دور النشر ضمن دليل الناشر وتتمّ أرشفة بيانات الكتب كاملة على موقع الاتحاد، مؤكداً أن مؤشر الترقيم في سورية منذ بداية العام 2022 حتى الآن يدلّ على تطور إنتاج الكتاب، حيث منحت أرقام للناشرين هي الأكبر من السنوات السابقة، مبيناً أن الهدف من الترقيم ضبط الإنتاج العالمي، وهو يقدم إحصائيات عالمية بحجم الإنتاج العالمي والمحلي.

أمينة عباس