أسواق.. حركة بلا بركة.. البالة مقصد الكثيرين.. عزوف عن شراء حلويات العيد
المحافظات – مراسلون
اعتادت الأسواق خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان أن تشهد ازدحاماً على محال الألبسة والحلويات، ولكن مع الظروف المعيشية الصعبة تحضر الحركة وتغيب البركة، فالمواطنون يملؤون الأسواق بحثاً عن احتياجات العيد بأقل التكاليف، وذلك بالتسوّق من الأسواق الشعبية ومحال بيع ألبسة البالة.
ففي طرطوس (لؤي تفاحة)، تقصد عائلات أسواق ألبسة البالة المنتشرة في المدينة بهدف شراء ما تحتاجه من ألبسة رغم كل الظروف المادية الصعبة، ورغم كل هذا التغول في الأسعار التي تستمر بورصتها بالارتفاع الجنوني.
خلال جولة لـ “البعث” على عدد من محال الألبسة، تحدثت مجموعة من السيدات عن اضطرارهن لتفقّد محال البالة كونها مقبولة من ناحية الأسعار مقارنة بغيرها بالنسبة للأسواق الأخرى، مع وجود خيارات ترضي الجميع لجهة المنافسة بالسعر، وكذلك النوعية، ولكن من دون التقليل بأهمية السعر المرتفع أساساً، فمثلاً سعر بلوزة لسن محير لا يقل عن أربعين ألف ليرة، في حين سعرها في محال الألبسة الحديثة من الممكن أن يصل لأكثر من ستين ألف ليرة.
يعتبر أصحاب محال البالة أن سبب الإقبال الكبير لمحالهم يعود لعدم قدرة الكثير من المواطنين على شراء ما يحتاجونه بسبب الفارق بين السعرين مقارنة بأسعار محال الألبسة الحديثة وعدم جودتها الصناعية، من غير أن يخفوا أن أرباح مبيعات البالة تقترب من 100%، وهذا الذي يفسر تحوّل العديد من محال المنطقة إلى محال بالة خلال الفترة الماضية، وبالمقابل، تحدث مواطنون عن حركة بالأسواق لكنها بلا بركة بسبب الارتفاع غير المقبول للسعر، حيث يصل سعر قطعة ما لأكثر من 70 ألف ليرة .
ونظراً لما رأيناه ورصدناه من فلتان بالأسعار لجهة عدم الإعلان عن التسعيرة، وأيضاً عدم التقيد بها، فقد أكد بشار شدود المكلّف حديثاً كمدير للتجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس أن التعليمات الصادرة واضحة وصارمة بمخالفة كل مرتكب، وتكثيف الدوريات، وتنظيم الضبوط التموينية بحق المخالفين، وإحالتهم للقضاء، منوّهاً بأهمية تعاون المواطن، وضرورة الإبلاغ عن أية مخالفة.
وفي درعا (دعاء الرفاعي)، تشهد الأسواق حركة تسوق خجولة بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات العيد وعدم قدرة الجهات المعنية عن ضبط الأسعار، إذ يعاني الأهالي من ضعف القدرة الشرائية وعدم قدرتهم على شراء أغلب المواد الغذائية والتموينية مع غياب شبه كامل لدوريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
وذكر مواطنون أن تأمين قوت اليوم الواحد أصبح هدفا وأولوية، وماتبقى يعتبر أمراً ثانوياً، فمن لديه خمس أولاد أو حتى اثنان ليس لديه القدرة على شراء ملابس العيد، فالأسعار حلقت بشكل كبير.
“البعث” قامت بجولة على أسواق الملابس لرصد حالة البيع والشراء في الأسواق، وردود أفعال المشترين وأصحاب المحلات على ارتفاع أسعار الملابس، وقال البعض: إن الأسعار هذا العام مرتفعة جداً مقارنة بالأعوام السابقة في جميع المحال والمراكز التجارية، وأضافوا أنهم لجؤوا إلى الأسواق والبسطات الشعبية، لأنها تتفق مع حالتهم المادية، مطالبين بوجود رقابة على الأسواق وعلى أسعار الملابس.
أصحاب المحال التجارية أكدوا ضعف حركة البيع على مدار الأسابيع الماضية، لافتين إلى أن موسم عيد الفطر هذا العام لم يشهد إقبالا كبيرا من المواطنين وكان سيئ للغاية ولاتزال الحركة ضعيفة، ولفتوا إلى أن ارتفاع الأسعار لديهم سببه المعامل التي رفعت أسعار الملابس بنسبة تفوق ٢٥٪، وكذلك ارتفاع أجور النقل والشحن.
لم تقتصر حمى ارتفاع الأسعار المزمنة على سوق الملابس فحسب، لتسابق مخابز الحلويات في أسواق المدينة هي الأخرى الزمن لإعداد أجود أنواع الحلويات والبسكويت التي تزين موائد عيد الفطر وسط ارتفاع كبير في أسعارها لم يلحظه المواطنون في الأعوام الماضية على الرغم من أن أسعار الدقيق والسكر لم ترتفع كثيراً، ولكن ارتفاع الأسعار بشكل عام تسبب في عزوف الكثيرين عن شراء حلويات العيد على اختلاف أنواعها واعتبارها مظهراً ثانوياً لاضرورة له هذا العام .
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور يحيى العبد الله بين أن الفرق الرقابية وكوادر المديرية تقوم بالتحقق من التزام المنشآت التجارية ومحال الألبسة والأحذية بتقديم أفضل المنتوجات ووفق أسعار محددة، بالإضافة إلى مراقبة العروض التسويقية والتنزيلات التي تقوم الأسواق والمحال التجارية بالإعلان عنها خلال هذه الفترة لضمان عدم وجود أي خداع للمستهلكين، أو تقديمهم عروض وهمية، واتخاذ كافة الاجراءات النظامية تجاه أية مخالفة يتم ضبطها وتطبيق العقوبات على المخالفين، مؤكداً أن الجولات الرقابية مستمرة وستكون مكثفة وفق خطة عمل جدية ونظام مناوبات مستمر طيلة أيام عيد الفطر السعيد.
وفي ريف دمشق (عبد الرحمن جاويش)، وضعت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك برنامجاً مسبقاً لتشديد الرقابة على الأسواق لضبط ارتفاع الأسعار وحالات الغش والفلتان.
وأوضح مدير حماية المستهلك سائر شيحا أن المديرية استكملت إجراءاتها الرقابية مع قرب حلول عيد الفطر بتشديد الرقابة على جميع أنواع المواد، ومتابعة سير الأسعار بشكل يومي، والتأكد من توافر المواد والسلع وانسيابها بالأسواق بالشكل الكافي حسب المواصفة والجودة والسعر المحدد، وموافاة المديرية بأي طارئ على أية مادة، وتكثيف الدوريات على مدار الساعة.
وشدد شيحا على ضرورة مراقبة مستلزمات العيد من خضار وفواكه ولحوم وأجبان وألبان وخبز وحبوب، وغيرها من المواد الأساسية، وسحب العينات من المواد المشتبه بمخالفتها للمواصفات والشروط المطلوبة، وتشديد الرقابة على تداول الفواتير ضمن حلقات ومراحل انتقال السلعة لحين وصولها إلى المستهلك.