رأيصحيفة البعث

“قسد” توغل في عمالتها للمحتل الأمريكي

سنان حسن

منذ نحو عشرين يوماً، تواصل ميليشيا قسد الإرهابية المدعومة من الاحتلال الأمريكي حصار مدينتي الحسكة والقامشلي وتمنع دخول المواد الغذائية والمحروقات وكل المتطلبات الضرورية لحياة أكثر من مليوني مواطن سوري، وفي تزامن خطير ومشبوه قامت الميليشيات المدعومة من الاحتلال التركي بقصف محطة علوك للمياه وإخراجها من الخدمة، وبالتالي حرمان الحسكة من المياه لليوم الخامس على التوالي.

هذا المشهد يؤكد أن هناك مخططاتٍ مشتركة بين الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهما لتجويع سكان تلك المنطقة وتهجيرهم بقوة السلاح وفرض أمر واقع جديد، كل ذلك يتم، طبعاً، تحت أنظار المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته الإنسانية والإغاثية التي لم تحرّك ساكناً أمام ما يجري، بل على العكس كانت شريكاً في تلك الجريمة عبر امتناعها عن القيام بأي دور أو وساطة لإنقاذ حياة الآلاف من الأبرياء الواقعين تحت الحصار والتجويع، وما حدث إبّان أحداث سجن الصناعة مثال صارخ على ذلك..

لقد أقدمت ميليشيا قسد العميلة خلال الفترة الماضية على العديد من الأفعال والممارسات التي تؤكد أنها تخطط لمنع أيّ وجود لمؤسسات الدولة السورية في منطقة الجزيرة، حيث كان لأحياء غويران والنشوة الغربية والشرقية والزهور النصيب الأكبر من تلك العملية على مرحلتين، كان آخرها مسرحية سجن الصناعة الباهتة ومحاولة إيهام العالم بأنها تدافع عنه في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي والقضاء على عناصره الإرهابية، في حين كان الهدف الحقيقي لهذه الميليشيا هو التمدد على حساب العديد من الأحياء وتهجير أهلها الرافضين لممارساتها وتدمير بيوتهم تحت ذريعة ملاحقة فلول التنظيم الإرهابي، وفي طريقها أيضاً قامت بنسف المنشآت التعليمية لجامعة الفرات (الاقتصاد والمعهد التقني) عبر طيران الاحتلال الأمريكي وتدميرها بشكل نهائي لتستولي عليها وتحوّلها لاحقاً إلى قواعد ونقاط عسكرية.. طبعاً أن دون ننسى ما حصل في حي طي بالقامشلي من تهجير غاشم لأهله ورفض لتنفيذ أي بند من البنود التي تم الاتفاق عليها في حينها.

واليوم ودون أي مبرّر قامت الميليشيا الإرهابية بمنع العمل في المخابز الرئيسية في الحسكة وصادرت أطنان الطحين المخصصة لتلك الأفران، ثم قامت بالسيطرة على المؤسسات الحكومية في القامشلي فارضة حصاراً كاملاً على مركزي المدينتين، إذن ميليشيا قسد العميلة مستمرة في تنفيذ مخططاتها التوسعية والانفصالية وتغيير البنية الديموغرافية لقاطني تلك المناطق، وبدل أن تتلقف محاولات الدولة السورية، الطبيعية، لاحتواء الأوضاع وحقن الدماء، عدّت ذلك فرصة للتمدد وبسط سيطرتها بالسلاح.

والحال هكذا، فإن ما تقوم به ميليشيا قسد بإيعاز من المشغل الأمريكي هدفه إطالة أمد الحرب في سورية ومنع الحل السياسي والأهم تهديد وحدة وسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية، وهذا ما حذّرت منه وزارة الخارجية والمغتربين في بياناتها المتلاحقة عبر تأكيدها بالقول: “إن فرض وجود هذه المجموعات اللقيطة واعتبارها ذات سلطة في تلك المناطق.. هو تكريس لسلوك كفيل بإفشال العملية السياسية لحل الأزمة في سورية ويخلق المزيد من الفوضى والعنف وإذكاء النزعات الانفصالية في أنحاء منطقتنا والعالم التي تشهد أزمات مماثلة”.

لكن قسد ومن وراءها لم تعتبر.. وعليه يمكن القول: إن أفضل طريقة لمواجهة التجويع والحصار الذي تفرضه هذه الميليشيا العميلة وأمثالها من الميليشيات في الشمال السوري، هو المقاومة الشعبية والانتفاض بوجهها ورفض ممارساتها بحق الوطن والمواطنين.