دور المؤسسات الثقافية والتربوية في مقاومة التطبيع والتصدي لخطر الإرهاب
حمص – سمر محفوض
أقام المكتب الفرعي لنقابة المعلمين في جامعة البعث بالتعاون مع اتحاد الكتّاب العرب بمناسبة العيد الماسي لميلاد الحزب ندوة حوارية بعنوان “دور المؤسسات الثقافية والتربوية في مقاومة التطبيع والتصدي لخطر الإرهاب”.
وأشار رئيس اتحاد الكتّاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني إلى الحرب الشرسة التي شُنّت على سورية وكان أحد أدواتها إطلاق المصطلحات الزائفة التي حاول العدو أن يسوّقها ويقنع أبناءنا بها. وأضاف أننا نعاني اليوم من معضلة كبيرة، والتمسك بالثقافة هو الحبل الوحيد الذي يمكننا من الحفاظ على أوطاننا ومؤسساتها، وأحياناً علينا النظر للحظة الراهنة وصعوباتها وإلى مستقبل أبنائنا القادم وبنائه بالشكل الصحيح، لافتاً إلى ظهور بعض الدعوات “العربية” للتطبيع مع العدو وخاصة بالجانب الثقافي والشعبي وهو الأخطر الذي يعمل الكيان الصهيوني على الترويج له، ونحن في سورية وبعد أكثر من عشر سنوات حرب صمدنا خلالها وانتصرنا قيادة وجيشاً وشعباً لأننا أبناء مؤسّسات ثقافية وفكرية وطنية وفلسطين بوصلتنا. وحالة الوعي التي امتلكها شعبنا في سورية جعلته واعياً ومدركاً للمؤامرة لأننا بالأساس أبناء ثقافة أصيلة ومقاومة مشرفة.
بدوره، تحدث المختص في القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة البعث الدكتور هيثم حسن عن دور المؤسّسات التربوية في مقاومة التطبيع والتصدي له، مشدداً على ضرورة امتلاك أبنائنا للوعي والمعرفة الكافية كي يستطيعوا تحديد معاني المصطلحات التي عمد عدونا إلى ترويجها، ليكون الردّ عليها رداً حقيقياً وفعلياً في ضوء الضخ الإعلامي لها. وأضاف أن التطبيع الذي تتراكض إليه الدول العربية هو استسلام كامل وتنازل مجاني دون أي ثمن يقدمه هذا الكيان الغاشم من إعادة الأرض والحقوق.
وأكد عطية مسوح عضو اتحاد الكتّاب العرب بفرع حمص أن إعلاء ونشر ثقافة المواطنة هي اليوم ضرورة أكثر من أي وقت مضى للقضاء على رواسب الفكر الظلامي، متناولاً بعض خصائص “الثقافة” الإرهابية التي ترتبط بمصلحة العولمة، وهي “ثقافة” كاملة تنشر وتدعم وتتحرك عند الحاجة، وهي زائفة بمعنى أن مظهرها مختلف عن باطنها ومن ينشرونها قد لا يكونون مقتنعين بها بالضرورة لكنها تعبّر عن مصالحهم وتخدم إرهابهم الذي هم يريدونه للآخرين.
وأشار الرفيق د. فائق شدود أمين فرع الجامعة للحزب إلى أهمية الندوة وما قدّمه الضيوف من إضاءات، لافتاً إلى عدد من النقاط المهمّة والأساسية التي عمل عدونا خلال حربه علينا على تغييرها وإضعافها، كالانتماء وإضعاف الروح الوطنية، وجعل الولاء والانتماء لطوائف ومناطق وجغرافيا محدّدة، واستهداف المنظومة الأخلاقية في المجتمع، حيث عمد العدو إلى إظهار بعض المفاهيم البعيدة عن مجتمعنا وثقافتنا وحضارتنا العربية وتراثنا المتمثل بالصدق والوفاء والشهامة، وهذا ما جسّده رجال الجيش العربي السوري خلال سنوات الحرب.
رئيسة اتحاد الكتّاب العرب فرع حمص أميمة خضور أشارت في تصريح لـ “البعث” إلى أن معرض الكتب المرافق للندوة، في قاعة المعارض بكلية الهندسة المدنية بجامعة البعث. يتضمن ٥٠٠٠ كتاب بـ ٢٠٠٠ عنوان من إصدارات ما قبل عام ٢٠١٥، وكل كتاب يباع بشكل شبه مجاني (٢٠٠ ل. س)، والعناوين بمجملها دراسات أدبية وتربوية ومسرحية وسياسية واقتصادية، وأيضاً هناك دراسات سينمائية وأدبية نقدية ومجموعات قصصية وشعرية، وتفتقد للرواية التي وعد د. الحوراني برفدنا بعدد منها، مؤكدة أن جميع الكتب بالمعرض تلبي حاجة الكليات النظرية والعلمية، وهناك أدب مترجم عن الروسية والبرتغالية، وأن الغاية ليست ربحية بل هي خطوة لتشجيع العودة للقراءة من الكتاب واقتنائه، خاصة وأن المعرض يتزامن مع مناسبة يوم الكتاب الذي صادف بتاريخ ٢٣ نيسان الجاري.