علاء ديوب يطمح لصناعة الرسوم المتحركة
بين براءة الكاريكاتير ومفارقات اللوحة الطفولية يعرف علاء ديوب جيداً اللعب بالألوان، يرسم مرة مواقف تتسم بالمفارقة المضحكة حدّ البكاء، وفي مرة أخرى يرسم بكل براءة شخصيات ضاحكة مرحة تجذب ذائقة المتلقي الصغير، بين المحاولة هنا والتجربة هناك استطاع الجمع بين الكاريكاتير الحاد واللاذع واللوحة الطفولية اللينة الطيعة… وهذا ما تكلم عنه الفنان.
بداية حدثنا علاء ديوب عن بدايات تفتق الموهبة والخطوات الأولى، فقال:
ظهرت الموهبة منذ الطفولة، فجميع من مروا في حياتي يعرفون أن علاء رسام، كان معظم وقته يقضيه ومعه القلم والورقة والرسم، حتى عند زيارة الضيوف أو الأقارب، كنت أبدأ برسمهم والاستمتاع بذلك. وفي إحدى المرات كنت مسافراً وقمت برسم سائق الباص، حينها كنت في الصف الأول، وبمرور السنين عند لقاء أحد زملاء الدراسة أو الأصدقاء أول سؤال وُجّه إلي: هل مازلت ترسم؟.
كنت أرسم بلا ملل وصيحاتهم وإعجابهم تزيدني تشجيعاً، وكنت مهتماً برسوم الأطفال، وفي ظل عدم وجود وسائل تكنولوجيا كنت أتابع الرسوم المتحركة على التلفاز وأنقلها بسرعة، ثم كنت أحب رسم السيارات ووصلت مرحلة تصميم السيارات ورسم الحيوانات بمتابعتي للموسوعات العلمية وكتب الحيوانات.
كان التعبير بالرسم الساخر وسيلة لدى علاء ديوب وعنها قال:
في المرحلة الثانوية كان هناك معسكر في الصف العاشر، وبدا عندي الرسم الساخر بإظهار الأغاني التي كانت في تلك الفترة بشكل كاريكاتوري قريب للجميع حتى أقمت معرضاً بأدوات بسيطة، ولاقى إعجاباً كبيراً، وفي وقت لاحق جلست مع أحد أصدقائي وقمت برسم طلاب الصف البالغ عددهم ٤٠ طالباً، وقمت في اليوم الثاني بتوزيع الرسوم عليهم والتي كانت تحمل صفة مميزة لكل واحد منهم ونالت الإعجاب واحتفظوا بالرسومات رغم بساطتها، وتابعت في الرسم الساخر لإظهار أمور اجتماعية وأخطاء بطريقة ساخرة تصل للكبير والصغير والتي ازدادت في ظل الأزمة التي مرت بنا حيث كان هناك غنى في المواضيع وتنوع في الأفكار.
بين الرسم للأطفال والفرق ورسم الكاريكاتير والتقاطعات، أجاب ديوب:
مررت بمرحلة وجربت جميع أنواع الرسم، وتعلمت بجهودي الرسم الزيتي بأدواته وأساليبه، وأقمت معارض، لكن كانت معظم الرسوم تعبيرية وأقرب للطفولة فكان رسم الأطفال هو الأساس، وكان أحد المعارض كفعالية في الشارع، وعندما خرج الطلاب من المدرسة كنت مسروراً لسماع شرح الأطفال للرسومات، وبالنسبة للتشابه مع الكاريكاتير كان بالنسبة لي بالأدوات ونوعية الرسم، وخاصة عند الانتقال للرسم الإلكتروني وتجربة أدواته، وأصبحت رسوم الأطفال أفضل في طريقة إظهارها، وكنت أستخدمها في بعض الرسوم الساخرة والفرق بأنني أصنع أفكاراً وأظهرها بطريقة مبسطة ولا أتقيد بنص معيّن.
وعن أهم المحطات والرؤى المستقبلية لعلاء ديوب، قال:
لاقيت تشجيعاً كبيراً ودعماً من أخي الكبير الذي كان يحضر لي الأدوات، وكان يصطحبني كل عام إلى معرض الكتاب في مكتبة الأسد لأستمتع بما أراه ونحضر بعض الكتب والموسوعات التي كانت تلفتني رسومها، وكان يشجعني على رسم صورة لأعلقها لمدة أسبوع في المنزل ويراها الضيوف، وأذكر أول رسمة كانت لقلعة حلب.
كان الحلم في البداية هو نشر رسوم الأطفال في أي مجلة أو قصة، وكانت البداية مع مجلة “أسامة” بمتابعة ودعم ومساعدة المسؤولين عنها، وكانت بداية النشر والتعاون مع الكاتبة صبا منذر حسن حيث أثمرت أول تجربة في المجلة برسم ثلاث قصص دفعة واحدة من تأليفها، ومن ثم تمّ الانتشار الذي أسعى ليكون أكبر في ظل التطور الهائل وكثرة الرسامين.
وفي الختام قال:
رغم أن تحصيلي العلمي هو الصيدلة لكنني اخترت مجال رسوم الأطفال لأن بدايتي كانت به، وهو حلم، وأتطلع للوصول إلى صناعة الرسوم المتحركة التي تحتاج إلى تصميم ومثابرة ودعم.