ثقافةصحيفة البعث

الشهادة أبجدية الخلود

مروان حويجة

السادس من أيار عيد العظماء صنّاع المجد ويوم الوفاء للأطهار الأبرار الذين بذلوا دماءهم في سبيل مجد الوطن وإشراقة صباحاته وشموخ هاماته، في عيد الشهداء تتجلّى أسمى القيم الإنسانية النبيلة بأبهى المنارات الوطنية المضيئة التي يعجز اللسان كما البيان عن استلهامها، لأن ما صنعه الشهيد لا تدانيه ولا تجاريه الحروف والكلمات، فالشهيد أيقونة وطن وملحمة بطولة وحكاية رجولة، إنسان عظيم استطاع ببطولته ورجولته وشجاعته أن يكون بحجم الوطن بعنفوانه وكبريائه وعطائه، فهل هناك أكبر وأسمى وأنقى من الذود بالدم والروح دفاعاً عن تراب الوطن وصوناً لسيادته واستقلاله.

السوريون يعبّرون عن فخرهم واعتزازهم بصنيع أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، وبما سطّروه من ملاحم مضيئة لتظل بلادهم عروس المجد وأنشودة الانتصار في زمن الانكسار، بدمائهم الزكية رسموا المجد بأبهى وأزهى ألوانه، وبأرواحهم الطاهرة كانت قيامة وطن وملحمة شعب وأبجدية خلود تعانق سدرة المنتهى. في السادس من أيار تتألق جباه السوريين بكل الشرف والكبرياء عربون وفاء وإجلال للصفوة الطاهرة النقية من أبناء وطننا ممن افتدوا الأرض بأرواحهم لتبقى سورية المجد والكبرياء هامة الشرف وقامة الكبرياء ومدرسة الانتصارات بتلاحم شعبها وبتضحيات جيشها الباسل وبوحدتها الوطنية المتراصة، وفي السادس من أيار يجدّد أبناء الوطن عهد الوفاء للمضي في درب الشهادة والتضحية على نهج مشاعل النور وقناديل النصر الذين ضربوا المثل الأروع والأبهى والأسمى في حب الوطن وقدموا التضحيات الجسام دفاعاً عن الوطن ليبقى شامخاً بملاحم العز والفخار التي يسطرها السوريون بكل شجاعة وإباء.

تتجسّد في الشهادة والشهداء أسمى صور الوطنية الرائعة التي تعكس التفاني في سبيل الوطن والذود عن ترابه، وأما الشهداء فإنهم المثل الأعلى في التعبير عن حب الوطن ما يعكس تماسك وتلاحم السوريين في كل الظروف أياً كانت الشدائد والمحن، لأن سورية تمثّل مدرسة للنضال الوطني عبر سنوات طويلة، وترسّخ الشهادة  إصرار السوريين على تعميق هذا النهج الوطني المقدس، لأن الوطن أغلى مافي الوجود وأسمى مافي الكون، ولأنه الهوية والجذور والانتماء، ولقد نذر الشهداء أرواحهم ودماءهم ليبقى الوطن شامخاً حراً أبياً فنالوا شرف الشهادة وساماً ومجداً وكبرياء، وأعطوا المثل المشرف في حب الوطن والذود عن ترابه بأغلى مايملكه الإنسان.