على أبواب موسم تسويق القمح.. تسعيرة “مجحفة” للفلاح وتوقعات بإنتاج يفوق مليون طن
دمشق – ريم ربيع
تتسارع تحضيرات المؤسسة السورية للحبوب والجهات المعنية باستلام موسم القمح من الفلاحين لإتمام وتحضير كافة مستلزمات التسويق، من مراكز استلام، وأكياس خيش للتعبئة، ومراكز غربلة، وصوامع وصويمعات للتخزين، وتأمين المحروقات للنقل، أملاً باستلام كمية تفوق ما تم تسويقه العام الماضي –ولو بفرق متواضع- حيث تشير التوقعات المبدئية إلى زيادة الإنتاج هذا العام لتزيد عن مليون طن.
مدير المؤسسة السورية للحبوب عبد اللطيف الأمين أكد في تصريح لـ “البعث” العمل على استكمال تحضيرات استلام القمح الذي يبدأ في الأول من حزيران، حيث تم تجهيز 38 مركز استلام حتى الآن، وهي قابلة للزيادة حسب الحاجة، وتأمين كامل الكمية المطلوبة من الأكياس، وتحضير الصوامع ومراكز الغربلة، حيث تبلغ طاقة الخزن هذا العام 1.5 مليون طن ضمن الصوامع البيتونية و الصوامع الموجودة في المطاحن والبالغ عددها بالمجمل 15 صومعة، مشيراً إلى الحرص الحكومي لاستلام كامل الإنتاج من الفلاحين وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لهم.
وأشار الأمين إلى تحديد تسعيرة شراء القمح هذا العام بـ 1800 ليرة، أما النقل فهو على حساب المؤسسة من أرض الفلاح إلى مركز الاستلام، حيث يتم العمل لتأمين المحروقات اللازمة لهذا الغرض، لافتاً إلى أن المؤسسة تعمل بالتوازي مع ذلك لإنجاز عقود الاستيراد المتفق عليها، وتفريغ بواخر القمح في الموانئ، لضمان وجود مخزون جيد، فيما كان رئيس الحكومة قد أعلن خلال المجلس العام لاتحاد العمال منذ أيام عن كفاية المخازين الحالية حتى بداية الموسم الجديد.
موسم جيد
رئيس اتحاد الفلاحين أحمد ابراهيم بيّن أن التقديرات تشير إلى إنتاج ما يزيد عن مليون طن بعد كشوفات الجمعيات الفلاحية الأخيرة، موضحاً أن الموسم جيد ولم يتعرض لأضرار أو أمراض أو خسائر كبيرة، فيما تم توزيع كميات مقبولة من المحروقات للفلاحين بالسعر الحر لسقاية المحصول، إلا أنها لم تكن كافية بالكامل، مشيراً إلى تكثيف الجهود والرقابة لتجنب الحرائق هذا العام، والعمل على استكمال تحضيرات الاستلام من قبل كل الجهات.
ليست مرضية
التسعيرة التي حددت بـ 1800 ليرة – مع المكافأة – لم تكن بالمرضية للفلاحين الذين يطالبون بزيادتها لتغطية النفقات الهائلة بعد تأمين معظم المواد بالسعر الحر، حيث اعتبر الخبير التنموي أكرم عفيف أن هذه التسعيرة مجحفة ولا يمكن تسميتها دعم، فهي إقصاء للمنتجين لمصلحة المستوردين، موضحاً أنه في ظل الأزمة العالمية في الغذاء فإن تجاوز الأزمة المحلية يكون بدعم المنتجين، وتكرار تجربة الثمانينيات عندما حدد سعر القمح بـ11 ليرة في حين كان السعر العالمي 5 ليرات، فملأ القمح المخازن وحققنا كفاية لعدة أعوام.
ورأى عفيف أنه حين يسعر كيلو القمح بـ 1800، وكيلو العلف بـ 2200 ليرة، فهذا يعني أن يبيع الفلاح موسمه كعلف، أو أن يباع للتاجر الذي يدفع أكثر، مؤكداً أن المقارنة بالسعر العالمي تضر الفلاح وتستنزف القطع، أما ضخ المال للفلاح يحرك الأسواق والعملية الإنتاجية.
خلية أزمة تنموية
وبيّن عفيف أن الموسم مقبول بشكل عام، فالجزء المروي وضعه جيد، ورغم مرض جزء بسيط والتأخر بسقاية جزء آخر إلا أن الإنتاج العام جيد، حيث زرعت مساحات واسعة في الغاب، وتم توزيع محروقات لكن بكميات غير كافية مما رتب أعباء مالية في السقاية، فمثلاً: تشغيل البئر الارتوازي يحتاج 15 ليتر مازوت بالساعة، أي 900 ألف ليرة في اليوم الواحد.! مبيناً أنه يجب تشكيل خلية أزمة اقتصادية تنموية تنقذ الفلاحين، فالمواسم تباع بالمدن بأسعار غالية فيما يطعمها الفلاح للمواشي، معتبراً أن سوء إدارة الموارد سيودي بالقطاع الزراعي للانهيار.