الشرطة دفع ضريبة الخلل الفني هبوطاً إلى دوري المظاليم
ناصر النجار
بعد سبعة عشر عاماً هبط فريق الشرطة، وكان رابع الهابطين في الدوري الممتاز لكرة القدم، ليكون هو قدر الفريق الذي صحا متأخراً لكنه لم يصل في الوقت المناسب.
آخر هبوط لفريق الشرطة حدث في موسم 2005/2004 وبعدها حقّق النادي خلال 17 سنة لقبين للدوري، وفي مناسبتين وصل لربع نهائي كأس الاتحاد الآسيوي ووصل مرتين لنهائي كأس الجمهورية، وأُبعد قسراً عن بطولة لكأس الجمهورية بقرار تعسفي اتحادي حينها.
وبعيداً عن توجيه أصابع الاتهام بهذا الهبوط لأحد، إلا أن هناك أسباباً عدة أدّت له، في مقدمتها الأسباب الفنية، فالفريق عندما تكون إدارته الفنية غير جديرة بالدوري الممتاز، لا يمكن له أن يمنحك الأداء الجيد أو النتائج الإيجابية، وهذا الأمر حدث مع فريق الشرطة مرتين، في الأولى عندما أسند التدريب إلى مدرّب لم يقدم سابقاً نفسه جيداً مع الفرق التي درّبها، ثم استبدلته الإدارة بمدرّب لا يملك خبرة الدرجة الممتازة، وتأخرت الإدارة كثيراً بتعيين باسم ملاح مدرباً وهو المدرّب المشهود له، وقد حقق نتائج جيدة بفترة سابقة لكنه قبل عامين أُبعد لأسباب غير منطقية، ومنذ ذلك الوقت والفريق يتراجع نحو الوراء رويداً رويداً!.
ملاح خاض عشر مباريات مع فريق الشرطة، فاز في ست وتعادل في مباراتين وخسر مثلهما، وإحدى هاتين الخسارتين لا يتحمّل مسؤوليتها لأنه استلم الفريق ليلة المباراة وكانت مع الاتحاد وخسرها بهدف، وكان فيها مشكلات تحكيمية، وفي عشر مباريات نال 20 نقطة، بينما نال المدربان الآخران 13 نقطة في 16 مباراة.
على العموم كان بالإمكان أفضل مما كان، وحدث ما حدث فكان الهبوط قدر الفريق، لكن الذي أحزن أبناء النادي وعشاقه أن الهبوط كان بفارق نقطة ونقطتين عن الناجين وليس بفارق كبير، وبنظرهم فريقهم لا يستحق الهبوط.
على كلّ حال لا ينفع اليوم الندم على ما فات، ومن الأفضل أن يتمّ إعداد دراسة جدية ومتأنية للفريق تبدأ من الإبقاء على المدرّب لمدة عامين أو أكثر، وانتقاء فريق جديد من الشباب الموهوبين، ولا بأس ببعض المخضرمين والابتعاد عن الأسماء التي أثبتت عدم جدواها وهي تلعب باسمها وماضيها فقط.
وهذا هو التوجّه المفترض الذي يجب أن تسلك طريقه كلّ الفرق، وخاصة التي هبطت أو التي تنوي التأهل للدرجة الممتازة من باقي فرق الدرجة الأولى. فالعناية بجيل الشباب والموهوبين يجب أن تكون هدف الدوري، وهذا يوفر الكثير من المال ويحسّن الأداء، والحقيقة التي بانت للجميع أن من دفع مليار ليرة وأكثر على فريقه كان على شفا حفرة من الهبوط، كالكرامة والفتوة وحطين وغيرهم، فماذا أفاد المال هذه الأندية؟!.