قراءات نقدية ونفحات من الشعر الحداثي في أمسية أدبية للشاعر صقر عليشي
طرطوس – محمد محمود
نفحات من الشعر الحداثي انسابت بلطف على مسامع الحاضرين في ثقافي طرطوس مساء الاثنين التاسع من أيار، قدّمها الشاعر والأديب صقر عليشي الذي حلّ ضيفاً على المحافظة، بقراءات جديدة لم تُنشر سابقاً من شعره وأعماله، وتسليط الضوء على تجربته الشعرية، بتقديم نقدي مميز للأديبة ميرفت علي لخّصت فيه تجربة الشاعر ومحطاته المختلفة.
الأديبة ميرفت علي أكدت أن ما قدّمته لم يكن قراءة نقدية بالمعنى الأكاديمي للنقد، ولكنها قراءة انطباعية حاولت فيها أن تبرز ملامح تجربة الشاعر صقر عليشي التحديثية، وكيف كان فارساً من فرسان الشعر الحداثي المعاصر، وتساءلت هل ما قام به عليشي مغامرة في الشعر أم مغامرة في المضمون الشعري، فالحداثة وجدتها في المبنى والمعنى معاً، والشكل جاء محدثاً والموضوع جاء محدثاً وما سيرد من شعر للشاعر سيؤكد كلامي.
وأضافت علي: الجميل أن تجربة الشاعر استندت إلى موروث ثقافي كبير، حيث استقى من الشعر العربي والأجنبي قديمه وحديثه ليخرج لنا بخلطة خاصة به، حدّدت موقعة في سمت الإبداع، وهو موقع يهمّ كل مبدع، فقد حقّق بصمة خاصة ونقلة نوعية في شعره، ظهرت في ديوانيه الأخيرين “معنى على التل” و”أسطورة فينيقية”، وفيهما اختمار ونضج لتجربته، ويقدمان فكرة عن شعره الوجداني الذي تجد فيه إسقاطاً لهموم الناس عندما يحسن البحث عن حالة التشاركية في الهمّ، والقارئ الفطن سيفهم ما يرمي إليه. وختمت علي: يقال إن الإبداع وليد الألم، فكلما استبد الألم بالمرء كلما أبدع في التنفيس عن آلامه، والشعراء السوريون لم يقصّروا على الإطلاق، فكان الشعر وسيلة فعّالة في التعبير عن الحالة السورية والتعبير عن وطنيته، وهناك تنافس بين جميع أنواع الشعر والحياة لتأطير هذه الحالة.
وفي حديث لـ”البعث” أكد الشاعر صقر عليشي اختياره لقصائد لم تُنشر ولم تقرأ في طرطوس، مشيراً إلى أنها عبارة عن لمحات من ديوان كامل لما يُنشر بعد، تجد فيها لمحة عن الحرب وعن الحب وعن الريح، وبطريقة أخرى كنت أتناول الشعر وأحاول إيصال الرسالة بطريقة فنية مختلفة وظلال أدبية متعدّدة دون التخصّص في موضوع محدّد، فهذا ملغى عندي، وأعمل على تقديمه بشكل مختلف ليكون حالة متميزة وبصمة خاصة.
بدورها أكدت منى أسعد مديرة المركز الثقافي أهمية استضافة الفعاليات الثقافية وتنشيط التبادل الثقافي بين الأدباء كنوع من التآلف بينهم، وتعزيزاً لحالة كانت موجودة، حيث نستعيد هذه الفعاليات والأنشطة الثقافية لنؤكد حرص وزارة الثقافة على تعزيز اللقاءات بين الشعراء الكبار وتتنشيط الفكر الإبداعي.