مجلة البعث الأسبوعية

إطلاق دورات سماد الدود”الفيرمي كمبوست”في القرية النموذجية التنموية

البعث الأسبوعية- بشار محي الدين المحمد

بينت المهندسة في مديرية زراعة طرطوس سلافة درويش في تصريح خاص لـ”البعث الأسبوعية”أن وزارة الزراعة وبعد قرارها باعتماد سماد الدود”الفيرمي كمبوست”، وتزامناً مع إعلان قرية قطرة الريحان في الغاب كأول قرية تنموية نموذجية، تم افتتاح دورات لتعليم الفلاحين والأهالي صناعة هذا السماد في القرية إضافة لعدد من المشاريع الحيوية التي تهدف للتحول إلى الزراعة العضوية وتعزيز المشاريع المستدامة وتعزيز التنمية الريفية لتشكل مستقبلاً قاعدة لما يعرف بتخضير الاقتصاد، كما تم إيفادها من قبل وزارة الزراعة للمشاركة كمدربة ضمن دورة تدريبية لتصنيع سماد الفيرمي كمبوست بالتعاون مع أحد أصحاب المشروعات الخاصة ومع مديرية التنمية الريفية والأسرية في منطقة الغاب، وتم خلال الدورات تدريب عدد من  مزارعي منطقة الغاب على كيفية البدء بإعادة خصوبة التربة إلى وضعها الطبيعي، وتجهيز المتطلبات الأساسية لمشروع الفيرمي والتعريف بأنواع ديدان الأرض وأكثرها كفاءة في إنتاج السماد، وهناك وحدات إرشادية تسعى لإقامة دورات لهذا المشروع في معظم مناطق القطر.

وأشارت المهندسة إلى أن مشروع سماد الفيرمي كومبوست يعتمد على تربية الديدان وإنتاج السماد العضوي الحيوي الحقيقي من مخلفاتها الذي لا غنى عنه إطلاقا في بيئتنا المتنوعة والمتعددة، ويرمي المشروع لتحقيق فوائد عديدة جداً دون سلبيات تذكر حتى تاريخه، فالأسمدة الكيمائية حققت فوائد لا تنكر في القطاع الزراعي الزراعة التكثيفية، لكنها وللأسف ذات مضار على صحة الانسان والبيئة، إضافة لما نلاحظة في انخفاض جودة المحاصيل والمنتجات الزراعية، وتقليل خصوبة التربة وإفساد خصائصها وتدهورها، مع إضعاف المقاومة البيولوجية للمحاصيل الزراعية التي أصبحت عرضة للأمراض والحشرات.

وتابعت درويش: نسعى إلى توعية المزارعين من أجل حثهم فكرياً على تحقيق الهدف زراعي المتمثل في التخلص تدريجياً من هذه السلبيات، وتسريع التحول نحو الزراعة العضوية، والإرشاد الزراعي للمزارعين مع خلق فرص عمل ومشاريع صغيرة لكافة الأسر كون هذا المشروع يساعد في خلق قيم مضافة بالاعتماد على مخلفات العضوية مصدرها نباتي وحيواني ومنزلي، وبذات الوقت إفادة الاقتصاد الوطني بعد تكثيف هذه المشاريع من خلال تخفيف الاستيراد وتقليل تكاليف شراء الأسمدة على الفلاحين، إضافة لتوسيع إنتاج المخصبات وبصورة عضوية حيوية من قبل الفلاح ذاته، مع الاستفادة من نواتج السماد الفيرمي في المكافحة الحيوية كبديل عن المبيدات الحشرية الكيميائية الضارة.

كما لفتت المهندسة إلى فائدة صناعة هذا السماد على البيئة من خلال التخلص من النفايات العضوية عبر إعادة تدويرها بفعل دودة الأرض التي تتغذى عليها وتحويلها إلى سماد نافع، فتبني الفيرمي كومبوست هو جزء من الخطة الإستراتيجية لوزارة الزراعة في تطبيق الزراعة العضوية.

وحول تساؤلنا عن تجربة هذا النوع من السماد على الصعيد العملي أوضحت المهندسة سلافة الدرويش أن قامت بالعديد من التجارب التي  أثبتت سوء استخدام السماد الكيماوي، وبعد البحث قررت تجربة سماد الفيرمي وتربية دودة الارض بعد شرائها من مزرعة للديدان وإنتاج السماد الفيرمي كومبوست في منطقة الغوطة الشرقية، وجهزت لها عدة أحواض تربية تتضمن  مخلفات ذات الأصل العضوي والمنزلي وكرتون أطباق البيض، كما أمنت البيئة المناسبة لطرق التربية والتغذية ووصولاً حتى إنتاج السماد الفيرمي كومبوست.

وترى المهندسة بعد تجربتها لسماد الكمبوست على أنواع نباتية ومقارنته بغيره من أنواع السماد، تحقق نتائج رائعة، ولديها أربعة أحواض أحدها مخصص لمكاثرة الديدان، كما قامت بتجربة زراعة الفطر المحاري فوق أحواض تربية الديدان وحققت التجربة نتيجة ممتازة.

وفي الوقت ذاته اطلعت، والكلام للمهندسة، على أبحاث وتجارب حول استخدام السماد الفيرمي في مناطق متنوعة من القطر سواء في المناطق الساحلية أو الداخلية ولاحظت أيضاً  أن النتائج كانت ممتازة، عدى عن التجارب الرديفة مثل تجربة الاستفادة القصوى من منتجات المشروع كمنتج”شاي الفيرمي”الذي يتم رشه على أوراق النباتات، والمنتجات الأخرى التي تنتج عن المشروع وتدخل في تغذية الأسماك وتجفيف دودة الأرض”عليقة علفية”، كما ترى أن هذا المشروع ناجح بأكمله شرط تبنيه بطريقة علمية وصحيحة ومدروسة ومتابعة التجارب الحثيثة والأبحاث لتطويره، وهو مشروع رائد لكنها تجربة تحتاج للصبر والتحقق.

وذكرت المهندسة درويش إلى أنه تم تشكيل مجموعة كاملة سورية، بالتعاون مع الدول المجاورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بما يسمى “رابطة دودة الفيرمي”بهدف تبادل الخبرات والتجارب ونشر ثقافة المشروع على مستوى القطر ودول الجوار.