تنديد فلسطيني وعربي باغتيال الاحتلال للصحفية الشهيدة أبو عاقلة
البعث – وكالات:
استشهدت صحفية فلسطينية صباح اليوم، وأصيب صحفي آخر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلامية فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين وحاصرت منزلاً لاعتقال شاب واعتدت على الفلسطينيين، بمن فيهم الصحفيون، بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدى إلى استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة في الرأس، كما أصيب الصحفي علي السمودي برصاصة في الظهر، الذي روى تفاصيل جريمة الاحتلال في مخيم جنين، قائلاً: “لم يكن بقربنا أي مقاومين خلال استهداف الاحتلال لنا في مخيم جنين”.
هذا وشاركت جماهير غفيرة من الفلسطينيين، في موكب وداع الشهيدة أبو عاقلة باتجاه كنيسة دير اللاتين في جنين، قبل مواراتها الثرى في القدس. وجابت جنين مسيرة حاشدة تنديداً بجريمة الاحتلال.
فيما ذكرت وسائل إعلام أنه بعد احتشاد المشيعين في منزل عائلة الشهيدة أبو عاقلة، سارعت قوات الاحتلال لاقتحام المنزل، حسب مصادر إعلامية فلسطينية، التي أكدت أن سكان الحي تصدوا للاحتلال ومنعوه من دخول المنزل..
يذكر أن أبو عاقلة ولدت عام 1971 في مدينة القدس المحتلة وترعرعت فيها، وأنهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا، وعملت في عدة وسائل إعلامية وإخبارية حتى استشهادها، ويعرف عن الراحلة عن تغطيتها المهنية التي فضحت الكثير من جرائم الاحتلال المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
وسارعت عدة دول ومنظمات دولية وحقوقية لإدانة اغتيال الاحتلال للصحفية أبو عاقلة، حيث دانت رئاسة السلطة الفلسطينية جريمة اغتيال للصحافية أبو عاقلة في مخيم جنين، محمّلةً حكومة الاحتلال المسؤولية.
بدورها، علّقت الحكومة الفلسطينية على جريمة الاغتيال، وقالت في بيان إنّه “يوم أسود على الصحافة في العالم وعلى كل إنسان حر، بفقدان شيرين أبو عاقلة، التي شكلت بمهنيتها العالية ذاكرة جيل كامل، وساهمت بنقل الرواية الفلسطينية إلى العالم بكل إخلاص، وكانت في قلب الحدث على مدار 25 عاماً”.
ونعت الحكومة “أيقونة الصحافة الوطنية أبو عاقلة، برصاص جنود الاحتلال، خلال قيامها بواجبها الصحافي لتوثيق الجرائم المروعة التي يرتكبها جنود الاحتلال”.
من جانبها، وصفت خارجية السلطة الفلسطينية جريمة اغتيال أبو عاقلة برصاص الاحتلال بأنّها “جريمة إعدام ضحية لصمت الجنائية الدولية”.
كذلك، دان البيان بشدة “الاقتحام الوحشي الذي ارتكبته قوات الاحتلال صباح اليوم في مدينة جنين ومخيمها بهدف القتل”، معتبرةً أنّ “هذه الجريمة المركبة امتداد لجرائم الاعدامات الميدانية المتواصلة ضد أبناء شعبنا وضد الصحافيين بشكل خاص، في محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة، وللتغطية على جرائم الاحتلال ومستوطنيه”.
وحمّلت الخارجية رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة البشعة”، معتبرةً أنّ الشهيدة أبو عاقلة هي “ضحية مباشرة لإرهاب دولة الاحتلال المنظم التي تتصرف بعقلية العصابات الصهيونية، وهي ضحية ازدواجية المعايير الدولية والصمت المريب للجنائية الدولية”.
ودعت الخارجية المنظمات الصحافية والحقوقية والانسانية المختصة إلى “توثيق هذه الجريمة النكراء، تمهيداً لرفعها للمحاكم الدولية، وفي مقدمتها الجنائية الدولية”.
بدوره المجلس التشريعي الفلسطيني اعتبر، من جهته، أنّ القتل المتعمد للصحافية أبو عاقلة “جريمة حرب بموجب القوانين الدولية، تستوجب العقاب”.
بدورها، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية إنّ اغتيال أبو عاقلة “جريمة حرب، ويجب ملاحقة الاحتلال ومحاسبته على ممارساته الإجرامية”.
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة المطران عطا الله حنا للميادين: “كلنا مصدومون من الجريمة النكراء بحق الصحافية أبو عاقلة والإعلاميين والأحرار من أبناء أمتنا”.
وأضاف: “نفتقد من خلال الاغتيال الغاشم للصحافية أبو عاقلة إلى صوت حر مدافع عن فلسطين وقضيتها”.
من جانبه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ماهر الأخرس، قال إنّ “هدف الاحتلال بات واضحاً، وهو يحاول إخفاء ما يجري في جنين وغزة عن أعين العالم”.معتبراً أنّ “الاحتلال يسعى لإخافة الصحافيين وإبعادهم عن المشهد في فلسطين”، مشدداً على أنّ “المطلوب الآن رفع شكوى ضد الاحتلال الإسرائيلي في المنظمات الدولية المعنية عبر الأطر الصحافية”.
ودان حزب الله في لبنان، استشهاد أبو عاقلة، مشيراً إلى أنّ اغتيالها في قلب الحدث يؤكد “الدور الرئيسي الذي يضطلع به الإعلاميون في فضح الاعتداءات الإسرائيلية”.
وطالب بيان حزب الله المنظمات الإعلامية الدولية والأمم المتحدة والجهات الحقوقية بإدانة “إسرائيل” في المحافل الدولية.