سلة الناشئين عادت من بطولة غرب آسيا بخفي حنين
أثبتت سلتنا على مستوى الفئات العمرية أنها بعيدة كل البعد عن ركب التطور الذي شهدته اللعبة على مستوى غرب آسيا وآسيا، والدليل النتائج التي حققها منتخبنا للناشئين (تحت 16سنة) في بطولة غرب آسيا التي اختتمت أمس في العاصمة الأردنية عمان، حيث جاء منتخبنا بالمركز الأخير متلقياً أربع خسارات (مذلة) هي الأقسى بتاريخ سلتنا على مستوى الناشئين.
وبعيداً عن النتائج الرقمية فقد انقسم الشارع السلوي بين من أيّد فكرة المشاركة بكل البطولات المتاحة بهذه الفئات وبكافة الفئات العمرية كي تتم معرفة أين هو موقع سلتنا آسيوياً، ويجب أن ترتبط هذه المشاركات بتحقيق استعداد جدي ونتائج تليق بسمعة سلتنا، وليس كما حصل مع منتخبنا الحالي، إضافة إلى أن منتخبنا لم تتوفر له الظروف المناسبة للتحضير مثل بقية المنتخبات، إلا أن هذا الكلام غير صحيح، فمنتخب لبنان لم يتحضر (حسب المعلومات المتوفرة عنه) سوى عشرة أيام، أي أقل من تحضيرات منتخبنا، ومن رأى أن المشاركة بمثل هذه البطولات يجب أن ترتكز على قواعد متينة، وأن تكون النتائج ملبية للطموح، فإذا كانت النتائج ستصبح قاسية يجب على اتحاد السلة عدم المشاركة كي لا تتعرّض سلتنا لهزات نحن في غنى عنها.
عموماً منتخبنا في البطولة بدا هزيلاً ضعيفاً ارتكب من خلالها لاعبوه أخطاء ساذجة سواء بالدفاع أو الهجوم، وبدا الضعف واضحاً بتنفيذ خطط اللعب، حتى أساسيات اللعبة لم تكن موجودة عند اللاعبين مثل إخراج الكرة عند حالة الدفاع الضاغط، أو التمرير أو التسديد من داخل القوس، والمشكلة الكبيرة تمثّلت بالتسديد من خارج القوس، حيث لم نسجل بإحدى المباريات (حسب الإحصائيات) سوى مرة واحدة من أصل 20 تسديدة ثلاثية، وغيرها الكثير.
هذه المشاكل لا يتحمّلها الكادر الفني والتدريبي للمنتخب، بل تتحمّلها الأندية التي لا يهمها الاهتمام بهذه الفئات، ولا تختار مدربيها وفق أسس علمية، بل تختار مدربين غير مناسبين وغير مؤهلين، وهو أحد الأسباب التي أوصلت سلتنا لهذه الحالة، وأيضاً تتحمّلها كافة الاتحادات السابقة والحالية، فالجميع بات يعرف أن عزوف اللاعبين المميزين (لاعبي المنتخبات الوطنية السابقين) عن تدريب الفئات الصغيرة بسبب عدم صرف رواتب كافية من قبل الأندية التي تعاني بشدة مادياً، والاكتفاء بمن يقبل هذه المهمة الصعبة دون عائد مادي، وعلى اتحاد اللعبة أن يدعم تلك الأندية خاصة الفقيرة مادياً بشكل مشروط، وأن يصل هذا الدعم المادي لمدربي الفئات المميزين، وأن يتم وضع خطة موحدة لكافة المدربين، عندها يمكن أن تتطور اللعبة بهذه الفئات.
المدرب هشام الشمعة كشف لـ “البعث” أن الهجوم الكبير على المنتخب الحالي ليس له مبرر، واتحاد السلة لم يقصر، حيث أشبعت أنديتنا هذا الموسم من بطولات للذكور والإناث للفئات العمرية الصغيرة، ولم يبق لاعب في أي عمر لم يلعب، وحتى اللجنة الفنية في المحافظات أقامت الكثير من البطولات، والمشكلة تنحصر بأنديتنا وإداراتها التي قصرت بالتحضير المناسب، ووضع المدرب المناسب للقواعد، مضيفاً: أعتقد أن هناك من اللاعبين من يفوق مدربه بدنياً وذهنياً وفكرياً، وما يجري أن المدربين الحاليين بعضهم لم يمارس اللعبة، ويقوم بتدريب هذه الفئات، وهنا أقول إن أنديتنا مقصّرة بحقها وحق اللعبة وحق الاتحاد، فمدرب المنتخب ليس بمقدوره خلق لاعب أو تطويره إلا بنسب قليلة جداً، لأن المعسكر مهما امتد لا يمكن أن يكون إلا لأيام وأسابيع، وهو عبارة عن توليفة وألفة بين اللاعبين المختارين، وليس لتأسيس اللاعبين مهارياً وفنياً، وهو ما يقع على عاتق الأندية ومدربيها.
وشدد الشمعة على ضرورة تفعيل دور الرياضة المدرسية وبطولاتها التي كانت سبباً كبيراً بتقدم رياضتنا في الوقت السابق، ومنها كرة السلة، وأحد أكثر أسباب تراجع اللعبة بالوقت الحالي عدم وجود البطولات المدرسية.
عماد درويش