برعاية الرئيس الأسد.. انطلاق مؤتمر اتحاد الجاليات الفلسطينية في الشتات
دمشق – سنان حسن- بسام عمار:
برعاية السيد الرئيس بشار الأسد، انطلقت فعاليات المؤتمر الخامس لاتحاد الجاليات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية في الشتات – أوروبا تحت شعار (العهد والوعد.. لتحرير الأرض)، وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، بحضور ممثل الرئيس الأسد، الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب، وأعضاء القيادة المركزية، والقيادة القطرية الفلسطينية، وقادة فصائل الفلسطينية وأعضاء السلك الدبلوماسي بدمشق.
وفي مستهل كلمته، رحب الرفيق الهلال بأعضاء المؤتمر ونقل لهم تحيات الرئيس الأسد وتمنياته لأعضاء المؤتمر بالنجاح في مهامهم وتحقيق أهدافهم.
وقال الرفيق الهلال إن توقيت هذا المؤتمر، ومكانه له دلالات مهمة، فمن حيث التوقيت، تخوض المقاومة في سورية وفلسطين ولبنان فصلاً حاسماً في معركتنا مع الصهيونية وحلفائها، الذين يقدمون تضحيات ضخمة بكل المقاييس، والذين امتلكوا الشجاعة والقدرة على مواجهة حلف باغ لم يشهد التاريخ المعاصر مثل جبروته وعدوانيته، ولقد جمع هذا الحلف قوى الهيمنة والاستعمار الجديد والصهيونية والتكفيرية والإرهاب بنوعيه، إرهاب العصابات وإرهاب الدولة العدوانية، ولكن ما زال الشعب العربي السوري صامداً متصدياً، وكلما زادت حروب التجويع والحصار ازداد قوةً وعزيمة، مؤكداً أن قوة وعزيمة واحدة تجمع الشعبين السوري والفلسطيني، وأن الدم والمصير واحد.
وبين الرفيق الهلال إذا كان المؤتمر الفلسطيني المنعقد عام 1936 قد أكد في قراره الأول أن فلسطين هي الجزء الجنوبي من سورية، فإننا نؤكد اليوم الأمر نفسه ونقول بأن سورية هي الجزء الشمالي من فلسطين، وليسمع العالم أجمع وليعلم بعد 11 عاماً من تصدينا المعجزة لأعتى الحروب، أن فلسطين هي قضيتنا وهي قضية شرفاء العرب كافة.. وأن سورية بقيادة القائد العروبي بشار الأسد لا ترى في فلسطين قضيتها المركزية فحسب بل قضيتها الكلية ومحور وجودها واستمرارها، فالانتهازيون والمتلونون والشعبويون والمتلاعبون بالإسلام لأغراض انتخابية أو توسعية شوفينية لن يحرروا فلسطين، بل هدفهم تحصيل مصالحهم على حساب الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، في طموحهم الدموي لإقامة خلافتهم الإخوانية، مضيفاً أن أردوغان قام ببروغاندات إعلامية ظاهرها أنها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأراد من خلالها أن يخدع الشعب العربي الفلسطيني، لكن لا يمكن لهذه الأكاذيب أن تنطلي على أحد.
وتساءل الرفيق الهلال: كيف يمكن أن نفسر هذا العدوان الصهيوني والتمادي في الإرهاب لمستويات غير مسبوقة؟! إذا فهمنا تمادي الصهاينة في البطش والعدوان دليلاً على عجزهم، نكون بذلك علميين وموضوعيين، فالاحتلال الإسرائيلي وجد أمامه شعباً غير قابل للذل والخضوع والاستسلام، وعليه فإننا نرى في العمليات البطولية التي تجري اليوم في داخل المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وفي المستوطنات الصهيونية تأكيداً على أن الدم ينتصر على السيف. ألم ينتصر الفأس والسكين على سلاحهم النووي؟!
وشدد الرفيق الهلال أن كل الاتفاقيات التي تم توقيعها من خلال الالتفاف على حقوق الشعب الطيب الوفي في فلسطين، والتي تجري من دون مباركته، لن تحقق مبتغاها، وثقتنا بالنصر تتعزز، مشيراً إلى تزايد اعترافات عدد كبير من المسؤولين والباحثين الصهاينة، في الآونة الأخيرة، بأن مصير كيانهم في خطر وجودي، وأن ساعة زواله اقتربت، ولاشك أن الصواب ما اعترف به الأعداء رغما عنهم، ولاشك في أن تفاقم الأزمة يعني اقترابها من نهايتها، حيث أصبح انتصار الشعب الفلسطيني حتميا ومسألة وقت.
وقال الرفيق الأمين العام المساعد أن سورية ما زالت تتصدى لمخططات الأعداء، وأكثر ثقةً بالنصر، وأننا كنا كتحالف مقاومة، أول من دق المسمار الأول في نعش العالم أحادي القطبية، مؤكداً أن حلف “الناتو” يُشكل خطراً على العالم بأكمله، وما يجري في أوكرانيا هي مواجهة كونية تقودها روسيا ضد الهيمنة الغربية.
وختم الرفيق الهلال بالقول: اليوم تتعاظم قوة وقدرات المقاومة، والساحة الفلسطينية أكبر شاهد، وكذلك ساحة المقاومة اللبنانية والمستقبل للواقعين العارفين قوانين الحياة والعالمين بمنطق وجود الأمم العظيمة المقاومين من أجل نصرة هذا المنطق.
أوسلو النكبة الكبرى
بدوره، أوضح الدكتور راضي الشعيبي رئيس “اتحاد الجاليات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية في الشتات.. أوروبا” إن الموتمر ينعقد على أرض سورية، البلد الذي احتضن وما زال فلسطين وقضيتها، وذلك بالتزامن مع الذكرى الرابعة والسبعين لنكبة فلسطين، وقال إن النكبة الأولى كانت على أشلاء مئات القرى والبلدات الفلسطينية على يد العصابات الصهيونية.. والنكبة الثانية كانت في اتفاق أوسلو الذي شرع وجود الاحتلال الاسرائيلي على أرض فلسطين، مجدداً عهد أبناء الشتات ومن منطق وطني وثقافي واجتماعي على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ولا بديل لنا عن البندقية حتى تحقيق عودة فلسطين كل فلسطين فالحقوق تنتزع ولا تعطى.
العدو مضرب بفعل المقاومة
بدوره ألقى عضو المكتب السياسي لحزب الله، مسؤول العلاقات الفلسطينية، السيد حسن حب الله، كلمة المقاومة أكد فيها إن المؤتمر ينعقد مكاناً في دمشق، وزماناً في مواجهة فلسطينية على أرض فلسطين كل فلسطين، وقال إن دمشق التي واجهت أعتى المعارك أثبتت أنها تقف إلى جانب فلسطين، رغم كل مؤامرات الصهيونية وأعوانها، وهي تؤكد نها ستبقى مع فلسطين، ولن تُسقِط رايتها، مضيفا أن مؤتمر الجاليات مطالب أولاً : لا يجوز أن نتحول إلى جاليات، بل يجب أن نكون لاجئين، ولن نتخلى عن حق العودة إلى فلسطين والأمر الثاني علينا كفلسطينيين ألا نترك العدو مستقراً، فاستقرار العدو في أرض يبتلعها والأمر الثالث “إسرائيل” لا تريد سوى “سلام” يُشعرها بالاطمئنان، كي يسهل عليها ابتلاع الأرض، مبينا أنه خلال ٢٦ عاما قبل اتفاق أوسلو وطّن الاحتلال ٦٠ ألف مستوطن، ولكن بعد اتفاق أوسلو ١٩٩٣ وحتى عام ٢٠١٧ وطّن الاحتلال ٧٠٠ ألف مستوطن، وعلينا ألا ندع إسرائيل تشعر بالسلام. أما الأمر الثالث فهو تطبيع الجبناء، وهو لا يشكل خطراً، وقد جاء لأن الحكام ضعفاء، ويخافون على كراسيهم، ويستمدون قوتهم من الاستعمار، ومن يشرعن الاحتلال هو نفسه غير شرعي، ومنبوذ من شعبه وأمته.
الوحدة هي السبيل للانتصار
من جانبه سفير فلسطين في دمشق د. سمير الرفاعي: قال المقاومة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الإسرائيلي، وهي السبيل الوحيد لاسترجاع الحقوق، وإيصال الصوت الفلسطيني لأرجاء العالم. مضيفاً قديماً كانت فلسطين تُسمى فلسطين السورية، واليوم هي سورية الفلسطينية رغم أنف الربيع المُزيف.
وطالب الرفاعي الفلسطينيين في الخارج إن وحدة الجهود تحت راية واحدة هي العلم الفلسطيني الذي يجب أن يعلو كل الرايات، هي السبيل الوحيد والأكثر فاعلية على القوى الضاغطة وصناع القرار، وإلا فإن عملنا كجاليات سيكون مشتتاً، فأنتم خارج فلسطين بأجسادكم، لكنكم فيها بفكركم وقلوبكم.
شعبنا راكم الخبرات
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة، خاطب أعضاء المؤتمر بكلمة عبر الفيديو قال فيها إن الشعب الفلسطيني يواجه منذ 74 عاما جرائم الكيان المجرم، بكل ما يملك من إرادة، رغم الظروف المعقدة التي تحيط به، ولقد طور شعبنا قدراته، واستطاع التغلب على كثير من العقبات، وراكم من الخبرات والتجارب في مسيرته، ومسيرة مقاومته التي بدأت منذ احتلال فلسطين وحتى وقتنا هذا، مضفاً: فهذه بلادنا، وهذه أرضنا، وسنقاتل من أجلها، جيلاً بعد جيل، حتى يرحل هذا الاحتلال.
وأوضح النخالة أن المشروع الصهيوني قام على القتل، وهو مشروع لصوص العالم ولصوص التاريخ… وشعبنا وأمتنا لن يخضعا لهؤلاء القتلة، مؤكدا أن ما نراه اليوم من التفاف كبير حول المقاومة في الداخل، وما تقوم به الجاليات الفلسطينية في كافة أماكن تواجدها، من جهود ودعم وتأييد، سيكون له دور مهم في دعم مقاومة شعبنا وتعزيز صموده داخل فلسطين. ودعا لدور أكبر لأهلنا في الشتات، سياسيًّا وماديًّا، في دعم صمود شعبنا، وصمود مجاهديه.
شروط خمسة
بدوره قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد، إن ذكرى النكبة الأليمة هي ذكرى الظلم الذي لحق بشعبنا من خلال مؤامرة الإمبريالية العالمية والقوى الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، الذين أسسوا ودعموا عصابات هذا الكيان الإرهابية، ومازالوا يقدمون كل الدعم لهذا الكيان الغاصب، ويساعدونه دولياً باستمرارهم في التغطية على جرائمه ومخططاته ضد وطننا وشعبنا وأرضنا التاريخية”.
وأكد فؤاد أنه وعلى الرغم من الدعم الدولي إلا أن الكيان يئن اليوم تحت وطأة أزمات سياسية وبنيوية وعسكرية واقتصادية وأمنية، هي ارتداد طبيعي لكونه كائناً مصطنعاً وكذلك لصمود شعبنا وتمسكه بالمقاومة والهوية الوطنية والقومية، كما رسوخ مقاومتنا الباسلة في فلسطين التي تتصاعد بمساندة ودعم رفاقنا وأخوتنا في محور المقاومة.
وأشار إلى أن التطبيع المجاني جريمة ترتكب الآن بحق الأمة وشعوبها ومستقبلها، وبحق فلسطين وشعبها وتاريخها بشكل خاص، وقال: يحق لنا أن نسأل عما جنوه من نتائج التطبيع، ويمكن القول ببساطة: لا شيء – علماً بأن الأمر بلغ ذروة التقهقر، سواء بالنسبة لأنظمة دول الخليج أو لحكام ودولة السودان، وحاكم المغرب الذي يترأس لجنة القدس.. للمفارقة!
وشدد على أن صمود شعبنا الأسطوري في كل الوطن الفلسطيني من النهر إلى البحر، وشعبنا في خارج الوطن يفرض حقيقة مفادها أنه لابد من وحدة وطنية حقيقة على أساس إلغاء اتفاق أوسلو وتوابعه وإلغاء التنسيق الأمني، وسحب الاعتراف فوراً بالكيان الصهيوني المجرم، وإلغاء بروتوكول باريس الاقتصادي، وترسيخ ورفد وتطوير خيار المقاومة المسلحة وتعميق الحراك الشعبي وتجلياته وأساليبه، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تضم الجميع، والتمسك بحق العودة باعتباره حق مقدس لا يسقط بالتقادم، وانتخاب مجلس وطني جديد على قاعدة مشاركة الجميع.
دمشق والقدس توأمان
المطران حنا عطا الله قال إن دمشق والقدس توءمان لا ينفصلان نزفتا نزفا واحدا، فمن تآمر على فلسطين هو ذاته الذي تآمر على سورية.. فعدونا عدو واحد يريد إخضاعاً وشرذمتنا خدمة للمشروع الصهيوني الاستعماري في المنطقة الذي هدفه تصفية القضية الفلسطينية وتدمير الأمة العربية.
وأضاف المطران عطا الله: لكن هذه المشاريع الاستعمارية فشلت عند أقدام المرابطين المدافعين عن وطنه وقدسه ومقداسته مؤكدا أن تضحيات شعبنا الفلسطيني ستكون ثمرتها الحرية والخلاص من الاحتلال.