الاحتلال يقتحم مستشفى في القدس ويعتقل جريح فلسطيني
البعث – وكالات:
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم جريحاً فلسطينياً من أحد المستشفيات بمدينة القدس المحتلة. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت المستشفى، واعتقلت شاباً أصيب برصاصها الليلة الماضية خلال اعتدائها على مشيعي الشهيد وليد الشريف.
وقال نائل الشريف شقيق الجريح: إن قوات الاحتلال اعتدت على أفراد العائلة، واعتقلت شقيقه رغم خطورة وضعه الصحي، حيث فقد عينه اليسرى جراء إصابته برصاص الاحتلال، كما أنه يعاني عدة كسور في الجمجمة ونزيف بالدماغ.
في الأثناء، أصيب عدد من الفلسطينيين في مدينتي نابلس والخليل بالضفة الغربية جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم.
حيث أقدم عناصر أحد الحواجز التابعة الاحتلال في جنوب نابلس على إطلاق الرصاص باتجاه شاب فلسطيني ما أدى إلى إصابته بجروح، وفي بلدة بيت آمر شمال الخليل اقتحم الاحتلال البلدة وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام باتجاه الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، كما اقتحم بلدات حلحول في الخليل، وبرطعة والسيلة الحارثية في جنين، وقراوة بني حسان في سلفيت، ومخيمي الدهيشة وعايدة وقرية حوسان في بيت لحم، ومخيم الفارعة في طوباس، واعتقل ستة عشر فلسطينياً.
وفي السياق ذاته، أصيب عشرات الفلسطينيين جراء اعتداء قوات الاحتلال المتمركزة على أحد الحواجز عند المدخل الجنوبي للبلدة القديمة قرب الحرم الإبراهيمي، حيث أطلقت قنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق بينهم طلاب مدارس.
وفي قطاع غزة المحاصر، توغلت عدة آليات عسكرية للاحتلال شرق رفح جنوب القطاع وسط إطلاق نار متقطع وقنابل دخانية.
من جهة ثانية، اقتحم عشرات المستوطنين، بقيادة المتطرف يهودا غليك ، المسجد الأقصى المبارك، بحماية من قوات الاحتلال ،على شكل مجموعات من باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
في الأثناء، ذكرت مصادر أهلية فلسطينية، أن قوات الاحتلال أخطرت المزارعين، بالاستيلاء على 40 دونما زراعياً في قرية واد فوكين غرب بيت لحم.
في سياق متصل، أوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس في تصريح صحفي، أن قوات الاحتلال اقتحمت جنوب وشرق قرية جالود في مدبنة نابلس بعدد من الجرافات، وقامت بتجريف مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين بهدف توسيع بؤرتين استيطانيتين مقامتين عليها.
إلى ذلك، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من تفاقم الوضع الصحي للأسيرين الفلسطينيين ناصر أبو حميد وعبد الرحمن صلاح، جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية بحقهما.
وأكدت الهيئة في بيان: إن صحة الأسير أبو حميد في تدهور مستمر حيث يواجه صعوبة كبيرة في المشي والكلام والتنفس ويحتاج إلى أنبوبة أوكسجين بشكل دائم، كما أنه فقد أكثر من 20 كيلوغراماً من وزنه، فيما يعاني الأسير المريض عبد الرحمن صلاح من ضعف شديد في النظر ومن السكري والضغط المزمنين.
وأوضحت الهيئة، أن سلطات الاحتلال تمارس بحقهما وبحق جميع الأسرى سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تعتبر جريمة قتل بطيء، ما يستدعي تحركاً دولياً لإلزامها بتقديم العلاج اللازم لهما وللأسرى المرضى.
وفي ذات السياق، طالبت مؤسسات الأسرى الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والضغط على الاحتلال لتسليم جثامين الشهداء المحتجزة لديه، والإفراج عن الأسرى، ولا سيما المرضى والمضربين عن الطعام.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن مؤسسات الأسرى عقدت مؤتمراً صحفياً أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة بالضفة الغربية دعماً للأسرى، وخاصة المضربين عن الطعام خليل عواودة ورائد ريان، وللحديث عن جريمة الاحتلال اغتيال الأسير المحرر داوود الزبيدي واحتجاز جثمانه.
وأشار وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد القادر الخطيب إلى أن الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى المرضى هو السبب الرئيس لتدهور أوضاعهم داخل معتقلات الاحتلال نتيجة الأوضاع والظروف غير الصحية وانتشار الأوبئة، مبيناً أن الأسير ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان يواجه احتمالات استشهاده في أي لحظة ورغم ذلك يرفض الاحتلال الإفراج عنه.
وأوضح الخطيب، أن الأسيرين عواودة وريان قرراً الاستمرار بالإضراب عن الطعام وعدم التراجع عنه حتى نيل حريتهما.
من جهته شدد رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، على أن معركة الأسرى مستمرة وسيتخذون خطوات جديدة في حال صعد الاحتلال ممارساته الإجرامية بحقهم، مطالباً بضرورة إفراج الاحتلال عن جثامين الشهداء المحتجزة لديه والتي وصل عددها إلى 228 أحدثهم الشهيد داوود الزبيدي.
من جانبه قال مدير مركز الدفاع عن الحريات حلمي الأعرج: إن الإهمال الطبي جريمة مركبة تخالف القوانين الدولية ويجب أن يحاسب الاحتلال عليها، وهي السياسة التي أودت بحياة الأسير المحرر إيهاب الكيلاني، الذي استشهد أمس بعد شهر من نيله حريته نتيجة إصابته بمرض السرطان.
ويواجه نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال ظروف اعتقال قاسية بينهم نحو 600 أسير بحاجة إلى تدخل طبي عاجل.
سياسياً، أدانت خارجية السلطة الفلسطينية الاقتحام الاستفزازي لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت لشمال الضفة الغربية، مطالبة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته وتطبيق القرار الأممي 2334 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان ويطالب بوقفه.
وبينت الخارجية في بيان اليوم، أن الاقتحام جزء لا يتجزأ من محاولات الاحتلال توسيع عمليات الاستيطان في فلسطين لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية، مشيرة إلى أن زيارة “بينيت” لمستوطنة مقامة شمال الضفة بحماية مشددة من قوات الاحتلال هي اقتحام لأرض فلسطينية محتلة، وأن إقامة المستوطنات كأمر واقع لا تغير في القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تنص على أن الاستيطان بجميع أشكاله باطل وغير قانوني.
وطالبت الخارجية، أعضاء مجلس الأمن مع اقتراب جلسته لبحث الحالة في الأرض الفلسطينية المحتلة الدولية بالتركيز على إدانة كاملة لانتهاكات الاحتلال، وبحث كيفية تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتوفير مراقبين دوليين لتوثيق الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحقه.