المعرض السنوي لفناني حمص.. “تحية إلى ١٧ نيسان”
حمص – آصف إبراهيم
يعتبر المعرض السنوي لفناني حمص، الذي أصبح تقليداً سنوياً، مناسبة مهمّة يلتقي فيها فنانو المحافظة ليطلعوا من خلالها على تطور التجربة الفنية لدى بعضهم البعض، والتعرف على تجارب تشكيلية شابة تنضمّ إلى نادي الإبداع الراقي، وفرصة سانحة يتعرف من خلالها جمهور الفن على جماليات الإبداع التشكيلي الرحيب.
وفي معرض هذا العام الذي افتُتح الثلاثاء في صالة الاتحاد وسط المدينة، وحمل عنوان “تحية إلى 17 نيسان” يلتقي نحو تسعة وعشرين فناناً ينتمون إلى مدارس وأجيال متنوعة، شاركوا في ثلاثين لوحة بأحجام وتقنيات مختلفة، منها ما هو جديد ومنها ما يعود إلى سنوات خلت.
يمكن تقسيم المعرض إلى مدارس ومواضيع وتقنيات فنية متنوعة، أبرزها التسجيلية الواقعية المباشرة التي تنهل من الذاكرة البصرية، وما تمثله من دلالات جمالية، سواء في تجسيد التراث المعماري، كما يبدو في لوحات عدة تجسّد البيوت والحارات القديمة بما تمثله من مخزون جمالي وعاطفي، أو ما يرتبط بها من عناصر وتفاصيل تمنح الموضوع التسجيلي والتعبير الجمالي حيوية وروحاً.
وهناك التسجيلية للطبيعة الريفية، بما تمثله من عناصر متنوعة تتيح للفنان حرية ورحابة التعبير الجمالي، كالماء والنباتات والتضاريس والسحب ودلالتها الرمزية المفعمة بالكثافة الحسية التي تغوص في عمق الوجود، لتحضّ المشاهد على استنباط اللامرئي من خلال البحث في معاني المرئي، وقد اعتمدت على عناصر متناغمة في بعدها الوظيفي، مثل المرأة بما تمثله كأنثى. ويمكن أن نلحظ أيضاً التجريد والتعبير اللوني، والتكعيبية التي توظف الأشكال الهندسية ودلالاتها الحسية البصرية واللونية في اللوحة ضمن بناء متماسك يضفي عليها مشهدية بصرية ساحرة، كما نجد الطبيعة الصامتة وما تحمله من عناصر وتوزيع الضوء والظل والتناغم اللوني، والطفولة بنقائها الإنساني المرتبط بالطبيعة البكر التي تسعى اللوحة الفنية إلى تخليصها من كلّ ما لحق بها من أذى وتشويه.