مخاطر الحرائق تلقي بظلالها على زراعتنا و حراجنا ، و الرهان على المواءمة بين الوقاية و المكافحة
البعث الأسبوعية – مروان حويجة
أخذت هواجس نشوب الحرائق تتزايد مع حلول فصل الصيف بالتزامن مع الارتفاع المستمر في درجات الحرارة و
زيادة العوامل المسببة لنشوب الحرائق سواء الحراجية أم الزراعية،كما أخذت تتعالى أصوات المطالبين بتكثيف إجراءات الوقاية الاستباقية لعدم تكرار ما شهدته الغابات والرقعة الزراعية من حرائق كارثية العام الماضي وما قبله، ولأن المخاوف باتت مشروعة في ظلّ ما تعرّض له الغطاء الحراجي من أضرار و خسائر فإن التركيز على الجانب الوقائي بات يشكّل أولوية تتقدم على إجراءات المكافحة و الإخماد فإن المطالبات بتوسيع الجانب الوقائي أخذت تتسع على نحو واضح و كبير لأنه بحسب المطالبين بالوقاية فإن خسائر الحريق الحراجي تكون فادحة و أنه مهما كانت تكاليف الإخماد و الوقاية و الحراسة و التوعية فإنها أقل بكثير من خسارة أية رقعة حراجية ، وهذا ما يطالب به المزارعون أنفسهم بالتوازي تماماً بين خطة المكافحة و الحماية و بين تدابير الوقاية ، لأن بؤرة الحريق تتسع و تطال الرقعة الحراجية و الزراعية و تلحق الأضرار و تعطّل العملية الإنتاجية لموسم و أكثر ناهيك عن الأضرار التي تلحق بالغابات و مواردها الطبيعية
و هذا ما أشار إليه المحامي علي حسن عضو مجلس محافظة اللاذقية الذي رأى أن زيادة عدد الحرّاس لحماية الغابات توازي بل تفوق في الأهمية زيادة عدد عمّال الإطفاء لأن الوقاية أجدى بكثير من إخماد الحريق و التعامل معه و يقترح ألا تكون تكون كل عقود العمل التي تخص الغابات الإطفاء بل تخصيص عقود منها لتشغيل عمال في حراسة الغابات و المواقع الحراجية بما يضمن الحدّ من أعمال تحريق البقايا و المنتجات في مناطق الحقول الغابات و هذا يتم من خلال برنامج متكامل لحراسة الغابات من الحرائق و غيرها ، فيما يؤكد عضو مجلس المحافظة محمد خليفة على مقترح تفعيل برامج عمل تشاركية مع الوحدات الإدارية و البلديات و المجتمع الأهلي بحيث يتم منح الوحدات الإدارية إمكانيات لتشغيل عمّال في مجال تنظيف الغابات و تنميتها و الحفاظ عليها و في نفس الوقت أن تكون للوحدات الإدارية مسؤولية في حماية و متابعة الغابات و المواقع الحراجية المتوضعة في نطاق عملها .
و للوقوف على جاهزية منظومة حماية الغاية و مكافحة الحرائق و إخمادها ، التقت ” البعث ” مع المهندس جابر صقور رئيس قسم الحراج و الغابات في مديرية زراعة اللاذقية حيث أكّد أنه يجري العمل على خطة متكاملة لمواجهة الحرائق من خلال عدة تدابير احترازية للحدّ من مسببات نشوب الحرائق منها ترميم جميع الطرقات الحراجية لتكون سالكة أمام الآليات في حال نشوب أي حريق و لسرعة الوصول إلى موقع الحريق و تصل خطة الترميم إلى ١٧٠٠ كم و تمّت المباشرة بها ، إضافة إلى شق طرق حراجية جديدة و تأمين مصادر المياه من خلال خزانات مياه بسعات مختلفة في المواقع الأكثر احتياجاً للمياه حيث تمّ خلال الفترة الماضية تركيب خزانات في مراكز : القليّلة ، سنابروت ، قلعة المهالبة ، التفاحية ، كرم المعصرة بسعات : ٤٥ متر مكعب إلى ٧٥ متر مكعب و يجري العمل لتركيب خزانات جديدة مع دراسة بعض الخزانات البيتونية ، و توزيع الإطفائيات الموجودة و عددها ٣٥ إطفائية و ٣ صهاريج تغذية في المواقع الحراجية حسب حالة و حاجة كل موقع حراجي و حساسيته، و أوضح المهندس صقور أنّه يتم التنسيق مع شركات الكهرباء و الخطوط الحديدية و الخدمات الفنية للعمل على تأهيل المواقع التي تشكل بؤراً لاندلاع الحرائق من خلال تنظيف المواقع تحت شبكات التوتر و جوانب الطرق للحؤول دون تسببها بحدوث حرائق ، و بيّن صقور أن خطة الجاهزية لمواجهة الحرائق شملت تشكيل لجنة مركزية على مستوى المحافظة و لجان فرعية في المناطق و النواحي بهدف تحقيق أوسع مشاركة في مواجهة الحرائق و تجهيز غرفة عمليات مركزية في دائرة الحراج مزودة بأجهزة الاتصال السلكية و اللاسلكية و شاشة عرض كبيرة متصلة بجهاز كومبيوتر و محمّل عليه برنامج لمشاهدة و متابعة أي حريق و موقعه و الطريق الأقرب للوصول إليه ضمن خريطة غوغل Google Earth ، و لفت صقور إلى أنه مع بداية موسم الحرائق يتم إبلاغ جميع الكوادر العاملة في مواقع الحراج بضرورة إغلاق هذه المواقع أمام الزوّار بهدف حمايتها من أي مسبّب لنشوب الحرائق نتيجة إهمال أو عبث و ما شابه من أنشطة بشرية ، و أشار إلى تجهيز جميع مراكز الإطفاء بالمعدات و الأدوات اللازمة حيث توجد خمسة مراكز إطفاء في : القرداحة ، بللوران، الحفة و القليّلة ، زاما ، مع تشكيل فرق للتدخل السريع في المراكز الحراجية البعيدة و عددها ١٥ فرقة تدخل مهمتها الوصول السريع الى الحريق في المواقع الحراجية البعيدة عن مواقع مراكز الإطفاء ريثما تصل فرق الإطفاء و إمكانيات مراكز حماية الغابات و تجهيز ٢٠ جراراً مزودة بمقطورات مياه و بمضخات و تأمين مطافئ ظهرية لعمال الإطفاء لأهميتها و جدواها في المواقع التي يصعب وصول الآليات إليها و خصوصاً في بداية نشوب الحريق إضافة إلى جرارات مزودة بالمياه في المواقع المواقع التي يتعذر فيها مرور آليات الإطفاء . و عن خطط و برامج الوقاية الجاري العمل عليها أوضح المهندس صقور أن الوقاية بكل تدابيرها و برامجها تشكل أولوية في خطة حماية الغابات
بالعمل المستمر على توسيع التشاركية بين فعاليات و مؤسسات المجتمع كافة في الحفاظ على الغابات و حمايتها و أيضاً في مواجهة الحرائق لأن تطبيق هذه الإجراءات ينعكس إيجاباً على الوقاية من الحرائق وسرعة الإبلاغ والتدخل الفوري لدرء انتشار الحريق و للتمكن من تطويقه و إخماده .