صرافات اللاذقية … معاناة قديمة جديدة للمواطنين
البعث أون لاين _ نزار جمول
قد يبدو المشهد العام للصرافات التي تتوزع في مدينة اللاذقية من مركزها إلى أطرافها متوازناً مع الخدمات التي يقدمها للموظفين الذين يوطنون رواتبهم في مصرفي التجاري والعقار ي ، لكن الحقيقة غير ذلك لأن دائرة معاناة هؤلاء الموظفين ما زالت تتسع وهم يبحثون عن الصرافات الجاهزة ليقبضوا من خلالها رواتبهم الشهرية سواء التابعة للمصرف التجاري أو العقاري ،
وتشهد هذه الصرافات في جميع مناطق اللاذقية ازدحاماً شديداً أثار موجة من الاستياء لدى الموظفين والمتقاعدين على حد سواء جراء تعطل أغلبها وخروجها من الخدمة،ما خلف الازدحام والشجارات لدى المواطنين مشكلة تفاقمت مؤخراً وأخرت حصولهم على رواتبهم،حيث يضطر هؤلاء إلى الانتظار لساعات طويلة أمام إحدى هذه الصرافات العاملة وزاد انقطاع التيار الكهربائي عنها من المشكلة،ناهيك عن اضطرارهم للبحث عن جميع الكوى الموجودة في المدينة وحتى بعض مناطق المحافظة كجبلة وغيرها لإيجاد كوة شغالة ومذخرة بالمال.
والأمر يزداد سوءاً يوم الأحد الذي يبدأ الدوام فيه الساعة التاسعة صباحاً دون مراعاة لحقوق الموظفين وخاصة القادمين من ريف المحافظة ، وقد تتفاقم المشكلة عند خروج الصرافات عن الخدمة بالعبارة التاريخية “الصراف خارج عن الخدمة حالياً” والأسباب متعددة يأتي على رأسها انقطاع الشبكة أو عدم وجود أوراق نقدية فيها ليبقى الموظف في مهب ريح الانتظار المقيت الذي يكون سيد الموقف .
هذه الخدمة التي يفترض أن تكون حضارية وتريح مستعمليها بدت نقمة من خلال المعاناة اليومية وعلى الأخص في أول كل شهر للموظفين القائمين على رأس عملهم أو في منتصفه للمتقاعدين ففي هذه الخدمة أضحى كل شيء ممكن بدءاً من أعطالها المستمرة وصولاً لتغذيتها بالأوراق النقدية ونفاذها في وقت الذروة مما يزيد من المعاناة لكل من يستعملها من الموظفين والمتقاعدين والجرحى وأبناء الشهداء الذين عبروا لنا عن أسفهم لما يحصل لرواتبهم التي لم تعد تكفى لعدة أيام بعد أن تهرع مسرعة للمصاريف اليومية ، واعتبروا وجود هذه الصرافات لخدمتهم لا لمعاناتهم وتأملوا من الجهات المعنية إيجاد حلول سريعة لمشاكلها المتعددة حتى يكون وجود هذه الخدمة مشهد حضاري يؤدي أهدافه لا مشهد للطوابير من المواطنين التي تنتظر لساعات طويلة حتى تستطيع قبض رواتبها الشهرية بلا عذاب .