ثقافةصحيفة البعث

رحيل مظفّر النّواب.. نّهر عراقي ثالث يجفّ!!

“مو حزن لكن حزين… مثل ما تنقطع جوا المطر.. شتلة ياسمين” أكثر ما يستذكره اليوم الشّعراء ومحبي الشّعر والأدباء على صفحاتهم على وسائل التّواصل الاجتماعي، مودّعين صاحب هذه الكلمات بحزن لا يقلّ عن حزنها..

نعم، رحل مظفّر النّواب بعيداً عن العراق التي ولد فيه ونهل منه ما اختزنه من لهجة ومفردات وربّما حزن. يقول الرّوائي خليل صويلح مقتبساً من مادة صحفية سابقة له عن الرّاحل النّواب: في الأهوار، اكتشف حياة مختلفة وانتبه بشغف إلى رنين لهجة تضجّ بموسيقى خفية سوف تكون في متن قصيدته العامّية واشتقاقاتها المتعددة.. القصيدة التي يشبهها بليونة الطّيب وتكويناته.

بدوره، يقول الأديب سعيد البرغوثي: مظفّر.. ومن غير النواب مظفر.. أنا عاجز عن رثائك يا أمير الشّعر ويا ملك الموقف.. عاجز عن رثائك وصور اللقاءات تتزاحم في خاطري وصور الأمسيات الشّعرية يوم كانت تضيق بك المنصّات وتحوّلها إلى مهرجان يشارك فيه ألوف العشّاق غناءً وفرحاً وأملاً.. حملت فلسطين والمتعبين على كتفك.. أعزّي الشّعر وأعزّي عشّاق الشّعر برحيلك لروحك السّكينة والسّلام.

ونعى الأديب عبد الله الشّاهر الرّاحل بمختصر القول: رحمك الله يا حامل مشكاة الغيب بظلمة عينيك ترنم من لغة القرآن فروحي عربية.

المخرج السّينمائي اللبناني بلال خريس يستذكر موقفاً مضى في دمشق، فيقول: كنتُ مارّاً قرب مقهى الهافانا في دمشق، فلمحت القدير مظفّر النّواب جالساً في المقهى وحيداً يشرب قهوته.. دخلت المقهى وصافحت يده التي أصابها الوهن.. جلست قريباً منه وطلبت فنجان قهوة وصرت أتأمّله، وكيف أنه يرفع فنجان قهوته بصعوبة.. الجسد مهما ضعف ووهن وأصبح عاجزاً إلّا أنّ سطوة الشّخصية تبقى حاضرةً بكلّ هيبتها.. وداعاً مظفر النّواب فارس الشّعراء الذي ترجل..

الرّوائي الأردني صبحي فحماوي قال أيضاً: أيّها النّهر العراقي الثّالث الذي جفّ تروي الشّعوب العربية على الرّغم من العطش المسيطر.

وكانت وزارة الثّقافة العراقية نعت الشّاعر النّواب ببيان أوضحت فيه إنّه توفّي في مستشفى الشّارقة التّعليمي إثر مرضٍ عضالٍ.

وقال وزير الثقافة حسن ناظم إنّ الشّاعر الرّاحل من أهم الأصوات الشّعرية العراقية حيث تميّز بغزارة إنتاجه مع إجادة واضحة ومقدرة فذّة على تطويع اللغة وامتلاكه مخزوناً جمالياً لا ينضب..

ولد الرّاحل عام 1934 بالكرخ في العاصمة العراقية بغداد ودرس في جامعاتها وانخرط في العمل السّياسي وتنقّل بين عواصم عربية عدّة منها دمشق وبيروت وبغداد وغيرها من العواصم الأوروبية.

نجوى صليبه