القرية التنموية في الغاب.. مشروع متكامل لتجسيد التنمية الريفية
دمشق – بشار محي الدين المحمد
تجتهد وزارة الزراعة في المرحلة الراهنة لمحاكاة التطورات العالمية في التوجه نحو تحضير الاقتصاد، واستدامة موارده سواء على مستوى القطاعين النباتي والحيواني، أو على مستوى الاقتصاد ككل، مع الإشارة إلى الأهمية الكبرى لتلك التحولات في دعم التنمية الريفية ومشاريعها.
مدير هيئة تطوير الغاب أوفى وسوف في تصريح خاص لـ “البعث” بيّن أن الوزارة أطلقت مؤخراً أول قرية نموذجية تنموية، ضمن قرية قطرة الريحان في منطقة الغاب، معتبراً أن هذه الخطوة ستكون لبنة أساسية لإتمام المشروع المتكامل، وذلك بالتنسيق مع عدد من الجهات المعنية، وبحضور شخصيات بارزة لزيارة وتقييم هذه التجربة والمساهمة في تذليل صعابها، وفعاليات أهلية ومحلية.
ووفقاً لوسوف، سيعمل هذا النموذج على تجسيد رؤية الوزارة لتنمية الريف بالاعتماد على المجتمع المحلي وإمكاناته، ودراسة المشاريع الهامة والتي يمكن تنفيذها في ظل الإمكانات المتاحة، ومساعدة المواطنين في تحقيق مشاريعهم عبر تقديم التسهيلات والتمويل.
وتحدث وسوف عن مجموعة من المشاريع التي أنشأتها الوزارة في القرية النموذجية، كإنشاء وحدة تصنيع غذائي وتزويدها بالطاقة الشمسية لحفظ منتجات وحدة التصنيع، وإنشاء٢٢ حوض سمكي، ودعمه بإصبعيات سمكية مجاناً لتشجيع قطاع تربية الأسماك، كذلك تم إنشاء وحدة لتصنيع الغاز الحيوي وذلك بالاستفادة من مخلفات الثروة الحيوانية، ووحدة لإنتاج الفيرمي كمبوست”سماد الدود” وتغذيته بمخلفات النباتات مع توفير آلة لفرم المخلفات النباتية، وتحويل المخلفات لأسمدة عضوية طبيعية، إضافة لوحدة لإنتاج الفطر الزراعي، كما تم إنشاء شبكتين لتربية الأبقار والأغنام، كذلك تم نشاء بنك بذور بالقرية، مع توزيع بذار خضار على كل أسرة بالقرية بهدف زراعة الحدائق الأسرية، بالإضافة لدراسة طلبات ٣٠ أسرة لمنحها قروض زراعية، وتنفيذ خارطة لتوزع الأنشطة في القرية، ونشر تقنية إنتاج الغاز الحيوي باستخدام هاضم حيوي أسري لإنتاج الغاز والسماد، وزراعة الصبار الأملس للاستفادة منه كعلف للحيوانات، واستنبات الشعير بدون تربة كعلف للحيوانات، وتأسيس نواة لصندوق للبذار العلفية.
كما سيتم العمل بالتعاون مع مديريات الوزارة على إحياء المهن اليدوية والعمل على إقامة مواقع سياحية بيئية منظمة، ومشروعات حصاد المياه والسدات المعدنية، ونظم الري الحديث، وإنشاء مصرف مكشوف للري الزراعي، ومضخات تعمل على الطاقة الشمسية، وتأهيل قنوات الري الرئيسية، وإنشاء سد نبل الخطيب، ومشاريع بدائل الأسمدة والممارسات الزراعية الجيدة لزيادة الإنتاجية، ووحدة لتصنيع مكعبات علفية وسيلاج، والإدارة المتكاملة للغابة بمشاركة السكان المحليين، ووحدات تصنيع حليب، وهناك مشاريع أخرى ستنفذ مستقبلاً وتضاف إلى الأهداف التنموية لهذه القرية.
وأكد وسوف أن الوزارة ستساهم عبر هذا المشروع برفع المستوى المعيشي والاجتماعي لجميع أسر القرية، إضافة إلى أن محافظة حماة تنظر إلى المشروع بنظرة إيجابية كعملية تكاملية بين المجتمع والحكومة والوزارة والمنظمات الدولية، باعتبار أن هذا التكامل سيؤدي حتما إلى تنمية الأسرة والإنعكاس على تنمية المجتمع ككل.
ويرى وسوف أن نجاح هذا المشروع سيؤدي لتعميمه على كافة المحافظات، مؤكداً أنه يحقق مخرجات ملتقى التطوير الزراعي في تنمية الأسرة الريفية.
ووفقاً لوسوف فقد تم اختيار قرية قطرة الريحان لتنفيذ عدة مشاريع في القرية من بين ٥ قرى كانت مرشحة لتكون قرى تنموية نظراً لما تتميز به القرية من موارد بشرية وطبيعية والوحدة المجتمعية بالقرية، بالإضافة إلى الحماس والرغبة العارمة لدى السكان للنهوض بواقع القرية. وقد قامت الهيئة بالتعاون مع اللجنة المحلية بالقرية بتقديم العديد من الخدمات وتجهيز الآليات، وتأمين دورات تدريبية عدة للفلاحين وأصحاب المشروعات الريفية، بعد دراسة المشاريع المقدمة من السكان، كما ساهمت الهيئة بعملية تنفيذ الأحواض السمكية بواسطة الأليات العاملة في الهيئة، والإشراف على تركيب وحدة التصنيع الغذائي، وأحواض الفيرمي كمبوست، بالإضافة إلى تدريب النساء الريفيات على عمليات التصنيع الغذائي، وعمليات إنتاج الغاز الحيوي.