جدري القرود.. تهويل إعلامي لتسويق اللقاحات و90% نسبة عدم تحوّله لجائحة
دمشق – لينا عدرة
أبدى رئيس قسم الأمراض الجلدية في مشفى الأمراض الجلدية والزهرية الجامعي د. نضال حمادي استغرابه من التهويل الإعلامي المرافق لمرض “جدري القردة”، متسائلاً عن الغاية والهدف من وراء هذا التهويل الذي قد يكون، حسب رأيه الشخصي، فقط من أجل تسويق اللقاح الذي تم تطويره منذ فترة، كما حدث مع وباء كورونا، خاصة أن منظمة الصحة العالمية لم تدرج في برنامج التلقيح العالمي لقاح جدري الماء في دول العالم الثالث، في إشارة واضحة إلى عدم خطورته، وشفائه من تلقاء نفسه، في دلالة على لعبة عالمية، على حد تعبيره.
حمادي صوّب في حديثه لـ “البعث” المعلومات الخاطئة التي صاحبت جدري القردة، والتي ساهمت معظم وسائل الإعلام في نقلها، خاصة تلك التي تحدثت عن سرعة انتشاره وخطورته، مؤكداً أنه مرض قديم مستوطن في قارة أفريقيا، وعالمياً قد يظهر عند الأشخاص القادمين أو الموجودين هناك، وله نمطان: الأول يسمى الكونغو وهو الأخطر، حيث تصل نسبة الوفيات فيه لـ 10%، بينما تصل نسبة الوفيات في النمط الثاني لأقل من 1%، مؤكداً عدم انتقال المرض عن طريق ملامسة الجلد الطبيعي، وإنما عن طريق الرذاذ أو ملامسة الآفة نفسها التي تظهر على شكل عُقيدات أو حُويصلات.
أما عن أعراضه فأوضح حمادي أنها تتشابه مع الأعراض المصاحبة لجدري الماء، مع درجة حرارة أشد قد تتجاوز الأسبوع تقريباً، إضافة لوهن عام لكامل الجسم، إلا أنه يختلف عن جدري الماء بظهور العقيدات فيه من أعلى الوجه لتنتقل لباقي الجسم نزولاً، بينما جدري الماء قد تظهر في أية منطقة.
وأضاف حمادي بأن الفترة الزمنية التي تستغرقها مدة الشفاء من جدري القردة قد تكون أطول لتمتد لشهر أحياناً، علماً أن أكثر الفئات تعرّضاً للإصابة فيه هم الأطفال أو كبار السن أو الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة، مؤكداً أن نسبة 80 بالمئة ممن تعرّضوا لجدري الماء لديهم مناعة لجدري القردة بسبب تشابه العامل الفيروسي نفسه تقريباً، وأشار إلى عدم وجود علاج له، شأنه شأن جدري الماء، ليقتصر الأمر على معقمات خارجية ومضاد تحسس تساهم بتسكين الحكة المرافقة للمرض.
أما عن تخوّف الكثيرين من تحوّل المرض لجائحة وإعادة السيناريو نفسه الذي صاحب وباء كورونا، فقد أكد حمادي أن نسبة عدم تحوّله لجائحة كما هو الحال مع وباء كورونا تصل لـ 90%، على الأقل في منطقتنا، علماً أننا لسنا بمنأى عن المرض، وقد تظهر بعض الحالات، خاصة عند الأشخاص القادمين من دول الاغتراب أو من المناطق التي ظهرت فيها إصابات، لافتاً إلى أنها أحد أهم الأسباب التي جعلت دولاً كالإمارات، على سبيل المثال، تتخوف من انتشاره فيها لوجود جالية كبيرة لديها لأشخاص ينحدرون من تلك المناطق، وأكد على عدم الانسياق وراء التهويل الإعلامي، وعدم الخوف والقلق، مع ضرورة الحرص والانتباه ما أمكن.