الصفحة الاولىصحيفة البعث

في صفعة للمجتمع الدولي.. نتنياهو يتعهّد بـ “ضم الضفة”

في صفعة للمجتمع الدولي واستخفاف به وبقراراته، تعهّد رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، في كلمة ألقاها أثناء حضوره مراسم وضع حجر الأساس لـ650 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة قرب رام الله، بما أسماه “ضمان فرض السيادة الإسرائيلية” على كافة أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

ويأتي تعهّد نتنياهو، بعد تصريحات للسفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال، ديفيد فريدمان، اعتبر فيها أن من حق هذا الكيان ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

وفي ردود الفعل، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية زيارة نتنياهو “الاستفزازية” إلى رام الله والبيرة، والدعوات لضم الضفة الغربية، محذّرة “من مخاطر وتداعيات هذه الدعوات”.

وإذ أكدت الخارجية الفلسطينية “أن تحقيق السلام العادل والشامل هو المفتاح الحقيقي لتحقيق الأمن والاستقرار”، طالبت المجتمع الدولي “بالتعامل بجدية مع تلك الدعوات، وإدانتها باعتبارها اعتداء صريحاً على قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وانقلاباً على الاتفاقيات الموقّعة”، وحيّت “المواقف الأوروبية وموقف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الاستيطان والتوسع الاستعماري الإسرائيلي”، مطالبة “بعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة والشجب”.

وختمت الخارجية الفلسطينية بيانها بالقول: إن “عدم محاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها الاستيطانية ودعواتها العنصرية، يوفّر لها الغطاء والحصانة لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته، كما أن الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال، وعدم اتخاذ مجلس الأمن إجراءات قانونية لتوفير الحماية الدولية لشعبنا وأرضنا، يشجّع سلطات الاحتلال على التمادي بتعميق نظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة، كما أنه يفقد الأمم المتحدة ما تبقى من مصداقيتها”.

يذكر أن نتنياهو كان وعد نيسان الماضي ببدء ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى كيانه، وهي خطوة تنتهك بشكل فاضح القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، التي طالما أكدت أن الضفة الغربية أرض محتلة وأن المستوطنات المقامة عليها غير شرعية.

يشار إلى أن حديث نتنياهو بالأمس جاء تعقيباً على قتل جندي للاحتلال، ويدعى دفير سوريك، والذي عثر على جثته مطعوناً قرب إحدى المستوطنات في الضفة الغربية، فيما باركت لجان المقاومة في فلسطين عملية قتل الجندي في مستوطنة عتصيون، واعتبرتها الرد الأمثل على العدوان الإسرائيلي، كما أشارت إلى أن العملية تؤكّد فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وتؤكّد أن مقاومة الشعب الفلسطيني عصية على الانكسار.

بالتوازي، صعّدت قوات الاحتلال من حربها التهويدية بحق المسجد الأقصى المبارك، من خلال تكثيف أعمال الحفريات، وإقامة شبكة أنفاق ضخمة تحت أساساته وأسواره، إضافة إلى اقتلاع الأشجار في باحاته، بهدف تغيير ملامح الأقصى الحضارية والتاريخية، ويترافق كل ذلك مع اقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين اليومية له.

بالأمس، اقتحم 262 مستوطناً الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما اقتلعت قوات الاحتلال عشرات الأشجار المعمّرة.

وفي هذا السياق يقول المتحدّث باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم: “إن إقدام الاحتلال على اقتلاع الأشجار في محيط الأقصى جريمة واعتداء صارخ على المقدسات تتطلّب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو التدخل العاجل لوقف عدوان الاحتلال على الرموز التاريخية والحضارية في مدينة القدس”، فيما أشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إلى أن الاحتلال يهدف من خلال ممارساته إلى تفريغ القدس من سكانها الفلسطينيين، وإغراقها بالاستيطان، وتزوير تاريخها وحضارتها، مؤكداً أن صمود وثبات الشعب الفلسطيني في الدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية سيفشل هذه المخططات الخبيثة، ومطالباً المجتمع الدولي بحماية القدس من عدوان الاحتلال المتواصل عليها.