أخبارصحيفة البعث

منظمات فلسطينية تسلم مذكرة توثق جرائم الاحتلال للجنائية الدولية

البعث – وكالات:

سلمت ثلاث منظمات فلسطينية هي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان ومؤسسة الحق اليوم، مذكرة لمكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي حول جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة في أيار الماضي.

وقال مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني، إن المذكرة توثق ارتكاب سلطات الاحتلال جرائم خطيرة على نطاق واسع ضد الفلسطينيين وتدميرها الواسع للممتلكات والبنى التحتية في القطاع ،فضلاً عن مواصلتها حصاره منذ أكثر من 15 عاماً مبيناً أن هذه الجرائم تدخل في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.

وأشار الصوراني، إلى أن المذكرة المقدمة تخلص إلى ضرورة فتح الجنائية الدولية تحقيقا فورياً وشاملاً بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين، والعمل على ضمان عدم إفلاتهم من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.

في الأثناء، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن “سيف القدس” ما زال مشهراً ولن يغمد إلا برحيل الاحتلال، وما رسخته المقاومة خلال المعركة من معادلات أبرزها معادلة غزة القدس ووحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال لا يمكن التراجع عنها.

وحذرت الفصائل في بيان لها العدو الصهيوني من الدعوات التي تطلقها بعض المجموعات الصهيونية المتطرفة لهدم قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم، مؤكدة أن هذا سيفجر بركان غضب فلسطيني وعربي وإسلامي يزلزل أركان الكيان.

وأوضحت أن سماح حكومة الاحتلال للجماعات الصهيونية المتطرفة بممارسة طقوس وخزعبلات تلمودية داخل المسجد الأقصى تصعيد خطير “يمثل عدواناً على مبادئنا وقيمنا واستفزازاً لمشاعر شعبنا وأمتنا”، داعية “شعبنا لتكثيف الزحف والنفير العام دفاعاً عن الأقصى والمقدسات وضرورة التعبئة العامة وشد الرحال لإفشال هذه المؤامرات الخبيثة”.

 وحملت الفصائل في بيانها، الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات هدم أجزاء من الدرج التاريخي للمسجد الإبراهيمي في الخليل الذي يعتبر فعلاً إجرامياً تهويدياً واعتداءً صارخاً على مقدساتنا وأرضنا الفلسطينية، مجددة تأكيدها أنها في حالة انعقاد دائم تتابع تطورات الأحداث في القدس لاتخاذ ما يلزم للرد على جرائم الاحتلال.

في المقابل، جدد وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، تأكيده أن ما يسمى “مسيرة الأعلام” التي سينظمها المستوطنين في مدينة القدس يوم الأحد المقبل الموافق، ستجري في مسارها الاعتيادي، في وقت تواصل قوات الاحتلال حشد قواتها  وقررت تجنيد 3 سرايا من احتياط حرس الحدود لحماية المستوطنين.

ميدانياً، شهد مخيم جنين في الضفة الغربية اليوم، عملية اقتحام نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدفت اعتقال احد المقاومين مما أدى إلى إصابة  فلسطيني واعتقال آخر.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وأعلنت مدخله ومنطقة الهدف وواد برقين مناطق عسكرية مغلقة، واعتلى القناصة أسطح المنازل، وسط تعزيزات عسكرية كبيرة وإطلاق رصاص كثيف باتجاه الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة شاب.

وحاصرت قوات الاحتلال منزل الفلسطيني إياد الطوباسى وقصفته بأكثر من قذيفة صاروخية وقامت باعتقال عمه محمد الطوباسي.

وفي اعتداء أخر، اعترضت قوات الاحتلال طريق الطلاب أثناء خروجهم من مدرسة شهداء سلواد الثانوية في بلدة سلواد شرق مدينة رام الله ، واعتقلت ثمانية طلاب تتراوح أعمارهم ما بين الـ 14 والـ 16 عاماً.

كما أفادت وكالات أنباء فلسطينية عن اقتحام قوات الاحتلال مدن وبلدات حرملة شرق بيت لحم، ونابلس وجنين وصوريف شمال الخليل، و مخيم عقبة جبر في أريحا، وقامت بتفتيش المنازل واعتقلت 12 فلسطينياً.

وفي قطاع غزة المحاصر، جددت بحرية الاحتلال اعتداءاتها على الصيادين الفلسطينيين ،وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه مراكب الصيادين في شمال بحر غزة وأرغمتهم على مغادرته.

وفي سياق التهجير الممنهج للعوائل الفلسطينية، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بمصادقة سلطات الاحتلال على شرعنة البؤرة الاستيطانية “متسبيه لخيش/ جفعات هبستان” المقامة على أراضي مواطني بلدة دورا غرب الخليل.

ونشر ما يسمى “مجلس التخطيط الأعلى” المخطط التنظيمي التفصيلي الذي يستهدف شرعنة البؤرة الاستيطانية وضمها لمستعمرة “نيجهوت” المقامة على أراضي الفلسطينيين، وبلغت مساحة المخطط الجديد (520 دونماً).

وحسب المخطط المنشور؛ فإن سلطات الاحتلال ستعمل على ربط البؤرة الاستيطانية بالمستوطنة القائمة واعتبارها حياً من أحيائها، كبديل عن إقامة مستعمرات جديدة، وبناء (158) وحدة استعمارية جديدة فيها، حيث ستخلق كتلة استيطانية ضخمة في المنطقة؛ تتمدد على مساحة حوالي (811 دونماً) هي الأراضي المقامة عليها مستوطنة “نيجهوت” والبؤرة الاستيطانية “متسبي لخيش”.

 وفي جنوب الخليل أيضاً هدمت جرافات الاحتلال منزلين اثنين في قريتي التواني والجوايا ، كما هدمت مسجداً جنوب قلقيلية.

في سياق متصل، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة في تصريح صحفي:   قوات الاحتلال أغلقت مدخل قرية خربة قلقس جنوب مدينة الخليل ببوابات حديدية تتحكم بها، مبيناً أنأن الهدف من هذا الإجراء العنصري التضييق على أبناء القرية وعرقلة دخولهم وخروجهم وتنقلهم، مطالباً مؤسسات حقوق الإنسان بالوقوف أمام هذه الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان الأساسية والتي كفلها القانون الدولي.

وتبعد قرية خربة قلقس التي يقطنها أكثر من 5 آلاف فلسطيني 4 كيلومترات عن مدينة الخليل، ويحاصرها الاحتلال بالحواجز من جميع الجهات منذ عام ،2000 ويشكل مدخلها الذي تم إغلاقه اليوم المنفذ الوحيد للقرية باتجاه باقي مناطق الضفة الغربية.

وفي القدس المحتلة، جدد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.

وتدعو القوى الوطنية الفلسطينية للاعتكاف في الأقصى بدءاً من يوم الجمعة المقبل رداً على دعوات المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد يوم الأحد القادم.

إلى ذلك، طالبت خارجية السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة وفي مقدمتها اليونسكو بالتحرك السريع والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف تهويد الحرم الإبراهيمي الشريف والبلدة القديمة في مدينة الخليل بالضفة الغربية.

وأدانت خارجية السلطة في بيان، اعتداءات الاحتلال على الحرم لتغيير هويته الحضارية الإسلامية وواقعه التاريخي والقانوني القائم عبر عمليات هدم وتجريف، كان أحدثها هدم أجزاء من الدرج التاريخي للحرم يوم أمس وتنفيذ عمليات حفر بآليات ثقيلة في ساحاته الخارجية، لافتة إلى أن هذا الاعتداء الصارخ انتهاك للقانون الدولي وقرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” وجزء لا يتجزأ من عمليات تهويد الخليل.

وحذرت، من مغبة التعامل مع ما يتعرض له الحرم الإبراهيمي كأمور باتت مألوفة لا تستدعي أي مواقف أو ردود فعل دولية وخاصة في ظل عمليات القمع والتنكيل المتواصلة بالفلسطينيين المدافعين عنه.

وفي بيان منفصل، خارجية السلطة، أن الشعب الفلسطيني ضحية لازدواجية المعايير الدولية وللمجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكناً تجاهه ويكتفي ببيانات الإدانة الشكلية أو بقرارات أممية لا يلزم الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذها.

وأدانت الخارجية، الاعتداء الوحشي الذي ارتكبته عصابات المستوطنين أمس ضد فلسطيني يبلغ من العمر 57 عاماً جنوب نابلس وهجومهم على عائلة في منطقة المسعودية شمال غرب المدينة والذي أدى إلى إصابة رضيع بالاختناق.

ونددت، بعمليات القمع والتنكيل التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في عموم الضفة الغربية مشيرة إلى أنها تواصل العمل مع المنظمات الدولية لتوثيق جرائم الاحتلال وإدراج عصابات المستوطنين على قوائم الإرهاب.